العملية تقترب من نقطة حرجة
صحف إسرائيل تسأل.. من قتل جنودنا في غزة؟
نضال وتد من تل أبيب: خلافًا للأيام الماضية صدرت الصحافة الإسرائيلية، الأربعاء، وقد ركزت عناوينها الرئيسية على سقوط ومقتل الجنود الإسرائيليين في القطاع، مع التساؤل عن مصدر النيران الفتاكة، هل هي من نيران حماس والمقاومة الفلسطينية أم هي نيرانquot; صديقةquot; أطلقها الجنود الإسرائيليون على رفاقهم.
صحف إسرائيل تسأل.. من قتل جنودنا في غزة؟
نضال وتد من تل أبيب: خلافًا للأيام الماضية صدرت الصحافة الإسرائيلية، الأربعاء، وقد ركزت عناوينها الرئيسية على سقوط ومقتل الجنود الإسرائيليين في القطاع، مع التساؤل عن مصدر النيران الفتاكة، هل هي من نيران حماس والمقاومة الفلسطينية أم هي نيرانquot; صديقةquot; أطلقها الجنود الإسرائيليون على رفاقهم.
فقد كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت إن هناك تخوف من أن يكون الجنود قد أصيبوا من نيران الجيش الإسرائيلي نفسه، وقالت إن الجيش حاول أن يفحص بالأمس هل أصيب جنود وحدة غولاني من قذيفة إسرائيلية أم من صاروخ أطلقته حركة حماس. وأوردت الصحيفة تفاصيل عملية إصابة الجنود الإسرائيليين في بيت في حي الشجاعية في غزة. وبحسب ما نقله لها جنود إسرائيليون فإن فرقة جنود غولاني اضطرت إلى الدخول في أحد المنازل الذي بدا للجنود متروكا، وقرر الجنود قضاء ليلتهم فيه، بعد أن أطلقت باتجاههم قذائف هاون، وخاضوا اشتباكات وتبادل عنيف لإطلاق النار مع عناصر حماس. ولكن وبحسب أحد الجنود فإنهما إن دخل الجنود البيت حتى أطلقت النار باتجاه البيت الذي انهار على الفور، وقد أصيب رفاقي وكان المشهد مخيفًاquot;. وأكدت يديعوت أحرونوت أن التحقيق الأولي أظهر أن الجنود أصيبوا من قذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية.
|
وفي هذا السياق اعتبر المحلل العسكري، أليكس فيشمان أن quot;ظاهرة تعرض الجنود لنيران رفاقهم من نفس الجيش، هي شر لا بد منه في الحروب. مضيفا أنه quot;عندما يدور القتال في منطقة سكنية مكتظة، يمكن أن تظهر فجأة ومن كل زاوية بندقية العدو، فإن احتمالات إطلاق النار على قواتنا من قبل قواتنا نفسها تكون اكبر. فالرد السريع، والخوف المصحوب بعدم اليقين له ثمن باهظ، وإذا كان هذا ما حدث بالأمس فمعنى ذلك أننا بدأنا ندفع الثمنquot;.
أما الصحافي والمحلل ناحوم برنيع فقد اختار أن يركز على التناقض الكامن في السعي لتحقيق النصر في الحرب وتحقيق الإنجازات العسكرية. فقد كتب برنيع تحت عنوان quot;المطلوب: الانتصارquot; يقول إن حملة الجيش الإسرائيلي في غزة تقترب من نقطة حرجة. فقد كان يوم أمس يومًا غير سهل بالنسبة إلى كل ما يتعلق بالنشاط البري للجيش الإسرائيلي في غزة، يوم معدوم البشرى على صعيد النشاط السياسي.quot;
|
وزراء المطبخ الأمني السياسي الثلاثة، الذين اجروا تقديرا للوضع لم يتوصلوا إلى قرار دراماتيكي. يمكن طبعا تصور المعضلة التي يواجهونها فهم ملزمون بأن يحققوا في نهاية الحملة انجازا يمكنهم التفاخر فيه، وإلا فلن تنتهي هذه الحملة بشعور بالنصر، مثل هذا الإنجاز يفترض أن يتحقق من خلال العمليات البرية، أو من النشاط الدولي أو من كلا الأمرين معا، وإذا لم يتحقق ذلك، فإنهم يخافون من عدم تحقق عامل الردع الذي شنت إسرائيل الحرب من أجل تحقيقه.
