تجنبا لحدوث نزاعات محتملة على قطرات المياه
مصر: الحكومة تعول على الأئمة لحماية الموارد المائية

محمد حميدة من القاهرة: في إطار التوجه الرسمي للحفاظ على مياه نهر النيل, اعتمدت وزارة الري المصرية فكرا جديدايقوم على استثمار جهود علماء الدين والأئمة والخطباء بالمساجد في إقناع المواطنين بأهمية حماية نهر النيل والحفاظ على مياهه , تجنبا لحدوث المشكلات والنزاعات التي حدثت الصيف الماضي بين المواطنين وبعضهم ومع السلطات بسبب نقص المياه . وتتبنى هذا الفكر الجديد وتنفيذه مدرسة الري الوطنية التابعة لوزارة الري. وتهدف الى تعليم المواطنين حق اقتسام نقاط المياه وبث روح المثابرة. وقد قامت المدرسة بالفعل بتنظيم دورات تدريبية للائمة , أطلعتهم فيها على كافة الحقائق المرتبطة بالتراث المائي, والتحديات التي تواجه قطاع المياه في مصر, من اجل حث المواطنين على ترشيد استخدامهم للمياه وحمايتها من التلوث .

وقد شهدت مصر الصيف الماضي احتجاجات في عدة مناطق تحولت الى أعمال عنف , بسبب نقص مياه الشرب كما حدث في مدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ , عندما قطع المواطنين الطريق الدولي الساحلي وأغلقوا الطريق واحرقوا الإطارات بسبب نقص مياه الشرب. وشهدت محافظة السويس نفس الأعمال, عندما شحت المياه فى بعض المناطق . وبالنسبة لمضمون الدورة أكد مصدر مسئول بالوزارة لquot; ايلافquot; أنها اطلعت الأئمة المشاركين على خطط الوزارة وسياسياتها المائية فى الوقت الحالى , للوفاء بالاحتياجات المائية ومتطلبات التنمية فى ظل الواردات المائية المحدودة , مشيرا الى ان الهدف من هذه السياسات هو تأمين مستقبل الأجيال القادمة .

وكانت دراسات دولية سابقة قد تنبأت بمستقبل خطير للأجيال القادمة ,مشيرة الى ان العالم على أبواب quot;حرب المياهquot; , وأدرجت الدراسات مصر من بين الدول المهددة بنقص المياه بالرغم من وجود نهر النيل الخالد . وتوجد محاولات من جانب إسرائيل لاستثارة دول حوض النيل ضد مصر وحصتها من مياة النيل . ويبرز ذلك من دعوات أخيرة أطلقتها دول الحوض مثل اثيوبيا بمراجعة الاتفاقية المبرمة مرة أخرى وإعادة توزيع مياه النيل بشكل عادل وفق وجهة نظرهم .

وأضاف المصدر ان الأئمة اطلعوا أيضا على الخطة القومية المشتركة بين الوزارة والوزارات المعنية الأخرى والتى تبلغ ميزانيتها 43 مليار جنية منها 10 مليارات لتغطية المصارف والمجارى بين المناطق السكنية وذلك لمواجهة ندرة الموارد المائية فى ظل الزيادة السكانية المتنامية والمتوقع ان يصل عدد سكان مصر اذا استمر بنفس المعدل الى 150 مليون بحلول عام 1950 .
كما تعرف الأئمة من خلال الدورة على برامج تنفيذ العديد من المشروعات القومية وتطوير نظم المياه وإحلال وتجديد المنشآت والمرافق الكبرى على نهر النيل ومحطات الرفع والصرف الصحي بالإضافة الى مشروعات تنمية المياه الجوفية وكيفية حماية نهر النيل من التلوث .

وتعول الوزارة على الأئمة لحماية ثروة مصر المائية من خلال تنمية وعى المواطن من خلال تنظيم دروس لهم فى المساجد ودور العبادة .