الصحف الإسرائيلية: السلام الأميركي قادم
حرب غزة في صناديق الإقتراع الإسرائيلية

إيناس ميرح من حيفا: بدأت الحملة الإنتخابية للإنتخابات في الكنيست الإسرائيلي، وبدأت آمال رؤساء الأحزاب كاديما والعمل والليكود تسطع في الشارع الإسرائيلي الذي تتجه قاطبة إلى اليمين، وبدأ العراك بين تسيبي ليفني وإيهود بارك وبنيامين نتانياهو حول من يستغل الحرب على غزة لمصلحة حزبه ولمصلحته في الفوز بأكثر عدد من المقاعد في الانتخابات والفوز برئاسة الحكومة، ومن جانب آخر تتجه الأحزاب الإسرائيلية نحو البيت الأبيض والرئيس الأميركي الجديد بهدف معرفة الإستراتجية الجديدة والتي وفقا للصحف الإسرائيلية ستدعم إسرائيل باعتبارها quot; الدولة الصديقة والأكثر تحالف مع أميركاquot;.

ركزت الصحف الإسرائيلية الصادرة لهذا اليوم على خطاب باراك اوباما، وكانت العناوين متشابهة في صحيفة هآرتس ويديعوت أحرنوتquot; سنقدم السلام في الشرق الأوسط بقوةquot; كما ونقلت الصحف الإسرائيلية أخبار الحملة الانتخابية الرسمية والتي بدأت بالأمس، والتي تصف بأن هناك مواجهة وعراك شديد بين ليفني بيبي وبارك.

اهتمت صحيفة يديعوت أحرنوت بأقوال بارك أوباما المتعلقة في اسرائيل خلال خطابه الأخير، فقد ذكرت: quot;أعلن رئيس الولايات المتحدة بالأمس باراك أوباما عن مبادرة سلام جديدة في الشرق الأوسط والتي تم إعدادها لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وطلب خلال خطابه من حركة حماس وقف إطلاق الصواريخ وكذلك طلب من الجانب الإسرائيلي فتح المعابر في قطاع غزة .quot;ستعمل أميركا بشدة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط ، وهي ملزمة بتوفير الأمن لإسرائيل، فنحن نؤمن بحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، إلا أننا نشعر بالقلق إزاء معاناة الشعب الفلسطيني، فيمكن للتدخل الأميركي أن يربط بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، ويحدث تقدمًا للوصول إلى السلام، فلا يكفي وقف إطلاق النار بل يجب الوصول إلى تسوية تمنح الفلسطينيين دولة والعيش بأمان، يجب فتح المعابر في غزة لإيصال المساعدات الدولية وتبادل البضائع بمرافقة مراقبين ملائمين وتعاون مع السلطة الفلسطينية ومع المجتمع الدولي، يجب إيصال المساعدات للسكان الفلسطينيين الأبرياءquot;. ذكر أوباما.

وأضافت:quot; أعلن باراك أوباما ووزيرة الخارجية الجديدة هيلاري كلينتون خلال خطاب أوباما عن تعيين جورج ميتشل مبعوثا للشرق الأوسط.quot;لا توجد خلافات من دون حل، فالناس هم من أوجدوا الخلافات وهم القادرون على حلها، وجلب السلام في الشرق الأوسط هو من مصلحة الولايات المتحدة ومن مصلحة الشعوب الأخرى التي تعيش في الشرق الأوسطquot;. ذكر ميتشل الذي من المتوقع أن يصل لإسرائيل والسلطة الفلسطينية خلال أسبوعين.

وأشارت يديعوت أحرنوت بأنquot; وزيرة الخارجية تسيبي ليفني تحدثت مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وأثنت على أقوال أوباما ، أما الوسطاء الأميركيون فسيعودون لطاولة المفاوضات، وفي حال لم يتوصل الجانبان إلى إتفاق فإن أوباما لن يتردد في فرض تسوية عليهما، كذلك أثنى الجانب الإسرائيلي على أقوال باراك أوباما بفتح المعابر ضمن وجود رقابة دولية ورقابة من السلطة الفلسطينية، الأمر الذي يعني بأن بارك أوباما لن يتحدث مع حركة حماس إلا بعد موافقتها على الشروط الثلاثة التي قامت وزيرة الخارجية السابقة كوندليزا رايس بصياغتها بخصوص اتفاق فتح المعابر عام 2005، أي وجود مراقبين دوليين ومراقبين يتبعون لمحمود عباس.

