أجواء سياسية ملتهبة بين أولمرت وباراك تعزز موقف حماس
الصحف الإسرائيلية: مصر تريد إعادة سلطة عباس إلى غزة

ترجمة إيناس مريح من حيفا: في اليوم العشرين للحملة العسكرية على غزة تواصل الصحف الإسرائيلية التركيز على مجريات الحملة العسكرية وما يميز الصحف الصادرة صباح اليوم هو اهتمام صحيفة هآرتس بعدد القتلى الفلسطينيين الذي تعدى الألف، في حين لم تكترث الصحف الإسرائيلية الأخرى لضحايا الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة.

تتعلق ابرز العناوين لأبرز الصحف الإسرائيلية quot; يديعوت احرنوت ومعاريف وهآرتس quot; لهذا اليوم بإعلان حركة حماس الموافقة على المبادرة المصرية مع وضعها بعض التوضيحات لبعض البنود، في حين أفادت العناوين في صحيفة هآرتس بأن إسرائيل وأميركا تبلوران اتفاقًا لوقف إطلاق النار، في الوقت الذي يتوجه رئيس المجلس الأمني السياسي المصغر في وزارة الأمن الإسرائيلية عاموس جيلعاد اليوم إلى القاهرة للحصول على رد حركة حماس بخصوص المبادرة المصرية.

في ظل التوقعات بتوجه وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إلى واشنطن للتوقيع مع الأميركيين على سند خطي يتعلق بمفهوم حل مشكلة تهريب السلاح والإعلان عن وقف إطلاق النار، وأعرب وزير الأمن الإسرائيلي ايهود باراك معارضته لتوسيع الحملة العسكرية على قطاع غزة، وما يثير الاستغراب إبراز عنوان يتحدث عن عدد القتلى الفلسطينيين الذي وصل عددهم إلى قتيل.

تفيد صحيفة هآرتس بأنه وفي اليوم العشرين للحملة العسكرية على غزة يبحث الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني عن حل سياسي يأتي بانتهاء الحملة العسكرية، في حين تنتظر إسرائيل فقط من الجانب المصري أن ينقل لها رد حركة حماس، وتشير هآرتس أن إسرائيل على استعداد لتوقيع مستند امني استخباراتي مع أميركا والذي يحمل في صلبه اهتمامًا طويل المدى بمسألة تهريب السلاح لقطاع غزة، التوقيع على أتفاق أساسه وضع رقابة على مسالك التهريب من إيران لقطاع غزة عبر طريق الخليج الفارسي والسودان ودول أخرى، كذلك تجنيد المجتمع الدولي للاهتمام بمسألة التهريب.

كما وتسلط هآرتس الضوء على توجه مدير عام مكتب وزارة الخارجية اهرون افريمفوتش اليوم للقاء مع نواب وزير الخارجية الأميركية كوندليزا رايس المخولون بالاهتمام بالأزمة في غزة، في محاولة لبلورة عمل اتفاق تعهد للاهتمام بمسألة تهريب السلاح.وفي حال تم بلورة الاتفاق ستتوجه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني للتوقيع عليه، بالمقابل أعلنت حركة حماس بالأمس على اتفاق مبدأي للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، وطالبت حماس إيضاحات لبعض البنود.

نقلت صحيفة هآرتس ما أفادته قناة العربية أمس حول اتفاق وقف إطلاق النار، بأن الاتفاق سيكون فوري ومن الطرفين، ويشمل خروج القوات الإسرائيلية من قطاع غزة بشكل فوري وقبل الاتفاق على هدنة، كذلك نقلت هآرتس ما أفادت به قناة العربية quot;بأن حركة حماس وافقت على تشغيل معبر رفح وفقا للاتفاق الذي وقع عام 2005، والذي يسمح لرجال الشرطة التابعين للسلطة الفلسطينية العمل في المعبر بوجود مراقبين من الإتحاد الأوربيquot;.

وذكرت: quot;يتوجه اليوم عاموس جيلعاد رئيس المجلس الأمني السياسي المصغر في وزارة الأمن الإسرائيلية إلى القاهرة لمتابعة المفاوضات مع الوسيط المصري عمر سليمان، للحصول على ردود حركة حماس ولإيصال المطالب الإسرائيلية بموضوع التهريب وفقا للقرارات التي اتخذت أمس في الاجتماع الثلاثي بين ايهود بارك تسيبي ليفني وايهود اولمرت، كذلك تم الاتفاق على إبداء مبادرة بالنسبة للمبادرة المصرية، هذا ويواصل الجيش الإسرائيلي حملته في غزة رغم تصريحات حماسquot;.

