الامم المتحدة: تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمواصلة جهود السلام مع من سيحل محل ايهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل ولكنه حذر من اندلاع دائرة جديدة من العنف اذا انهارت عملية السلام. ورسم عباس صورة حذرة واحيانا قاتمة لجهود السلام بالشرق الاوسط خلال زيارة للامم المتحدة ملقيا بمزيد من الشكوك بشأن هدف الرئيس جورج بوش بتأمين التوصل لاتفاق سلام قبل ان يترك الرئاسة في يناير كانون الثاني.

وفي كلمات امام مجلس الامن الدولي ندد عباس وزعماء عرب اخرون بالتوسع الاستيطاني الاسرائيلي قائلين انه يعرض للخطر المحادثات التي استؤنفت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي خلال مؤتمر في انابوليس بولاية ماريلاند استضافه بوش. وقال عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية ان المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة تجعل احتمالات التوصل لحل قائم على اساس وجود دولتين صعب للغاية ان لم يكن مستحيلا.

واتهمت جابريلا شاليف سفيرة اسرائيل لدى الامم المتحدة الوفود العربية باستغلال القضية من أجل quot;انتقادquot; اسرائيل بشكل غير نزيه وقالت انهم لا يتحملون مسؤولياتهم في ادانة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تؤيد تدمير الدولة اليهودية. وعلى الرغم من تزايد العقبات قالت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية لرويترز quot;اعتقد ان من الممكنquot; التوصل الى اتفاقية بحلول نهاية العام تتضمن اتفاقا على انشاء دولة فلسطينية.

وحثت لجنة الوساطة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط خلال اجتماع لها على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة على بذلquot;كل الجهود للتوصل الى اتفاق قبل نهاية 2008.quot; ولكن اللجنة قالت ايضا انها تفضل عقد اجتماع دولي بشأن عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية في موسكو في ربيع العام القادم.

وادى عدم الاستقرار السياسي في اسرائيل الى تعقيد المحادثات. وقدم اولمرت استقالته الاسبوع الماضي في مواجهة مزاعم فساد لكن لا يزال في منصبه بصفة رئيس وزراء لتصريف الاعمال فيما تحاول وزيرة الخارجية تسيبي ليفني تشكيل ائتلاف جديد. وقال عباس انه سيتابع المفاوضات مع أولمرت ولن يتوقف عن التفاوض حتى مع خليفته.

غير أن الرئيس الفلسطيني قال انه اذا لم توقف اسرائيل التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة فسيكون من غير المجدي الحلم بالسلام الذي يأمل فيه الجميع لانه اذا فشلت المفاوضات ولم يتم التوصل الى سلام فسيشكل البديل تهديدا خطيرا مشيرا الى أن الجميع يدركون ما هو البديل. وفي كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة لم يصل عباس الى حد تأكيد الامل بامكان التوصل الى اتفاق مع اسرائيل هذا العام.

وقالت شاليف quot;اسرائيل مستعدة اذا كانت الاوضاع مواتية لتقديم تنازلات مؤلمة من أجل السلام.quot; وقالت ان ما يرمز الى وجهة النظر تلك اجتماع بيريس مع عباس قبل فترة وجيزة من اجتماع مجلس الامن الذي عقد بطلب من الدول العربية للشكوى من اسرائيل. واصدرت لجنة الوساطة الرباعية بيانا في وقت لاحق اكدت فيها دعوتها لاسرائيل لتجميد كل النشاط الاستيطاني والذي قالت ان لهquot;تأثيرا ضارا على مناخ المفاوضات.quot;

ونفت شاليف أن تكون المستوطنات quot;عقبة أمام السلامquot;. وتصر اسرائيل على أن لها الحق في البناء في مستوطنات كبيرة تنوي الاحتفاظ بها بموجب أي اتفاق سلام مستقبلي. ولم تحقق المحادثات بين الجانبين تقدما يذكر وسط اعمال عنف داخل وحول قطاع غزة شملت اطلاق حماس صواريخ عبر الحدود ردت عليه اسرائيل عسكريا. وتنتقد اسرائيل القيادة الفلسطينية وتتهمها بالفشل في كبح النشطاء.