أديرنو بعد تسلم قيادة المتعددة: الامن في العراق مازال هشا
توافق على قانون انتخابات كركوك بانتظار موقف الاكراد

أسامة مهدي من لندن: أعلن في بغداد اليوم عن التوصل الى صيغة توافقية حول انتخابات محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط من شأنه ان يمهد لحل خلافات القوى السياسية حول قانون الانتخابات المحلية لكن التحالف الكردستاني طلب فرصة لاطلاع قيادته على الصيغة الجديدة وسط توقعات بالتصويت على القانون غدا .. بينما سلم وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في احتفال غرب بغداد اليوم قيادة القوات المتعددة الجنسيات في العراق من الجنرال ديفيد بتريوس الى الجنرال ريموند اديرنو الذي حذر من ان الوضع الامني مازال هشا محذرا من تراجعه. فقد أعلن رئيس اللجنتين القانونية والأقاليم في مجلس النواب العراقي بهاء الاعرجي عن توصل الكتل السياسية الى اتفاق حول صيغة جديدة للمادة 24 المتعلقة بانتخابات محافظة كركوك المختلف عليها . واشار في مؤتمر صحافي ان الكتل اتفقت على تأجيل الانتخابات في محافظة كركوك وإبقاء الوضع على ما هو عليه في المحافظة وتقاسم السلطة الإدارية والأمنية بين المكونات الرئيسة الثلاثة وهم الاكراد والتركمان والعرب في المحافظة بالتساوي حتى الاتفاق على موعد لاجراء الانتخابات فيها . واشار الاعرجي الى انه تم quot;إجراء بعض التعديلات على ورقة الأمم المتحدة والمادة 24 ودمجهما بورقة واحدة.

اما رئيس لجنة الأقاليم والمحافظات في المجلس هاشم الطائي فقد اوضح أن اللجنة الخاصة بكركوك ستضم جميع مكونات المحافظة بالإضافة إلى ممثلي بعض الوزارات ذات العلاقة مثل الداخلية والتخطيط والتجارة والمهاجرين والمهجرين. واضاف ان فقرة استقدام قوات من الوسط والجنوب إلى كركوك قد ألغيت من مشروع القانون . واوضح أن الساعات المقبلة ستشهد وضع اللمسات الأخيرة للقانون.

وعلى الصعيد نفسه قال الناطق الرسمي باسم التحالف الكردستاني فرياد راوندوزي إن الصيغة المقدمة من قبل لجنة الأقاليم واللجنة القانونية في مجلس النواب حول المادة 24 من قانون انتخابات مجالس المحافظات لم تكن النهائية. واضاف في تصريح صحافي اليوم ان كتلة التحالف ستناقش هذه الصيغة لاتخاذ موقف منها وذلك خلال اجتماع تعقده مساء اليوم بعد ان تكون قد عادت الى قيادة اقليم كردستان لمعرفة رأيها في الامر.

واثر هذا الاتفاق فقد توقع رئيس مجلس النواب محمود المشهداني التصويت على قانون انتخابات مجالس المحافظات غدا الاربعاء. واكد المشهداني خلال جلسة عقدها المجلس اليوم توصل الكتل النيابية إلى توافق بشأن إقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي مرجحا احتمال التصويت على القانون يوم غد. وقد تم التوصل الى الصيغة الجديدة اليوم بعد ايام من اجتماعات واصلت عقدها لجنة تضم اعضاء من لجنة المحافظات والاقاليم واللجنة القانونية في مجلس النواب والتي تشكلت مطلع الاسبوع على انقاض لجنة سابقة تم حلها لفشلها في اعمالها وضمت رئيس مجلس النواب محمود المشهداني ونائبه الشيخ خالد العطية وعضوية كل من سعدي البرزنجي ويونادم كنا ومحمد التميمي وسعدالدين اركج وهاشم الطائي فإنها لم تتوصل بعد الى اتفاق لحد الان حول حل مشكلة انتخابات محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط .. وتركز النقاش حول مقترحات طرحها في تموز (يوليو) الماضي رئيس بعثة الامم المتحدة ستافان دي ميستورا وتقضي بتأجيل انتخابات مدينة كركوك حتى إشعار آخر وتشكيل لجنة تتكون من ممثلين اثنين من كل مكون من اعضاء مجلس النواب عن محافظة كركوك وخبيرين اثنين عن كل مكون مهمتها النظر في آلية تقاسم السلطة والتجاوزات على الاملاك العامة والخاصة في محافظة كركوك قبل وبعد التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003 تاريخ سقوط النظام السابق.

