بعد التوصل إلى إتفاق مصالحة بين الطائفتين السنية والعلوية
قتلى وجرحى في إنفجار حافلة عسكرية في طرابلس شمال لبنان
إيلاف - وكالات: أفاد مصدر أمني أن ستة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى سقطوا في انفجار استهدف حافلة عسكرية صباح الإثنين عند المدخل الجنوبي لطرابلس كبرى مدن شمال لبنان. وقال quot;المصدر سقط ستة قتلى على الأقل ونحو 30 جريحًا في الإنفجارquot;، من دون أن يوضح ما اذا كان القتلى جميعهم من العسكريين. وكان مصدر أمني قد أفاد أن quot;إنفجارًا وقع في منطقة البحصاص واستهدف حافلة عسكرية وأدى إلى وقوع إصاباتquot;، من دونأنيحدد عددها أو نوعيتها. ونقلت قناة العربية عن السلطات اللبنانية قولها إن الحادث نجم عن إنفجار سيارة مفخخة بالقرب من حافلة كانت تقل جنودًا لبنانيين. وأوردت قناة الجزيرة الفضائية أن الانفجار المذكور أسفر عن سقوط عشرة أشخاص على الأقل بين قتيل وجريح. وكانت طرابلس قد شهدت في 13 آب/ اغسطس عملية تفجير استهدفت باصًا يقل عسكريين ومدنيين واسفرت عن مقتل 14 شخصًا تسعة منهم من العسكريين.
من جهته دعا وزير الداخلية زياد بارود إلى اجتماع استثنائي لمجلس الأمن المركزي بعد ظهر اليوم. وكان انفجار مماثل قد وقع في طرابلس في 13 أغسطس / آب الماضي واستهدف أيضًا تجمعًا للعسكريين وخلف تسعة قتلى بينهم سبعة جنود.

عناصر من الجيش وأفراد من الشرطة في موقع الانفجار في طرابلس

وإثر ذلك التصعيد تم التوصل إلى اتفاق مصالحة في طرابلس بين القادة من الطائفتين السنية والعلوية. وتحركت قوى الأمن والجيش اللبناني في ضوء هذا الاتفاق واتخذت ترتيبات أمنية للحيلولة دون انفجار الوضع في مناطق التماس.ويأتي هذا الانفجار بعد 20 يومًا فقط على توقيع quot;وثيقة طرابلسquot;، التي جاءت لتطوي صفحة سوداء أدمت المدينة في الأشهر الثلاثة الأخيرة، نتيجة لتفجير الخلافات السياسية التي تحولت إلى اشتباكات مسلحة بين سكان منطقة quot;باب التبانةquot; السنة الموالين، لزعيم تيار المستقبل، النائب سعد الحريري، وسكان quot;جبل محسنquot; العلويين الموالين للمعارضة المدعومة من سوريا.
وكان مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار، وفي اجتماع موسع برعايته وحضور 44 شخصية، في مقدمتهم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الحريري، أبصرت quot;وثيقة طرابلسquot; النور، مشددة على تثبيت السلم الأهلي وعدم اللجوء الى العنف مجدداً تحت أي ظرف، مؤكدة ضرورة حصول مصالحة عامة بين جميع الأفرقاء والقوى برعاية الدولة اللبنانية. لكن هذه الترتيبات الأمنية لم تشمل نزع سلاح الأطراف التي تقاتلت.
وبعد طرابلس شهد لبنان عدة مصالحات شملت حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط (قوى 14 اذار) وجرى على اثرها نزع الصور واليافطات السياسية من العاصمة التي ساهم انتشارها في تاجيج التوتر.
ردود فعل على التفجير

اعتبر مصطفى علوش احد نواب مدينة طرابلس بان الانفجار الذي شهدته كبرى مدن شمال لبنان الاثنين، وادى الى سقوط ستة قتلى على الاقل، استهدف الجيش quot;لضرب معنوياتهquot; وquot;الايحاء بان المصالحات السياسية غير مجديةquot;. وقال علوش المنتمي إلى تيار المستقبل quot;ان استهداف للجيش لضرب معنوياته من جهة ولزعزعة العلاقة بين عناصره وابناء المدينة من جهة اخرى خاصة بعد نجاحه في ضبط الوضع الامني اثر المصالحةquot;. واضاف علوش quot;هدف التفجير كذلك اعطاء فكرة للبنانيين بأن كل المصالحات الجارية لن تؤدي الى خروج لبنان من نفق التوتر الامني وزعزعة الاستقرارquot;. كما اكد عضو كتلة quot;المستقبلquot; النائب سمير الجسر أنه quot;كان بالإمكان أن يحصل هذا الإنفجار في أي مكانquot;، مشيراً إلى أن quot;الأمر لم يقع داخل طرابلس إنما في منطقة البحصاص التابعة عقاريًا للكورةquot;.أوضح أنه quot;ليس المقصود الساحة الشمالية بل الساحة اللبنانيةquot;، مشددًا على عدم وجود أي رابط بين انفجار دمشق وانفجار اليومquot;، معتبرًا أنه quot;علينا عدم استباق التحقيقاتquot;.