مطالب مصرية من حركة حماس تأخر الاتفاق

تشير صحيفة يديعوت احرنوت بأن المصريين يصعبون الأمر على حركة حماس، وبأنه لو كان الأمر متعلق فقط بحركة حماس لكان قد أغلق ملف اتفاق وقف إطلاق النار بصورة أسرع مع عاموس جيلعاد وفقا لمحادثات خارجية لوزارة الأمن الإسرائيلي ، وذكرت الصحيفة:quot; الوقت الذي يظهر وزير الخارجية المصري على شاشة التلفزيون المصري ويتحدث عن المطالب المصرية من إسرائيل، يمكن الافتراض بأن رجال وزير الأمن المصري عمر سليمان يتناوبون في المفاوضات مع المفوضين من حركة حماس، ومن الممكن أن المصريين يعرضون سلسلة شروط قاسية مفادها إخضاع حركة حماس للموافقة على اتفاق إطلاق النار بدون أية شرط، وبأن الطموح المركزي للجانب المصري هو الذي يأخر التوقيع على اتفاق إطلاق النار، بحيث يطمح الجانب المصري في عودة غزة لإدارة أبو مازن والسلطة الفلسطينية، في حين يحاول المصريون استغلال الزخم كي يصلوا إلى مصالحة داخلية فلسطينية، مفاد هذه المصالحة موافقة حركة حماس على تمديد فترة الرئاسة لأبو مازن والاعتراف بمنصبه الحاكم ليس فقط في الضفة الغربية بل كذلك في غزةquot;.

وعن طموح مصر في إعادة غزة بيد السلطة الفلسطينية وإبطال quot; انقلاب حماسquot; في غزة تشير يديعوت احرنوت، بأن هذا المطلب ليس بمطلب إسرائيلي والأمر غير واضح إذا كان وراء هذا المطلب مصلحة اسرائلية، هذا المطلب المصري هو ما يأخر التوقيع على ترتيبات وقف إطلاق النار.

في حين أشارت يديعوت أحرنوت بأن مصر صعدت من حدة المفاوضات مع حركة حماس quot; رفضت مصر طلب حركة حماس بخروج الجيش الإسرائيلي من غزة قبل إجراء الترتيب بخصوص وقف إطلاق النار، كذلك رفضت مصر اقتراح حماس بوقف إطلاق نار مؤقت لمدة سنة أو نصف سنة، وأراد المفوضون من حركة حماس بتغيير مندوبين السلطة الفلسطينية الذين يعملون في معبر رفح كذلك رفض الجانب المصري هذا الطلب، وأعلن الجانب المصري بأنه وفق اتفاق 2005 بالنسبة لمعبر رفح هو ما سيسريquot;.

وفقًا للتفسيرات في يديعوت احرنوت فإن الجانب المصري quot; يحاول تلقين حركة حماس الدرس خلال المفاوضات التي دارت بينهم بسبب توبيخات حركة حماس لمصر، وعدم إلتزامها باتفاق القاهرة، وبسبب تحريض العالم على مصرquot;، وتعتبر يديعوت احرنوت بأن موافقة حماس على المحادثات لوقف إطلاق النار في القاهرة هي بحد ذاتها إخضاع لحركة حماس في العالم العربي.

توتر على الصعيد السياسي الداخلي في إسرائيل

عدا على نتائج المفاوضات بين مصر وحركة حماس وعن مجريات التقدم بشأن وقف إطلاق النار تركز صحيفة معاريف على التوتر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت وبين وزير الأمن الإسرائيلي براك، تذكر معاريف في إحدى عناوينها الصادرة اليوم:quot; أضيفت إلى الميدان المشتعل في جنوب إسرائيل حلقة صراع جديدة بين وزير الأمن براك ورئيس الوزراء ايهود اولمرت، بخصوص اتفاق وقف إطلاق النار، ويدعي مقربون من اولمرت بأن وقف إطلاق النار هو حقنة دعم لحركة حماس، ولم يهدأ التوتر إلا بعد اعتذار بارك لأولمرتquot;.
وأفادت الصحيفة بأن الأجواء التهبت أمس بين رئيس الوزراء الإسرائيلي وبين وزير الأمن بارك بعد أن أعلن اولمرت عن عدم تحقيق الأهداف من الحملة العسكرية في غزة، إعلان بارك دعمه لمبادرة وقف إطلاق النار، والأساس من وراء الخلاف في الآراء هو حول ما هي الطريق الأفضل والأمثل لإنهاء الحملة العسكرية على غزة، في حين يميل وزير الأمن الإسرائيلي بارك وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية للتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار لاعتقادهم بأنه تم تحقيق غالبية الأهداف من الحملة العسكرية، بالمقابل يعتقد رئيس الوزراء اولمرت بان الطريق الأفضل لتحقيق كافة الأهداف هي مواصلة الحملة العسكرية لتشكيل ضغط عسكري على حركة حماس، وفقا لإدعائه فإن إنهاء الحملة من دون تحقيق كافة الأهداف ستأخر وتمس ببعض الأهداف التي نشدو إليها وهي إعادة جيلعاد شاليط وتوقف تهريب السلاح من محور صلاح الدين.

اشتعال مصنع للمواد الكيماوية في اشدود يثير الرعب في جنوب إسرائيل

كما ونقلت الصحف الإسرائيلية تخوف آلاف الاسرائليين أمس وتحديدا في الساعة السادسة مساء نتيجة اشتعال مصنع كبير للمواد الكيميائية، والذي انفجر بدون إطلاق أية صفارة انذر ، الأمر الذي أثار رعب وهلع السكان عند سماعهم دوي انفجار قوي في المنطقة ومشاهدتهم لهيب النار وكثافة الدخان التي غطت المنطقة لوقت طويل، واتضح لاحقًا بأن الانفجار لم يكن نتيجة صواريخ أطلقتها حركة على جنوب إسرائيل بل نتيجة لتماس كهربائي في المصنع أدى لاشتعال كبير داخل المصنعquot;.