طلال سلامة من روما: يفيد برلسكوني أن فلتروني قد بدأ مسيرته السياسية جيداً لكن الأفعال تشير الى أن رئيس الحزب الديموقراطي اليساري غائب اليوم عن الساحة السياسية. بعد الجزر، يقود برلسكوني إذن حملة مد لإغراق فلتروني في مستنقع من الانتقادات والاستفزازات. هذا ويتمسك برلسكوني بأن اليساريين اختاروا المنهج القديم والعيوب القديمة المشتقة من جذورهم الأيديولوجية التاريخية. لذلك، يقطع برلسكوني الآن الأمل من أي تعاون محتمل معهم. لا بل قد ينتظر اليمينيون المعتدلون مرور جيل جديد قبل التفكير في طرح فكرة التعاون ثانية بما أن موجة الغيرة والحسد الطبقي السياسي طغت على نفوس فلتروني ومعاونيه. لغاية اليوم، أثبت تيار الوسط اليساري عدم قدرته على لعب دور المعارضة أم تولي زمام الأمور بإيطاليا اعتماداً على النتائج الانتخابية والإحصائية المخيبة للآمال.

علاوة على ذلك، يستعد برلسكوني لادارة ايطاليا على مدى طويل. وسيصبح ائتلافه قوة سياسية ضاربة ستوسع محاورها المرجعية لخدمة الناخبين وارشادهم عن طريق افتتاح مراكز حزبية جديدة ومواقع إلكترونية على الشبكة العنكبوتية. بالفعل، تشير الإحصائيات الأخير الى أن ثقة الإيطاليين ببرلسكوني وفريقه قفزت، خلال شهور قليلة، من 42 الى 63.7 في المئة. ما يعني أن برلسكوني ينجح اليوم في استقطاب تلك الطبقة من الناخبين التي لا تعترف باليساريين الذين خيبوا توقعاتهم. وبات واضحاً أن برلسكوني لا يريد الوقوع في فخ إبداء رأيه الشخصي حول شرعية الفاشية أم لا هنا. فاهتمامه يقع أولاً وأخيراً على حل مشاكل الإيطاليين. يذكر أن إفلاس شركة quot;أليتالياquot; المتوقع قبل نهاية الشهر سيترك 20 ألف موظف في الشوارع دون عمل، على دفعة واحدة!

في ما يتعلق بالانتخابات الأوروبية المقبلة، يجد برلسكوني أن سقف 5 في المئة(نسبة الناخبين المصوتين لصالح الحزب المفضل) هو الأكثر منطقية كي يمتلك الحزب الشعبي الأوروبي أغلبية واسعة قادرة على التحكم بسياسة الاتحاد الأوروبي.