أبوظبي: أشادت وزيرة البيئة الفنلندية باولا لهتوماكي بالتطور الكبير الذي أحرزته دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال حماية البيئة الطبيعية وتحقيق التوازن البيئي وتطوير مصادر مياه الشرب والزراعة في الصحراء.

وقالت في حديث خاص لوكالة أنباء الإمارات إن دولة الإمارات من الدول القلائل في العالم التي تحرص على توفير بيئة نظيفة لسكانها، عبر إقامة أحدث النظم المتطورة لنوعية الحياة.

وأعربت عن اعتقادها بأن المحادثات التي أجرتها مع وزير البيئة والمياه راشد أحمد بن فهد وعدد من كبار المسؤولين في الدولة سوف تسفر عن تطوير التعاون في مجال حماية البيئة في الإمارات، وفق أحدث المواصفات العالمية، بالاعتماد على الخبرة والتكنولوجيا الفنلندية في هذا المضمار.

واعتبرت أن التحديات البيئية العالمية، وخاصة تغيير المناخ، كانت موضع اهتمام مشترك بين دولة الإمارات وفنلندا، مع التركيز المتبادل على ضرورة التعاون الدولي في مجال حماية المناخ.

وأكّدت أن التغير المناخي يعد من أخطر التحديات التي تواجهها دول العالم في الوقت الراهن، داعية إلى تظافر الجهود للحفاظ علي التوازن البيئي ووقف انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في الجو، باعتبارها السبب الرئيس في التغيير المناخي.

وقالت إن بلادها حريصة على التعاون مع الإمارات في مجال تطوير التكنولوجيا الخاصة بحماية البيئة، واصفة زيارتها إلى شركة أبوظبي لطاقة المستقبل quot;مصدرquot; أمس بالناجحة جداً والإيجابية، كما وصفت مبادرة مصدر بأنها عظيمة، وتحقق فوائد كبرى لدولة الامارات وشركائها في العالم في مجال الطاقة النظيفة.

وذكرت الوزيرة الفنلندية أن شركة أبوظبي لطاقة المستقبل quot;مصدرquot; نجحت في دخول سوق الطاقة في فنلندا، واستثمرت 120 مليون يورو في مجال الطاقة المتجددة من الرياح في فنلندا.

ولقتت إلى أن المرحلة المقبلة سوف تشهد قيام مشروعات ما بين فنلندا ودولة الإمارات في مجال توفير الطاقة ورفع كفاءة محطات الطاقة والتدفئة والتبريد.

وأكّدت تأييد بلادها لمساعي دولة الإمارات في الحصول على الطاقة من المحطات النووية المخصصة للأغراض السلمية، مبدية استعداد بلادها للتعاون مع الإمارات في مجال الطاقة النووية السلمية، نظراً لأن فنلندا من أهم الدول في العالم في صناعة الطاقة النووية السلمية.

وأعلنت الوزيرة الفنلندية مشاركة بلادها في مؤتمر ومعرض القمة العالمية لطاقة المستقبل التي ستقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، خلال الفترة من 19 إلى 21 الجاري، معتبرة هذه القمة مهمة جدا، ولافتة إلى مشاركة العديد من الشركات الفلندية فيها عبر عرض تقنياتها المتطورة، كما ان عدد من الخبراء الفنلنديين سوف يقدمون اوراق عمل في جلسات المؤتمر المخصص بالكامل حول الطاقة النظيفة والطاقة المتجددة.

وقدّرت الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة في حماية البيئة وحضورها على المستوى الدولي وتعاونها الصادق مع دول العالم من اجل التوزان البيئي، إلا أنها أعربت عن اعتقادها بأن دولة الإمارات بحاجة إلى مشروعات وخطوات على المستوى الاتحادي، لوضع خطة وطنية لخفض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في الجو، أسوة بدول العالم المتقدمة، التي بدأت بالقيام بخطوات عملية في هذا المضمار.

وأكّدت أن الإمارات قطعت خطوات مهمة جداً على طريق التقدم الحضاري والعمراني، وحوّلت الصحراء إلى مزارع نموذجية تلبّي حاجة السكّان من الغذاء، غير أن خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الجو سوف يؤدي إلى توفير بيئة خالية تماماً من التلوّث في الهواء.

وأشادت الوزيرة بمبادرة مصدر لبناء مدينة خضراء في أبوظبي خالية من الكربون، لتوفير حياة أفضل للسكان في ظل بيئة نقية مثالية.

ويشار إلى أن quot;مصدرquot; تواصل رصد فرص الإستثمار في تطوير تقنيات الطاقة الشمسية والهيدروجينية وخفض انبعاثات الكربون والمشروعات الصديقة للبيئة والتعليم العالي، حيث وضعت الشركة في فبراير 2008 حجر الأساس لتطوير quot;مدينة مصدرquot;، أول مدينة على مستوى العالم خالية من انبعاثات الكربون والنفايات والسيارات.

ومن المتوقّع أن تحتضن هذه المدينة ألفا و500 شركة و50 ألف نسمة عند اكتمالها في عام 2016 وستكون مقراً لكبريات الشركات العالمية، وأبرز خبراء الطاقة المستدامة والبديلة.

ومن المقرّر كذلك أن يتم توليد الكهرباء في المدينة بوساطة ألواح شمسية كهروضوئية، في حين أن تبريدها سيتم من خلال الطاقة الشمسية المركزة.

أما المياه فستوفّر بوساطة محطة تحلية تعمل بالطاقة الشمسية، على أن يتم ريّ الحدائق التي تقع داخل نطاق المدينة والمحاصيل التي ستزرع خارجها بالمياه العادمة، بعد معالجتها في محطة خاصة في المدينة.