وسعت النقاشات الى ايجاد بديل للمادة 24 من قانون الانتخابات المحلية الذي صادق عليه مجلس النواب في 22 من تموز الماضي وسط رفض من كتلة التحالف الكردستاني التي انسحبت من التصويت على القانون الامر الذي دفع الرئاسة العراقية الى نقض القانون في اليوم التالي واعادته الى مجلس النواب لبحث تبديل هذه المادة . وتنص المادة 24 على تأجيل انتخابات مجلس محافظة كركوك والأقضية والنواحي التابعة لها لحين إنهاء مهام لجنة تشكل لغرض التمهيد للانتخابات كما تضمنت تقسيم السلطة بين المكونات الرئيسة الثلاثة بنسبة 32% لكل مكون من المكونات الرئيسة للمحافظة من العرب والاكراد والتركمان و 4% للمسيحيين. وكان المشهداني الذي يرأس اللجنة البرلمانية المتكونة من اعضاء يمثلون الاطياف الرئيسة في محافظة كركوك قد اعلن السبت الماضي فشل quot;خلية كركوكquot; في التوصل الى توافق وقرر حلها وتشكيل لجنة جديدة من لجنة الاقاليم والمحافظات واللجنة القانونية في المجلس وخولها صلاحية التباحث مع مختلف الكتل للتوصل الى حل.

وقد واجهت اللجنة مشكلة الضمانات التي تطالب بها الكتل السياسية حيث يطالب العرب والتركمان بضمانات بان تشرف قوات الحكومة الاتحادية والامم المتحدة على انتخابات كركوك كشرط للموافقة على مقترحات البعثة الاممية فيما طالب الاكراد بالاكتفاء بضمانات سياسية لتطبيق القانون . وكان من المقرر ان تجرى الانتخابات الشهر المقبل لكن الخلاف بين الكتل البرلمانية حول القانون حال دون ذلك حيث فشل البرلمان في التصويت على قانون جديد لانتخابات مجالس المحافظات لكن الاتفاق الجديد سيمهد لإنهاء هذا الوضع وإمكان إجراء الانتخابات اواخر العام الحالي بعدما راجت توقعات بعدم امكانية ذلك نتيجة عدم الاتفاق على قانون جديد.

غيتس يسلم القيادة الاميركية في العراق من بترايوس الى أديرنو

سلم وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في احتفال رسمي في بغداد اليوم مهمة قيادة القوة المتعددة الجنسيات في العراق الى الجنرال ريموند اوديرنو خلفا للجنرال ديفيد بترايوس الذي عهد اليه بقيادة جبهتي العراق وافغانستان. وجرت مراسم نقل السلطات الى القائد الجديد لقوات التحالف في احد القصور السابقة للرئيس العراقي السابق صدام حسين يقع في قاعدة عسكرية اميركية قرب مطار بغداد (30 كم غرب العاصمة) بحضور قائدي البحرية العراقي اللواء الركن محمد جواد كاظم والجوية فريق أول ركن طيار كمال محمد الرزنجي ومعاون رئيس اركان الجيش الفريق الطيار الركن نصير العبادي.
وكان الرئيس الأميركي جورج بوش اعلن الأسبوع الماضي أنه يعتزم سحب حوالى 8 آلاف جندي من العراق وإرسال 4500 جندي إضافي إلى أفغانستان في شباط (فبراير) المقبل.

ويعتبر أوديرنو مقاتلاً متمرساً في الميدان وفقد نجله وهو برتبة نقيب في الجيش الأميركي ذراعه في معارك عام 2004 في العراق وسيتولى الجنرال بتريوس رئاسة القيادة الأميركية الوسطى التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط وأفغانستان. وقال الجنرال اوديرنو في اول تصريح له بعد توليه مهامه ان النجاحاتالامنية المتحققة في العراق مازالت هشة محذرا من مخاطر تراجع الوضع الامني . وقال quot;ان العراق بلدي الثاني وانه لشيء جيد العودة مرة ثانية الى العراق كما انه لشرف لي ان اقف جنبا الى جنب مع العراقيين. . واضاف ان quot;العراق اليوم بلد يختلف عن المرة الاولى التي رأيته فيه وعلى اي حال علينا ان نقر بان هذه المكتسبات لا تزال هشة وقابلة للتراجع.

