نجلاء عبد ربه من غزة: أصبح من الواضح بدء المرحلة الثالثة من الخطة التي أعدها قادة الجيش الإسرائيلي في حربهم على غزة. لكن تلك الخطة لا زالت في مراحلها الأولى، في إنتظار ما ستتمخض عنه المباحثات الجارية في القاهرة بين القيادة المصرية وثلاثة قياديين في حركة حماس، كانوا قد سافروا قبل ثلاثة أيام من غزة إلى القاهرة بهذا الخصوص.
وإن كانت حركة حماس لا تزال تتحفظ على بعض البنود، بحسب محمود أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فإن هناك بصيص أمل عند الشعب الفلسطيني المكلوم بأن تتوقف الهجمات الإسرائيلية التي يشنها براً وبحراً وجواً عليهم لليوم التاسع عشر على التوالي.
ويبقى توقف الحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين رهينة موافقة حركة حماس على المبادرة المصرية لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
في الجانب الآخر، فإن الإسرائيليين الذين أرجئوا عودة موفدهم الخاص إلى القاهرة ليوم الخميس المقبل، لمعرفة الرد النهائي لحركة حماس على المبادرة المصرية، فإن خطتهم للمرحلة الثالثة، والتي يبدو أنها المرحلة النهائية من الناحية العسكرية، فهي بحسب ضابط عسكري كبير في السلطة الوطنية الفلسطينية فضل عدم الكشف عن إسمه، تتمحور في سقوط مدينة غزة على غرار سقوط مدينة بغداد أمام الجيش الأميركي، الأمر الذي يعني حتمية إحتلال مدينة غزة في المرحلة الثالثة من الحرب على قطاع غزة.
وأضاف المحلل العسكري لإيلاف quot;سقوط مدينة غزة يعني للجيش الإسرائيلي هو سقوط قطاع غزة في يد إسرائيل، وتبقى بعض جيوب المقاومة هنا أو هناك، وستتعامل معها الدبابات والطائرات الإسرائيلية بحزم اكبرquot;.
وبدأت عملياً المرحلة الثالثة من العملية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، لكنها تسير ببطء كبير، ليتسنى للقيادات السياسية في الكيان العبري إكتساب المعركة لصالحهم تمهيداً للإنتخابات المقبلة في العاشر من شباط القادم .
وبات معروفاً أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت، رئيس حزب كاديما المتذيل بحسب إستطلاعات الرأي في إسرائيل بالفوز في الإنتخابات الإسرائيلية المقبلة، هو إنهاء العملية العسكرية لصالحه، وذلك بتوقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية التي تُطلق على البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة بشكل نهائي، الأمر الذي يعزز من منافسة حزبه أمام حزب الليكود المعارض الذي يتزعمه بيبي نتانياهو الأكبر حظاً للفوز برئاسة الوزراء القادم، وأمام أيهود باراك رئيس الحرب الإسرائيلي الحالي ورئيس حزب العمل.

وتسعى القوات الإسرائيلية، بحسب المحلل العسكري لأحكام سيطرتها على مدينة غزة قلب القطاع. وأضاف quot;الجيش الإسرائيلي يستخدم حالياً في حربه ضد قطاع غزة الخطة الأمريكية التي استخدمت عام 2003 ضد العاصمة العراقية quot; بغدادquot;.

وأردف قائلاً quot;سقوط المدينة الرئيسية في قطاع غزة quot;مدينة غزةquot; يعني تدمير معنويات المقاومة في باقي المدن داخل القطاعquot;. وأشار إلى أن إختيار الجيش الإسرائيلي لمدينة غزة تحديداً، لكنوها تشكل نواة المقاومة quot;فإذا ما قامت إسرائيل بتدمير تلك النواة فإن باقي القطاع سيسقط بلا قتال كما جرى في العراق في العام 2003مquot;.
وتحاول الدبابات الإسرائيلية دخول مدينة غزة من ثلاثة محاور، من الشمال الغربي ومن الشرق ومن الجنوب. لكنها لا زالت تصطدم أمام المقاومة الفلسطينية، فتعود من حيث أتت، إلا أن المحلل العسكري توقع أن تستخدم إسرائيل أماكن مفاجئة في إجتياح مدينة غزة, والوصول إلى أماكن رئيسية وسط غزة لإضعاف المقاومة الفلسطينية.
وعمدت الدبابات الإسرائيلية على فصل مدينة غزة بالكامل عن باقي المدن والمخيمات الفلسطينية جنوب وشمال المدينة. وتمركزت عدة آليات عسكرية إسرائيلية في منطقة مفترق الشهداء، الذي شهد مقتل محمد الدرة مع بداية إنتفاضة الأقصى في العام 2000، وذلك لمنع أية إمدادات تصل للمقاومة الفلسطينية من جنوب قطاع غزة، فيما تسيطر أرتال من دبابات أخرى على شمال قطاع غزة.
من جانبها أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس عن نيته مواصلة المقاومة لصد أي عدوان على مدينة غزة. وقالت الكتائب في بيان وصل إيلاف نسخة عنه، أنها لم تستخدم سوى 40% من قوتها العسكرية.
وأشارت الكتائب في بيانها إلى أنها تستعد للمعركة الحاسمة مع الإحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة، وأنها جهزت عشرات الفدائيين والأنفاق الملغمة وقذائف الـ ار بي جي أمام الجنود الإسرائيليين.
وقالت الكتائب في وقت سابق، أن مقاتليها تمكنوا من أسر جندي إسرائيلي خلال الاشتباكات العنيفة التي شهدها قطاع غزة قبل أن تتدخل طائرات الاحتلال وتقصف المجموعة الآسرة مما أدى إلى مقتل الجندي الأسير.
وأوضحت كتائب القسام أن المقاومين احتجزوا الجندي الأسير داخل أحد المنازل، إلا أن طائرات الاحتلال قصفت المنزل ودمرته بصورة كاملة مما أدى إلى مقتل الجندي. ولم توضح الكتائب مصير المجموعة الآسرة وعدد أفرادها، إلا أنها أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي فضّل quot;هذه النهاية البشعة للجندي، على أن يقع أسيراً في قبضة مجاهدي القسامquot;.