واشنطن: كشف مسؤول استخباراتي رفيع أن الرئيس الأمريكي جورج بوش أقر منذ فترة، وبشكل سري، قيام قوات أمريكية خاصة بتنفيذ عمليات عسكرية داخل باكستان، دون انتظار الحصول على موافقة مسبقة من حكومة إسلام أباد.
وقال المسؤول الاستخباراتي الأمريكي، الذي رفض الكشف عن هويته نظراً لحساسية موقعه، في تصريحات لـCNN الخميس: quot;لدينا تفويضاً من الرئيس منذ شهورquot;، مضيفاً: quot;حسب ما فهمت، فإن الباكستانيين سوف يكون لديهم علم بهذا التغيير.quot;
ولم يكشف المسؤول الأمريكي عن طبيعة القرار بشكل أكثر تحديداً، ولكنه أشار إلى أنه كان يتم إبلاغ الجانب الباكستاني أثناء تنفيذ العملية، أو بعد الانتهاء منها، استناداً إلى طبيعة وهدف كل مهمة على حدة.
إلى ذلك، امتنع المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، غوردون جوندرو، عن التعليق على تصريحات المسؤول الاستخباراتي الرفيع.
وكانت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأمريكية قد ذكرت في عددها الخميس، أن الرئيس جورج بوش سمح سراً للجيش الامريكي بشن عمليات عسكرية برية داخل باكستان دون موافقة إسلام أباد.
وكانت قوات التحالف العاملة في أفغانستان قد قامت بعملية إنزال بري في إحدى القرى داخل الأراضي الباكستانية، بداية سبتمبر/ أيلول الجاري، أسفرت عن مقتل نحو 20 مدنياً.
واعتبر هذا الهجوم نقلة نوعيه لقوات التحالف في عملياتها ضد المليشيات المسلحة، التي بدأت تمتد إلى منطقة القبائل النائية، في شمال غربي باكستان، والتي تنظر إليها كل من واشنطن وكابول على أنها quot;ملاذ آمنquot; لمقاتلي حركة طالبان وتنظيم القاعدة.
وقد أثارت تلك العملية غضب المسؤولين في إسلام أباد، الذين اعتبروا أن عبور القوات الدولية خط الحدود بين الدولتين، quot;أمر غير مقبولquot;، من جانب باكستان.
وذكر بيان حكومي أن quot;هذه العملية التي تمت بإنزال عدد من الجنود من مروحيات قتالية، وبدعم جوي من الجانب الأفغاني، تشكل انتهاكاً للسيادة الباكستانية على كافة أراضيها.quot;
كما صرح حاكم ولاية الحدود الغربية الشمالية، عويس أحمد غني، بأن quot;الهجوم الجبانquot;، على بلدة في جنوب وزيرستان، يعد quot;هجوماً مباشراًquot; على سيادة باكستان وسيستدعي quot;رداً ملائماً.quot;
ونفذ الجيش الأمريكي، وباستخدام طائرات دون طيار، عدداً من الهجمات داخل الأراضي الباكستانية هذا العام، سقط خلالها عشرات المسلحين، إلا أنه لم يسبق عبور تلك القوات إلى داخل الأراضي الباكستانية لملاحقة المليشيات.
وتقوم الحكومة الباكستانية الجديدة بعمليات عسكرية واسعة في مناطق الحدود، إلا أنها قررت تعليقها بمناسبة شهر رمضان.(المزيد)
وفي بداية الشهر الجاري، أضاعت القوات الباكستانية quot;فرصة ثمينةquot; لاعتقال الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، بعد أن رصدت تحركاته مؤخراً في إحدى المناطق quot;الوعرةquot;، تقع بالقرب من الحدود مع أفغانستان.