ومن جانب آخر أكدت يديعوت أحرنوت بأن إسرائيل أبدت تفاؤلها من أقوال هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية بأن السلطة الفلسطينية وإسرائيل هما من ستقومان بترميم غزة وليس حركة حماس.

وكعادة الولايات المتحدة من اعتبارها إسرائيل الدولة الأكثر صديقة والأكثر تحالفًا، نقلت يديعوت احرنوت الارتياح الذي تشعر به الإدارة الإسرائيلية وقد ورد:quot; اصدر النظام الحكومي في أميركا الموقف الأول والذي يتحدث عن موقف الولايات المتحدة من الدول الأخرى، أما عن موقف الولايات المتحدة من إسرائيل والذي يشير بأن أميركا تعتبر إسرائيل بأنها تملك أقوى علاقة تحالف مع أميركا، وأميركا لن تتوقف عن دعم إسرائيل وستدعم حقها الأساسي بالدفاع عن نفسها، أما بالنسبة إلى إيران فقد ورد في نص الإصدار الحكومي الأول quot; أتى الوقت كي نضغط على إيران بوقف تطوير السلاح النووي، وعليها أن تتوقف من تهديد إسرائيلquot;.

الشارع الإسرائيلي يتجه نحو الأحزاب اليمينية في الانتخابات القادمة

كما نشرت صحيفة يديعوت احرنوت نتائج استطلاع اجرته حول الانتخابات للكنيست القادمة، وعن أي رؤساء حزب حصلوا على أكثر مقاعد بعد الحرب على غزة، ويتضح وفقًا للتقرير بأن افيدور ليبرمان رئيس حزب quot;يسرائييل بيتينوquot; وهو حزب يملك أجندة يمينية ضد الشعب الفلسطيني قاطبة، حصل على الشعبية الأكبر في الإستطلاع وزيادة عدد المقاعد في حزبه بارتفاع لم تشهده باقي الأحزاب فقد اشار الإستطلاع بأنه في حال كانت الإنتخابات اليوم فإن حزب يسرائيل بيتينوا سيحصل على 14 مقعدًا.

أما عن النتائج لباقي الأحزاب ذكرت يديعوت أحرنوت بأنquot; حزب الليكود على29 مقعدًا، وحزب كاديما على 25 العمل 17 ليبرمان 14 شاس 10، في حين أفاد الاستطلاع بأن quot; أكثر من نصف الإسرائليين يعتبرون مسألة الأمن هي التي ستحسم قرارهم في قضية التصويت، و15% أفادوا بأن موضوع الإقتصاد هو الأمر المركزي الذي سيحسم قرارهم باختيار الحزب الذي سينتخبونه، و27% افادوا بأن المواضيع التربوية والإجتماعية هي التي ستقودهم للحزب الذي سيقومون بإنتخابهquot;.

وتبدي يديعوت أحرنوت دهشتها من الشعبية الجماهيرية لأفيدور ليبرمان التي تزداد في الشارع الإسرائيلي، ووردquot; في الوقت الذي يعمل به حزب العمل وكديما والليكود لإستغلال الحرب لصالحهم يتضح بأن ليبرمان هو الأكثر استفادة من الحرب على غزة رغم أنه لا ينافس على رئاسة الحكومةquot;.

وتشير بأن الجمهور الإسرائيلي اخذ يتجه أكثر وأكثر يمينًا بحيث اعرب 55% من الجمهور الإسرائيلي(اليهود) بأنهم ضد وقف حرب الرصاص المصبوب على غزة، ويؤيدون استمرار الحرب حتى احتلال غزة بشكل مطلقquot;. واظهر الاستطلاع بأن quot; الثلث من الإسرائيليين يؤمنون بأن اعلان وقف إطلاق النار سيستمر لعدة أشهر فقط، و 27% يؤمنون بأنها ستطول لفترة أطول، ولكن ربع الجمهور يعتقد بأن وقف إطلاق النار سيكون فقط لفترة أقل من شهرquot;.