وتكمن المصيدة في حقيقة أنه كلما وسعت إسرائيل من نطاق عملياتها البرية فإنها تكشف في الواقع وتعرض المزيد من جنودها للخطر الأمر الذي سينعكس فورا على حقيقة الشعور بالنصر، هذا عمليا ما قاله براك عشية الحملة عندما تحدث عن العلاقة بين كلفة الحرب وبين فائدتها.quot;
ورأى برنيع أن الخطر يكمن حاليا في تطور الحملة الإسرائيلية لمقاييس كبيرة شكلت في الماضي لب الضربة التي لحقت بإسرائيل. أن تتطور الحملة إلى حرب واسعة النطاق تحت وهم أن ما لم ينجز بهذا الكم من القوة يمكن إنجازه وتحقيقه بمزيد من القوة، وهناك جهات في الجيش الإسرائيلي- ليس كلها، تؤمن بأن دورها هو الدفع باتجاه توسيع نطاق العمليات وأن هذا هو الاتجاه الصحيح لهزيمة حماس.
|
أما في صحيفة يسرائيل هيوم فقد كتب المحلل حامي شاليف يقول إن الامتحان الحقيقي لإسرائيل اليوم هو مدى صمودها وثباتها في وجه الضغوط الدولية. واعتبر أنه على الرغم من وصول الرئيس الفرنسي لإسرائيل إلا أن الطريق إلى التوصل إلى تهدئة أو وقف لإطلاق النار لا تزال بعيدة. فإسرائيل تملك حدا أدنى من الشروط اللازم توفرها لوقف عملية quot;الرصاص المصبوبquot;، لا تعتزم حركة حماس لغاية الان الاستجابة لها، وفي المقابل فإن المعارك في القطاع تتجه نحو المزيد من التصعيد ناهيك عن الحرب النفسية التي يخوضها الطرفان.
واعتبر شاليف أن ما حدث في غزة أمس يشكل امتحانا لقدرة الجمهور الإسرائيلي على الثبات والتحمل، وهو امتحان أكبر لوسائل الإعلام، لن سقوط قتلى هو أمر لا مفر منه عندما يدور القتال في أماكن مأهولة بالسكان، ومكتظة للغاية. فرد الجمهور والإعلام الإسرائيلي وتعامله مع هذا الحدث هو الذي سيقرر ما إذا كانت إسرائيل ستقع في المنحدر نفسه والهاوية نفسهاالتي وقعت فيها في حرب لبنان الثانية أم أنها قد استخلصت بالفعل العبر اللازمة، وأن المجتمع الإسرائيلي والقيادة الإسرائيلية قادرة على العض على النواجذ والتحمل ومواصلة المهمة، كما كان يحدث مرة، وإتمامها.
وفي معاريف كتب المحلل العسكري، عوفر شيلح يقول إن المعركة البرية تكشف في الواقع نقاط الضعف. quot;ففي الجيش أيضا يعرفون أنه كلما تقدمت المعارك باتجاه المناطق السكنية وما ورائه أن ترتفع احتمالات وقوع الإصابات. فتكتيك الدفاع الذي تتبعه حماس مبني على الامتيازات التي يوفره لها ميدان المعركة وفي مقدمتها القدرة على زرع العبوات الناسفة والألغام المفخخة التي أعدت مسبقا. وعلى الرغم من أن مستوى الاستخبارات ومعرفتها لما يدور في غزة لا يقارن بما كان لنا في لبنان، قبل بدء العمليات وبعدها إلا أنه لا يمكن توقع كل شيء مسبقاquot;.
ولفت شيلح إلى أن quot;الأحجية الأساسية والرئيسية تكمن في ما يريده أولمرت من هذه الحربquot;. ففي الجلسة الأخيرة للحكومة، يقول شيلح قال أولمرت إن حرب لبنان الثانية حققت الكثير من الإنجازات باستثناء أمر واحد هو آلية لمنع تهريب السلاح لحزب الله. وأضاف أولمرت أنه يجب هذه المرة التوصل إلى آلية كهذه وعدم وقف الحرب قبل تحقيق هذا الهدف. واعتبر شيلح في تعليقه على هذا التصريح أن أولمرت quot; يدرك أن الحديث يدور عن حل شائك ومعقد يلزم على نحو خاص عمل آلة النسج الحساسة التي يجيدها المصريون، وأن كل تلميح إسرائيلي بشأن الحاجة لتدخل دولي قد يمس بهم وبوحدة المصالح بيننا وبينهمquot;.
التعليقات