أسامة مهدي من لندن : دعا مرصد الحريات الصحافية في العراق الاعلاميين الى مقاطعة الجهات التي لاتحترم عملهم أو تتعمد انتهاك حقوقهم ذلك بعد تعرض عدد منهم الى الاحتجاز والضرب من قبل جنود حماية وزارة الدفاع العراقية في بغداد .

وقال المرصد في بيان تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم ان عددا من مراسلي القنوات الفضائية بصدد تغطية مؤتمر في مقر الوزارة وعلموا ان موعد وصول وزير الدفاع يتأخر لوقت طويل وحين قرروا مغادرة مبنى الوزارة فوجئوا بمنعهم واحتجازهم لاكثر من نصف ساعة مع مصادرة هواتفهم النقالة داخل قاعة في الوزارة وتعرض عدد منهم الى الضرب من قبل جنود حماية المبنى. ونقل المرصد عن رؤى الشمري مراسلة قناة الفيحاء الفضائية قولها ان الموعد الذي ابلغ الصحافيون الحضور فيه كان الساعة الثالثة والنصف بعد ظهر امس وانهم دخلوا الى المبنى في الطابق الثاني وانتظروا حتى الساعة الخامسة حين دخل عليهم موظف في الوزارة يرتدي زياً مدنياً وسألهم مستغرباً عن سبب حضورهم المبكر واخبروه ان اعلام الوزارة هو الذي حدد الموعد مسبقاً لكنه اشار الى الساعة السادسة كموعد لبدء المؤتمر وعندها طلبنا منه ان يوصلنا بالمسؤول الاعلامي لكنه تحجج بنومه وعدم قدرته على ايقاظه في هذا الوقت. واضافت الشمري انها وزميلها المصور ميثاق طالب نزلا الى الطابق الارضي في محاولة للخروج حين سمعنا اصواتاً وفوضى في الاعلى حيث عدنا لتقصي الامر وكانت مشادة حصلت بين احد الجنود ومصور قناة الحرة ثم قررنا جميعاً الخروج لكننا فؤجئنا ايضاً بالمنع وان عناصر الحماية كانوا متشددين في التعامل معنا. وقالت quot;عندما حاول الزميل عمر محمد مراسل قناة الحرة الخروج مستغلاً مغادرة بعض الجنود من الباب الرئيسي للمبنى منعه الحرس عند الباب وضربه أحدهم بقبضة يده على صدره بعنف عندها قررنا جميعاً مقاطعة المؤتمر برغم ان المستشار الاعلامي محمد العسكري حاول الاتصال بنا مع وصول وزير الدفاع لكننا كنا عزمنا على المغادرة وهو ماحصل بعد مشادات عنيفة بيننا وعدد آخر من الجنودquot;.

واكد مرصد الحريات الصحافية ان الادانة والاستنكار لمثل هذا السلوك غير المبرر لاتكفي لوحدها بعد ان تكررت هذه الممارسات لمرات عدة . ودعا الصحافيين والاعلاميين الى مقاطعة نشاطات اي جهة او وزارة لاتراعي السلوك المهني والقيم الاعلامية كما طالب المؤسسات الاعلامية كافة بمعاضدة قرارات اعلامييها وتأكيد أحترامهم للمعايير المهنية المتبعة.

وحول مقتل اربعة من كادر قناة الشرقية العراقية في مدينة الموصل السبت الماضي فقد رحب الاتحاد الدولي للصحافيين بقرار الحكومة العراقية التحقيق في مقتلهم لكنه قال انه يرى ضرورة التحقيق في كل جرائم قتل الصحفيين التي لم تحل بضمنها اغتيال نقيب الصحافيين العراقيين الراحل شهاب التميمي في حالة حرص الحكومة على ضمان حرية الصحافة في البلاد.

وقال آيدن وايت الأمين العام للاتحاد الدولي quot;إن هذه القضية تصور المخاطر الجسيمة التي يواجهها الصحافيون العراقيون ونحن من جانبنا في الاتحاد الدولي للصحفيين الذي يضم أكثر من 600.000 صحفي، نرحب بتصريح رئيس الوزراء نوري المالكي في الأمر بالتحقيق في قتل فريق فضائية الشرقية لكننا لن نستطيع نسيان عشرات من زملائنا الصحافيين العراقيين الذي قتلوا بدون حصانة بضمنهم القائد الصحافي شهاب التميمي.quot; واضاف quot;إن هذه الهجمات الدموية أداة مأساوية في محاولة يائسة لسحق الإرادة الشجاعة لزملائنا الإعلاميين العراقيين وتظل الحقيقة الأساسية هي أن الصحافة الحرة لا يمكن لها أن تزدهر عندما يرغم الصحفيون على العمل في ظل هذه الظروف الخطرة.quot; وقال انه quot;في الوقت الذي يعبر فيه الاتحاد الدولي عن تعاطفه وتأييده لسرعة إجراءات التحقيق في الجريمة الأخيرة فأنه في الوقت نفسه يعبر عن قلقه من تدني مستوى النجاح و الجدية في متابعة قضايا قتل الصحافيين الأخرى بضمنها قضية اغتيال نقيب الصحافيين العراقيين شهاب التميمي في بغداد. وكان الراحل التميمي (75 عاماً) توفي في المستشفى في شباط (فبراير) الماضي بعد أيام من الهجوم بوابل من الرصاص على سيارة كان يستقلها بعد مغادرته اجتماعا لمجلس نقابة الصحافيين العراقيين بمقرها في بغداد .
ووفقاً لبيانات نقابة الصحافيين العراقيين فأن 290 من العاملين في وسائل الإعلام العراقية على الأقل قد قتلوا في العراق منذ نيسان (ابريل) عام 2003.