من جهته رأى رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي أن لا استقرار في لبنان ما لم يكن هناك استقرار كامل في المنطقة العربية لافتاً إلى أن المصالحات مستمرة. وربط الجريمة بحوادث نهر البارد معتبراً أنهم quot;لم يستطيعوا القيام بمواجهة جيش منظم فها هم يقومون بعمليات افرادية لمواجهتهاquot; مستنتجًا أن quot;هذا الجيش يتعرض لأعمال ثأرية لما حصل في نهر الباردquot;.

كما استنكر أمين عام حركة التوحيد الاسلامي الشيخ بلال شعبان معربًا عن اعتقاده أن أي تيار سياسي لم يقم بهذا العمل مشيرًا إلى أن الانقسام السياسي أدى إلى انكشاف أمني، فبات لبنان مسرحًا ومرتعًا للارهاب. وإعتبر أن التصالح الفعلي بين مختلف القوى السياسية هو فرض وواجب علينا مشددًا على ضرورة تعزيز المصالحات الداخلية. وتمنى شعبان على الاعلام ألا يوجه تهمة quot;نحن براء منهاquot; قائلاً إنه quot;لا يجوز أن نُذبح مرتين مرة بالانفجار ومرة باتهامناquot;.

من جهته اكد داعي الاسلام الشيخ حسن الشهال ان لبنان ساحة لصراع الاخرين وهذا ما يتاكد يومًا بعد يوم، لافتًا الى ان الانفجار الذي استهدف المدخل الجنوبي لطرابلس صباح اليوم ما هو الا نتيجة حالة التوترات الامنية التي تسود لبنان والتي سمحت للمصطادين بالماء العكر ان كانوا من الداخل او الخارج لاصطياد امن اللبنانيين. وانتقد من يوجهون اصابع الاتهام الى التيارات quot;السلفيةquot; الاصولية، معتبرًا ان هذا الاتهام يندرج تحت سياسة التجني والتسرع قبل صدور اي معلومات. وشدد الشهال على ان الحل في لبنان لا يأتي إلا بمصالحة حقيقية بين مختلف الفرقاء ما يؤدي الى تحصين الساحة الداخلية.

بري: الإرهاب يحاول الإنتقام من الجيش quot;عصب البلاد وعاموده الفقريquot;

بدوره أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه quot;مرّة جديدة يكون لبنان الذي يستعد لإلتماس هلال العيد، ضحية الإرهاب الذي يغتال فرحته وينغّص عليه نعمة الإستقرار، ويحاول أن يتطاول على المصالحات والمصافحات والمصارحات وعلى الحوار الوطني وعلى عودة لبنان للعب دوره العربي والدوليquot;.

وأضاف في تصريح له عقب الانفجار quot;مرة جديدة، يكسب الإرهاب الوقت الذي نخسره ويتحرك في المكان ذاته، عاصمة لبنان الثانية، مدينة طرابلس العظيمة الصابرة والصامدة والتي كانت دائما خزان المقاومة وملجأ أهل المقاومة، والتي أسقطت محاولات الفتنة وشكلت إنموذجا للتفاهم والتعايش والإندماج الوطني، ومرة جديدة يكون جيشنا الباسل وأبناؤنا الجنود الأبطال بصفة خاصة، كما والمدنيين اللبنانيين، هدفا لهذا الإرهاب الذي يحاول الإنتقام من قوة عناصر وحدتنا الوطنية والإنتقام من جيشنا، كونه عصب البلاد وعاموده الفقريquot;.

وتابع بري: quot;إنني أتقدم بأحر العزاء الى قيادة الجيش وذوي الشهداء العسكريين والمدنيين، وأسأل الله سبحانه وتعالى الشفاء للجرحى، وأدعو مؤسسات الدولة ومختلف القوى السياسية الى إعتبار زيادة عديد الجيش وتسليحه أولوية وطنية، كما نؤكد على دعم القرارات والخطوات التي تتخذ لمجابهة هذا التحدي الوحشي الدموي، والى تعزيز التعاون معه الأطر العربية والدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمةquot;. وإعتذر بري أخيراً عن عدم تقبل التهاني بالعيد بسبب الظروف المأساوية الناتجة عن هذا العمل الإرهابي.