واشنطن: توقعت وسائل إعلام أميركية أن تسجل مراسم تنصيب الرئيس المنتخب باراك أوباما أرقاما قياسية هي الأعلى في تاريخ الولايات المتحدة من حيث عدد الجماهير التي ستحضر الحفل والإجراءات الأمنية المشددة التي تم اتخاذها في العاصمة واشنطن.

فقد ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن حفل التنصيب الرئاسي في الولايات المتحدة يعد حدثا وطنيا يحظى بإجراءات أمنية خاصة، حيث تناط مسؤولية الأمن خلال هذا اليوم بجهاز quot;الخدمة السرية quot;المسؤول عن حماية الرئيس والشخصيات المهمة في الإدارة الأميركية وضيوف الولايات المتحدة.

غير أن مسؤولية جهاز الخدمة السرية في مراسم تنصيب أوباما هذا العام التي ستكون حدثا يحظى باهتمام عالمي، ستمتد إلى أربعة أيام بدلا من يوم واحد، حيث أن المراسم ستبدأ اعتبارا من يوم السبت المقبل فور مغادرة أوباما مدينة فيلادلفيا عبر القطار متوجها إلى واشنطن.

وبالرغم من أن جهاز الخدمة السرية سيكون مسؤولا عن تطبيق العمليات الأمنية بالتعاون مع أجهزة الأمن الأخرى، إلا انه تم تشكيل وحدة قيادة مشتركة من مختلف الأجهزة الأمنية للمساعدة في اتخاذ القرارات وتوجيه عناصر الأمن الذين يقدر عددهم بأكثر من 20 ألف شخص.

ونقلت الوكالة عن مايكل شيرتوف وزير الأمن الوطني في إدارة بوش قوله إن الإجراءات الأمنية قد تكون الأكثر صرامة في تاريخ مراسم تنصيب الرؤساء الأميركيين. وسيغادر شيرتوف منصبه في اليوم الذي يلي مراسم تنصيب أوباما، ليكون بذلك آخر مسؤول في إدارة بوش يغادر منصبه، باستثناء وزير الدفاع روبرت غيتس الذي رشحه أوباما للبقاء في منصبه.

تعليقات عنصرية تثير المخاوف

من جهتها، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر الأربعاء أن السلطات الفيدرالية بدأت بإغلاق المنطقة الأمنية التي تحيط بالعاصمة واشنطن، حيث يتوقع أن يحضر المراسم نحو مليوني شخص.

كما شرعت أجهزة الأمن بتفحص الدروس والتوصيات التي تم استنتاجها في أعقاب الهجوم الذي تعرض له البنتاغون في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 وهجمات مومباي الأخيرة، بالإضافة إلى الدروس المستقاة من الاحتفالات السنوية في واشنطن بعيد استقلال الولايات المتحدة.

ورغم أن مسؤولي الاستخبارات أشاروا إلى عدم وجود خطر محدد يهدد مراسم تنصيب أوباما، إلا أن طبيعة الحدث وأهميته باعتبار أن أوباما سيكون أول رئيس أميركي من أصل إفريقي، تجعل منه هدفا محتملا.

وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما تعرض لتهديدات شخصية منذ فوزه بالانتخابات كما أن التعليقات العنصرية التي ينشرها متطرفون بيض على مواقع الإنترنت شهدت ارتفاعا منذ ذلك الوقت، وكإجراء احترازي، طلبت وكالة التحقيقات الفيدرالية quot;FBIquot; من كافة مكاتبها مراجعة تلك التهديدات والتعليقات لإحباط أي مشكلة محتملة.