فالح الحمراني من موسكو: قالت قراءة روسية ان سياسة الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما، الذي وعد باعادة النظر بموقف سلفه المتشدد من طهران، يمكن ان تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها بايران في يونيو المقبل. ولم يعلن الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد بعد نيته بالترشيح لها بينما قالت انباء غير رسمية ان الرئيس السابق محمد خاتمي الذي يمثل المعارضة الاصلاحية للرئيس نجاد طرح ترشيحه اضافة الى احتمال ان يدخل المعركة الانتخابية علي لاريجاني المحسوب على جناح المحافظين ولديه خبرة طويلة في التعامل على الساحة الدولية كسبها من خلال ترؤسه وفد المفاوضات بشان الملف النووي. واضافت بيدquot; ان الانقسامات تنخر المعسكر الاصلاحي والمحافظquot; على حد سواء.

وتوقعت القراءة بان الصراع بين المتنافسين على منصب الرئيس بايران سوف يحتدم اكثر بعد الانتهاء من الاحتفالات التي ستقام في فبراير المقبل بمناسبة مرور 30 عاما على اطاحة نظام الشاه وانتصار الثورة الاسلامية. وعزت احتمال تفاقم الصراع الى حالة التذمر والاستياء السائدة في المجتمع الايراني بسبب تدهور الحالة الاقتصادية وزيادة نسب البطالة بعد انخفاض اسعار النفط والازمة المالية الدولية وتداعيات العقوبات الدولية، ووقف الدولة دعم بعض المواد بما في ذلك البنزين.وعلى حد رأي القراءة فان quot; الخطاب المعادي لاميركا ولاسرائيل الذي يستعمله احمدي نجاد باتقان لاثارة مشاعر الجماهير، لم يعد يكفي لكسب ثقة الناخب. فالمواطنون يتطلعون الى ان يطرح المرشحون برامج ملموسة للتخفيف من عبء الازمة الاقتصاديةquot;.
العلاقات باميركا
واعتبرت القراءة مستقبل العلاقات بالولايات المتحدة الاميركية، احد العوامل الهامة المؤثرة على ميول ومزاج الطلبة الذين يعدون الاكثر نشاطا بين الناخبين.ونقلت عن معطيات اشارتها الى ان الطلبة الايرانيون لا يضمرون بعد الان الحقد على اميركا كما كان عليه الامر في عام 1979، حينما سيطر اسلافهم على السفارة الاميركية، ويعقد الشباب في الكثير من الجامعات الامل على سيريان الدفء بالعلاقات باميركا. وقالت quot;ان المتنافسين على منصب الرئيس لا يمكن ان يتجاهلوا هذه الميولquot;. وquot; وليس من محض الصدفة ان يكون الرئيس نجاد قد سارع في نوفمبر الماضي بارسال برقية تهنئة لباراك اوباما بعد الاعلان عن فوزه في الانتخابات الرئاسيةquot;. quot; بيد انه لم يتلق الرد عليهاquot;. وقالت بانه ومع ذلك فان اقوال الرئيس الاميركي الجديد بشأن ايران لفتت انتباه الحكومة ووسائل الاعلام. وان اوباما تعهد بموقف جديد من طهران يقوم على الحوار، بعكس سلفه الرئيس بوش الذي سعى الى عزل ايران.

ويعرب انصار التقارب مع اميركا عن القناعة بان الرئيس السابق محمد خاتمي وحده قادر على تحقيق هذه المهمة بنجاح. واعادت القراءة الاذهان الى ان خاتمي حاول اجراء اصلاحيات ليبرالية وتهديم سور العدواة القائم بين ايران واميركا. بيد quot; ان الحرس القديم قطع الطريق على هذا النهجquot;.و لا تستبعد الدراسة ان يعمل المحافظون على استخدام نفوذهم وموقعهم في الدولة لمنع اي مرشح لا يروق لهم، عن المشاركة في الانتخابات.