أما بتأثير الحرب على ترجيح كافة الميزان لدى رؤساء الأحزاب الذين بحثوا عن صورة نصر فقد ورد في يديعوت quot; رفعت الحرب على غزة من احتمال حصول بارك على حقبة وزارة الأمن الإسرائيلي، فقبل الحرب على غزة حصل بارك على نسبة قليلة فقط، إلا أنه وبعد الحرب ارتفعت النسبة حتى 52%، وبالمقابل حصل ياعلون على 16% فقط وموفاز 14%، هذه النتائج تشير لى أن الجمهور الإسرائيلي سيمنح بارك فقط وزير الأمن وليس رئيس وزراء وفقط 14% يؤمنون بأنه يمكن ان يكون رئيس حكومة إلا أن بارك يقول بأنه ينافس على رئاسة الحكومة وليس على ملف وزارة الأمن وهو يؤمن بأن الحرب على غزة منحت الجمهور الإسرائيلي للتمييز من هو القائد الأفضل وبأنه أي بارك نجح في الامتحانquot;.

ليفني تصارع بيبي على رئاسة الوزراء وبارك يصارعهما الاثنين

وفي سياق الحملة الانتخابية في الكنيست الإسرائيلي ذكرت هآرتس: quot;تبقى أسبوعين ونصف قبل موعد الانتخابات للحكومة الإسرائيلية، وبدأت المنافسة بين الأحزاب الإسرائيلية وخاصة لدى الأحزاب الكبيرة، كاديما الليكود والعمل المنافسة حول من سيحصل على أكبر عدد من المقاعد كي يحصل على رئاسة الوزراء؟ ومن ضمن العراك على رئاسة الوزراء طلبت تسيبي ليفني من بيبي نتانياهو الانضمام إليها في عراكهما ضد أيهود بارك إلا أن نتانياهو رفض نداء ليفني بالانضمام إليها ليواجها معًا بارك quot; بيبي لا يريد أن يدخل في عراكquot; ذكر بيبي نتانياهو، وردت عليه ليفني بأن quot;بيبي نتانياهو قوي على الضعفاءquot;.
في المقابل حاول رئيس حزب العمل أيهود بارك الحفاظ على حضوره في العراك على رئاسة الحكومة quot;يقترحون علي بتواضع ملف الأمن، شكرًا على التضامن، فالذي يعرف التعامل مع قضايا أمنية، يتطلب منه القيادة في مجالات أخرىquot; ذكر بارك في افتتاح الحملة الدعائية الانتخابية في بيت بيرل وأعلنquot; أنا أنافس على رئاسة الوزراء في الحكومة الإسرائيليةquot; ونادى على ليفني ونتانياهو لمواجهته.

وأضافت هآرتس بأنه في حزب كاديما حاولوا التغاضي عن تهجم ايهود اولمرت على ايهود بارك عندما وصفهquot; بأكبر فاشل في تاريخ الدولةquot;، بحيث قال حزب كاديما بأن quot; اولمرت لا يتكلم باسم حزب كاديما فنحن لا نريد أن نهاجم بارك فعدونا الآن هو بيبي نتانياهوquot;.

كما وذكرت صحيفة هآتس في لقاء لها مع السياسي الهولندي اليميني المتطرف جيرت فيلدرز والذي أنتج فيلم ضد الإسلام في هولندا بأنه quot;خائف من التعرض للسجنquot;، بحيث تفاجأ من قرار محكمة الاستئناف في أمستردام بمحاكمته بتهمة التحريض ضد الإسلامquot;. وضعي ليس جيدًا قضائيًا، فقرار محكمة الإستئناف في أمستردام هو قرار سياسي، وقد قررت محكمة الاستئناف بأنني متهم، وليس مستبعدًا أن يصدر حكم بالاعتقال ضديquot;. ومن جانب آخر حكمت المحكمة في جراتس في النمسا على الدبلوماسية اليمينية المتطرفة نائبة في البرلمان النمساوي والتي اتهمت بتوبيخ الدين الإسلامي، وقد حكم عليها بدفع 24 الف يورو وسجن ثلاثة أشهر.