غزة، وكالات: دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى محاسبة المسؤولين عن قصف مبان ومدارس تابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة في أعقاب الحرب الإسرائيلية التي إستمرت 22 يوما على غزة.

وقال بان من امام مبنى الامم المتحدة الذي لا يزال يتصاعد منه الدخان بعد ان قصفته القوات الاسرائيلية اثناء الحرب على غزة quot;هذا هجوم مشين وغير مقبول على الامم المتحدةquot;. واضاف quot;يجب اجراء تحقيق كامل وتقديم تفسير تام لضمان عدم تكرار هذا العمل مطلقا. ويجب اجراء محاسبة عبر نظام قضائي ملائمquot;.

ووصف بان كي مون مشاهد ما بعد الحرب في غزة بانها quot;ينفطر لها القلبquot;. وهو اول زعيم من العالم يزور القطاع بعد وقف اسرائيل هجومها على القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) منذ حزيران/يونيو 2007.

وقال بان quot;اشعر بالاشمئزاز. ولا استطيع وصف ما اشعر به بعد ان رأيت موقع مقر الامم المتحدة المدمر .. وحتى هذا الصباح لا يزال المبنى يحترقquot;. واضاف quot;لقد احتججت عدة مرات واليوم انا احتج مرة اخرى باقسى العبارات وادين ذلك. وطلبت اجراء تحقيق كامل ومحاسبة المسؤولينquot;. واتهم بان اسرائيل باستخدام quot;القوة المفرطةquot; في النزاع، كما دان اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على جنوب اسرائيل ووصف ذلك بانه quot;غير مقبول مطلقاquot;.

وقالت اسرائيل انها بذلت كل جهدها للحيلولة دون مقتل مدنيين وقالت انها تعرضت لاطلاق النار من داخل مباني الامم المتحدة او من منطقة قريبة منها. وعقب جولته في مواقع الدمار التي خلفتها الحملة العسكرية الاسرائيلية على مدى ثلاثة اسابيع استخدمت فيها اسرائيل الغارات الجوية والقصف المدفعي من الدبابات ودمرت الاف المنازل، قال بان ان ما رآه quot;ينفطر له القلبquot;. وقال بان ان هناك حاجة لبذل quot;جهد دولي هائلquot; لحل النزاع في الشرق الاوسط واقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب بسلام مع اسرائيل، وقال انه quot;مصمم اكثر من اي وقت مضى على تحقيق ذلكquot;.

وقال أحمد فوزي المتحدث باسم بان quot;الامين العام حريص على ان يعبر عن تضامنه مع شعب غزة الذي تعرض لمعاناة كبيرة خلال الاسابيع الماضية والعاملين بالامم المتحدة الذين استمروا في العمل ببطولة لتقديم المساعدة رغم المصاعب.quot; وقالت مصادر سياسية اسرائيلية ان اسرائيل تزمع استكمال سحب قواتها قبل تنصيب باراك اوباما المقرر ان يتم في الساعة 1700 بتوقيت غريتش. وقال محللون انه محاولة لتجنب أي توتر مع الرئيس الاميركي الجديد.

ووسط حشود تلوح بأعلام حماس سار موكب بان الى مجمع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في وسط مدينة غزة. ويوم الخميس الماضي قصفت اسرائيل مخازن الاغذية والوقود في المنشآت التابعة لوكالة اونروا وهو حادث وصفه بان في ذلك الوقت بأنه quot;هجوم وحشيquot;. واعتذرت اسرائيل لكنها قالت ان السبب هو قيام مسلحين باطلاق النار من المجمع.

وعاد كثير من الفلسطينيين الى انقاض ما كان منازلهم في احياء مدينة غزة التي تعرضت لقصف شديد اثناء القتال وتفقدوا الانقاض في محاولة لاسترداد مقتنياتهم. وقال مسؤولو حماس ان طفلين يلعبان بقنبلة لم تنفجر قتلا عندما انفجرت.

ويزمع بان الذي اجتمع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قبل السفر الى قطاع غزة زيارة جنوب اسرائيل في وقت لاحق يوم الثلاثاء. وهذه المنطقة ضربها ناشطون فلسطينيون بالصواريخ اثناء حرب غزة. وقال بان في مكتب رئيس الوزراء انه يريد المساعدة في تحقيق وقف اطلاق نار quot;دائمquot;.

ويحرص زعماء العالم على ترسيخ التهدئة وتجنب مزيد من اراقة الدماء في غزة حيث قتل أكثر من 1300 فلسطيني في الهجمات الجوية والبرية الاسرائيلية التي بدأت يوم 27 ديسمبر كانون الاول بهدف معلن هو انهاء الهجمات الصاروخية. وفي تقرير نفاه الجيش الاسرائيلي قالت حماس ان القوت الاسرائيلية التي تحتفظ بموقع قرب بلدة جباليا قتل الجنود الاسرائيليون فلسطينيا عمره 17 عاما.

