عبد الجبار العتابي من بغداد: منذ الايام الاولى لشهر رمضان ، والاعلان عن عرض مسرحي في ليل بغداد ، ايام عيد الفطر المبارك كان متواصلا ، والعرض غرضه استقطاب الجمهور العراقي واعادة الليل الى بغداد ، ورفعت اللافتات والبوسترات التي تؤكد عرض المسرحية الشعبية التي تحمل عنوان (جيب الملك جيبه) وورفعت شعار ( بغداد تحيا بأهلها من جديد / ولاول مرة بعد غياب خمس عن جمهورنا العزيز) .
ويبدو ان هذا التطور والظاهرة الجديدة في بغداد ، لم تكن مريحة للبعض، فحاولوا تهيئة الأجواء من اجل منع بثها في اول ايام العيد وعلى مقربة من العرض المسرحي الاول في ليل بغداد ، وبالفعل حدث ما كان متوقعا من الكثيرين ، ومن الفنانين انفسهم، اذ ليس من السهل على الارهاب ان يمنح ليل بغداد فرصة ليتنفس عرضا مسرحيا كوميديا ، فكان ان انفجرت سيارة مفخخة قريبا من بناية المسرح الوطني ، راح ضحيته عدد من المدنيين ، وتحطم زجاج نوافذ المسرح ، واغلق الشارع العام المؤدي الى المسرح الوطني ، بعد ان جاءت سيارات الاطفاء والاسعاف والشرطة ، ودب الرعب على الارصفة وصولا الى بناية المسرح حيث رفع بعض الفنانين رايات تشاؤمهم ، من ان عرضهم الاول المرتقب لن يتم ، فيما كان البعض منهم يراهن ويعلن اطمئنانه ان الجمهور سيأتي ، وان العرض سيتم ، وما ان راحت الدقائق تمر بالقرب من الوقت المحدد حتى كان الجمهور داخل القاعة ، وبعدد لم يتوقعه المتفائلون ، ملأ العدد اكثر من ربع قاعة المسرح الوطني الكبيرة ، وتفاعل الحمهور مع المسرحية ، ضحكوا وصفقوا ، وعاشوا اوقاتا سعيدة ، وغادروا المسرح وكان الليل يزرع ابتهاجاته على المنطقة المحاذية وحتى تلك التي حدث فيها الانفجار .

احد الفنانين لـquot;إيلافquot; : لا اصدق ما شاهدت ، كان الانفجار هائلا ، دوى بشكل غريب اطاح بكل امال الفنانين بالعرض ، كان هنالك ضحايا وشارع مغلق ولا تدري من اين سيمر الجمهور وهو يقدم الى المسرح ، وكان الحزن يغطي ملامح وجوه الفنانين المتهيئين للعرض ، ولكن .. ما حدث كان شيئا غريبا ، فالجمهور حضر والفنانون عرضوا واجادوا في ادائهم .
واضاف : لو ينقل ما حدث للعالم فلن يصدقه ، الانسان العراقي يتحدى الموت من اجل مشاهدة مسرحية ؟ ، هل يمكن هذا ؟ ، أليس غريبا بالله عليك ؟ ، انه موقف مشرف ، موقف يجب ان يكون دليلا على اصالة المواطن العراقي .