وكان غيتس وصل أمس الاثنين إلى بغداد في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقا تعد التاسعة إلى العراق وبحث خلالها مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأوضاع الأمنية في العراق ومستقبل تواجد القوات الأميركية. وكانت آخر زيارة قام بها وزير الدفاع الاميركي الى بغداد في شهر أذار\ مارس الماضي وبحث خلالها مع رئيس الوزراء نوري المالكي التطورات الامنية في العراق كما التقى قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الأميركي رايان كروكر.

يُذكر أن الجنرال بتريوس تسلم مهامه في العراق في بداية عام 2007 في خضم تصاعد العنف الذي ترك العديد من المراقبين متشككين إزاء قدرة هذه القوات في استعادة الاستقرار. ومنذ قيادة بتريوس القوات الأميركية في العراق شهدت البلاد تراجعاً في حدة العنف الطائفي. ويقول الجيش الأميركي ان العنف تراجع من 60 حادثاً في الأسبوع إلى ما تصفه في الوقت الراهن بالمستويات غير الجديرة بالاهتمام.. كما تراجعت أعداد القتلى في صفوف الجيش الأميركي ففي عام 2007 لقي 906 جنود مصرعهم في العراق وهي أسوأ سنة لهذه القوات في هذا البلد لكنه حتى امس الاثنين أي بمرور قرابة تسعة أشهر من هذا العام سقط 248 قتيلاً فقط في صفوف القوات الأميركية العاملة في العراق.

وتشير مصادر عسكرية اميركية الى ان من بين القضايا التي سيتعامل معها الجنرال أوديرنو قضية المهجرين والسياسة الداخلية العراقية وإعادة الخدمات المدنية الأساسية وتتوقع ان يواصل الاستراتيجية التي بدأها سلفه بتريوس. واوديرنو الذي كان اولا ضابطا في سلاح المدفعية المهندس الرئيس لاعتقال صدام حسين بعد سقوط النظام العراقي في عام 2003. وكان اوديرنو اول من طالب في كانون الاول (ديسمبر) عام 2006 بإلحاح بإرسال قوات اضافية الى العراق وهو ما تحقق عند تعيين الجنرال ديفيد بترايوس قائدا لقوات التحالف في العراق. وقد عين الجنرال اوديرنو مساعدا له.

من جهته ينهي الجنرال بترايوس مهندس الاستراتيجية الجديدة في العراق لمكافحة حركة التمرد الثلاثاء مهامه في قيادة قوات التحالف التي استمرت 19 شهرا وسيترأس القيادة المركزية لكل العمليات العسكرية في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى. وسيشرف بصفته هذه على الحربين اللتين تخوضهما الولايات المتحدة في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى.

وقال غيتس خلال تصريحات في بغداد امس ان quot;التحدي الذي يواجهه الجنرال اوديرنو هو طريقة العمل مع العراقيين لحماية ما تحقق حتى الآن في المجال الامني وتوسيعه بينما يجري في الوقت نفسه خفض عديد القوات الاميركية . وشدد على أن القوات الأميركية تعمل الآن على تسليم العراقيين مقاليد المهام الأمنية في العراق. وقال quot;أعتقد أنه مع انسحاب الجنود الذين تم نشرهم ضمن خطة الدفق العسكري، فمن الواضح أننا نشهد فترة انتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرىquot;.

ولفت غيتس إلى أن الجيش الأميركي سيستمر في تنفيذ العمليات العسكرية جنبا إلى جنب مع القوات العراقية مشيرا إلى أن تقليصا تدريجيا سيطرأ على مشاركة القوات الأميركية في هذه العمليات ليقتصر دورها على تقديم الدعم. وحول التحديات التي تواجه القائد الجديد للقوات الأميركية في العراق اوضح غيتس ان quot;التحدي الذي يواجه الجنرال أوديرنو يتمثل بالكيفية التي سنعمل فيها مع العراقيين من أجل الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في العراق والعمل على توسيعها حتى مع تقليص عديد الجنود الأميركيين في العراقquot;. ويتولى الجيش العراقي حاليا السلطات الامنية في 11 من المحافظات العراقية ال18 بينما يستعد لاستلام الامن في محافظتي بابل وواسط الجنوبيتين اواخر الشهر الحالي.