وقال سكان في مخيم المغازي للاجئين ان الدبابات الاسرائيلية قصفت المنازل وسببت الكثير من الاصابات. وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي انها ليس لديها تعقيب على الفور. وترك الهجوم الاسرائيلي البنية الاساسية في غزة في حالة دمار وتقدر تكاليف اصلاحها حسب تقديرات مكتب الاحصائيات الفلسطيني بنحو 1.9 مليار دولار. وقالت حماس انه تم تدمير خمسة الاف منزل و16 مبنى حكوميا و20 مسجدا ولحقت أضرار بنحو 20 الف منزل. وقالت اسرائيل ان الناشطين كانوا يخفون الاسلحة داخل المساجد.

وقالت جماعات ناشطين فلسطينية ان 112 من مقاتليها و180 شرطيا من حماس قتلوا. وقالت اسرائيل ان عشرة من جنودها قتلوا في الهجوم وان وثلاثة مدنيين قتلوا في الهجمات الصاروخية الفلسطينية. وقال مسؤولون طبيون في غزة ان من بين القتلى الفلسطينيين 700 مدني على الاقل. وقالت اسرائيل التي اتهمت حماس بتعريض غير المقاتلين للخطر من خلال العمل في مناطق مزدحمة بالسكان ان مئات الناشطين من بين القتلى.

وفي جنيف حذرت مارجريت تشان رئيسة منظمة الصحة العالمية من ازمة صحية تلوح في الافق لعدد كبير بين 1.5 مليون فلسطيني يعيشون في القطاع الذي يقع بين اسرائيل ومصر. وقالت تشان انها تشعر quot;بقلق شديدquot; بشأن وقف حملة التحصين والرعاية الصحية الاخرى اللازمة لانقاذ حياة السكان في الاراضي وعدم توفر أكثر من 2000 سرير بالمستشفيات في غزة.

وتعهدت السعودية بتقديم مليار دولار لاعادة الاعمار وقال الاتحاد الاوروبي ان وزراء خارجية الاتحاد يزمعون الاجتماع في بروكسل لبحث المساعدات الانسانية والمطالب الاسرائيلية بمنع تهريب اسلحة الى غزة. وشنت اسرائيل هجومها بتعهد quot;بتغيير الواقعquot; في البلدات الحدودية التي استهدفتها نيران الصواريخ من حماس ومنظمات فلسطينية اخرى منذ عام 2001.

وأعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود ولمرت ان المهمة انجزت مشيرا الى الجهود الدبلوماسية التي قامت بها الولايات المتحدة ومصر ودول اوروبية لمنع اعادة تسليح حماس. وتعهدت اسرائيل بالرد على أي تدفق جديد للاسلحة الى غزة. وقال تساحي هنجبي وهو حليف لاولمرت ونائب بالكنيست لراديو اسرائيل quot;لقد خلقنا معادلة جديدة بموجبها لم تعد (الصواريخ) فقط تمثل استفزازا ضد اسرائيل وانما ايضا عملية اعادة التسليح سينظر اليها على انها حافز لعملية (عسكرية اسرائيلية).quot;

وانتهى القتال قبل اسابيع فقط من انتخابات اسرائيلية ستجري في العاشر من فبراير شباط. ومازال حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو يتقدم السباق لكن حزب العمل الذي يتزعمه وزير الدفاع ايهود باراك اكتسب شعبية. وأعلنت حماس انها انتصرت رغم الدمار الذي لحق بغزة وتعهد جناحها العسكري بتعويض ترسانته من الصواريخ.

لكن مشير المصري المسؤول بحماس قال ان المحادثات ستستمر بشأن اقتراح مصر الخاص بتهدئة طويلة الاجل تضمن اعادة فتح معابر غزة بما فيها معبر رفح مع مصر الذي كان موقع الاتصال الرئيسي بالعالم الخارجي. وفي تعقيب ادلى به للزعماء العرب حث الامين العام للامم المتحدة الفصائل الفلسطينية المتنافسة على اتخاذ ما يرى كثيرون انه خطوة غير محتملة لتوحيد صفوفهم وراء الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمساعدة في مداواة الجروح.

وسيطرت حماس على غزة في عام 2007 بعد فوزها في الانتخابات في العام السابق. وقاطعت اسرائيل والدول الغربية الحكومة التي تتزعمها حماس لان الحركة ترفض وجود اسرائيل.