بكين: أشارت كوريا الشمالية إلى quot;تسليحquot; مخزونها من البلوتونيوم في تحرك يوحي بتصلب موقف النظام الشيوعي هناك تجاه مفاوضات تفكيك برنامجه النووي، وفق مصادر أميركية مطلعة.
وقال سيليغ هاريسون، مدير برنامج آسيا بمركز السياسة الدولية وتربطه صلات وثيقة بمسؤولين في كوريا الشمالية، في مؤتمر صحفي ببكين إن مصادر رسمية في بيونغ يانغ كشفت له عن تسليح 30.8 كيلوغراماً من البلوتونيوم - كافية لإنتاج أربعة أو خمسة رؤوس حربية.
وذكر العالم الأميركي، الذي اختتم السبت زيارة إلى بيونغ يانغ استغرقت خمسة أيام، أن المصادر الكورية الشمالية أطلعته بأن الرؤوس الحربية لن تكون متاحة أمام عمليات التفتيش الدولية.
وتلقي المزاعم، حال تأكيدها، بظلال من التشاؤم حيال مستقبل المباحثات السداسية، التي تهدف لتفكيك برنامج كوريا الشمالية النووي. وتشارك الكوريتان الشمالية والجنوبية، والولايات المتحدة، والصين، واليابان، وروسيا، في تلك المباحثات القائمة منذ 2003، بهدف جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من النووي.
وأردف هاريسون قائلاً: quot;الأمر يغير اللعبة برمتها.quot;
وتوصلت المباحثات السداسية لاتفاق عام 2007، يقضي بأنهاء النظام الشيوعي في كوريا الشمالية لبرنامجه النووي مقابل تلقي مساعدات اقتصادية وسياسية، تتضمن تقديم الوقود وتطبيع العلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن وطوكيو، وتوقيع اتفاقية سلام رسمية بين شطري كوريا.
وصرح المصدر الأميركي أن المسؤولين في كوريا الشمالية طالبوا اليابان بإرسال بقية شحنات الوقود التي التزمت بتقديمها.
ووافق نظام بيونغ يانغ على تفكيك مفاعل إنتاج البلوتونيوم، إلا أن الولايات المتحدة وبقية الحلفاء طالبوا النظام الشيوعي بالتخلص من مخزون المادة في ترسانته الحربية، ويقدر وزنه بثلاثين كيلوغراماً، بجانب تقديم كافة تفاصيل برامج إنتاج قنابل نووية.
وذكر هاريسون أن كوريا الشمالية تطالب بإكمال تشييد مفاعل المياه الخفيفة كتعويض عن تفكيك مفاعل quot;يونغبيونquot; النووي.
ويطالب الجناح المتشدد في جيش كوريا الشمالية، الولايات المتحدة بتقديم إعلان شامل ومفصل بكافة الأسلحة النووية التي أرسلها إلى كوريا الجنوبية في الفترة ما بين 1957 و 1991، كما شدد على ضرورة إعادة العلاقات الطبيعية الكاملة بين الجانبين قبيل إجراء المزيد من مفاوضات تفكيك النووي.
إلا أن مجلس الشيوخ الأميركي شدد الثلاثاء، أثناء جلسة استماع تأكيد السيناتور هيلاري كلينتون لمنصب وزيرة الخارجية، على أن تفكيك البرنامج النووي يأتي في المقام الأول ومن ثم تطبيع العلاقات.
وأعرب الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، في وقت سابق عن رغبته للدخول في حوار مع النظام الشيوعي في كوريا الشمالية.
ويعد النظام الشيوعي البرنامج النووي جزءاً لا يتجزءا من أمنه القومي، وكان قد أجرى تجربة نووية في يونيو/حزيران عام 2006، وأقر بإنتاج قرابة 40 كيلوغراماً من البلوتونيوم المخصب.
وتأتي التطورات في أعقاب إعلان كوريا الجنوبية الثلاثاء عن إرسال وفد من الخبراء إلى كوريا الشمالية هذا الأسبوع في سياق مساعي لإنهاء برنامج الشطر الشيوعي النووي.
وذكرت وزارة الخارجية في سيؤول أن الوفد يقوده هوانغ جوون-كوك، رئيس مكتب الشؤون النووية لكوريا الشمالية في الوزارة، وسيتوجه إلى الشطر الشمالي الخميس، عبر العاصمة الصينية بكين.
وأوضحت أن زيارة الوفد خلاصة اتفاق ثنائي توصل إليه الجانبان في مباحثات بكين في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وسيعكف وفد الخبراء الكوري الجنوبي على إجراء مسح ودراسة الجوانب الاقتصادية والتقنية لإمكانية نزع قضبان الوقود النووي لكوريا الشمالية واستخدامها من قبل الشطر الجنوبي.
وتدخل عملية نزع قضبان الوقود النووي غير المستخدمة من مفاعل quot;يونغبيونquot;، أكبر المنشآت النووية في كوريا الشمالية، في إطار اتفاق المباحثات السداسية لإنهاء برنامج حكومة بيونغ يانغ النووي.