واشنطن: رفض الرئيس الأميركي جورج العام الفائت، مطلباً إسرائيلياً بالحصول على أسلحة، ونيل الموافقة من أجل تسديد ضربة جوية محتملة داخل الأراضي الإيرانية، وفق ما كشفه تحقيق أجراه المراسل في صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; ديفيد سانغر.
وقال المراسل لشبكة CNN إن الدولة العبرية تقدمت بثلاث مطالب من إدارة الرئيس بوش في بداية العام 2008 من أجل شن هجوم على منشأة إيران النووية الرئيسية.
ووفق تقرير المراسل الذي سيحمله عدد الصحيفة المنشور الأحد، فقد طلبت إسرائيل الحصول على قنابل مخصصة لتفجير المنشآت المحصنة تحت الأرض، ومعدات لإعادة تزويد الطائرات بالوقود خلال عملياتها بإيران، وإذناً للتحليق في الأجواء العراقية من أجل الوصول إلى منشأة quot;ناتانزquot; النووية الرئيسية، والوحيدة التي يظن أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم فيها بتخصيب اليورانيوم.
وقال سانغر إن البيت الأبيض quot;تجاهلquot; أول مطلبين، ورفض لإسرائيل مطلبها الثالث.
وأضاف مراسل quot;نيويورك تايمزquot; أن الإدارة الأميركية كانت متخوفة من أن تبدو في موقع من يساعد إسرائيل على ضرب إيران باستخدام الأجواء العراقية، ما يؤدي بالتالي إلى طرد القوات الأميركية من هناك.
وبدلاً من ذلك، حاول بوش إقناع الدولة العبرية بعدم مواصلة خططها لشن هذا الهجوم، عبر إطلاع المسؤولين الإسرائيليين على بعض تفاصيل خطط أميركية سرية تستهدف تخريب جهود إيران النووية، بحسب كلام سانغر.
وجاء في التحقيق أن العمليات الأميركية المتواصلة في هذا الشأن مصممة لتقويض قدرات إيران النووية لإنتاج تصاميم لتصنيع أسلحة نووية.
غير أن مراسلة الشبكة داخل وزارة الدفاع الأميركية، بربرا ستار، قالت إنه ليس خفياً على أحد أن الولايات المتحدة دأبت على تنفيذ عمليات تجسس صناعي ضد برنامج إيران النووي ومنذ سنوات.
غير أن سانغر يقول إنه استند في تحقيقه على محادثات أجراها مع مسؤولين استخباراتيين، يرفض جميعهم التحدث علناً بسبب حساسية الملف.
وأعرب المراسل عن شكوكه تجاه صدور أي موقف من إدارة بوش إزاء التفاصيل الواردة في التحقيق، بسبب quot;طبيعة هذه العمليات الاستخباراتية وحساسية العلاقة مع إسرائيل.quot;
ويوضح المراسل أن الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما الذي أعلن خلال حملته في السباق نحو البيت الأبيض أنه سيقيم حواراً مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سيرث من سلفه هذه العمليات.
وكان أوباما قد صرح في أول مؤتمر صحفي له بعد فوزه الكاسح في نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية في الرابع من نوفمبر /تشرين الثاني الماضي، أن وجود إيران نووية quot;غير مقبولquot; كما أكد أنه سيواصل جهوده الدولية للضغط من أجل منع تحقيق ذلك.
هذا وتقول إيران إن برنامجها النووي هو للطاقة المدنية فقط.
وتنظر إسرائيل، التي دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى إزالتها من الوجود السبت بسبب أحداث غزة، إلى حكومة طهران كأبرز أعدائها.