حذّر الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، من حدوث إنهيار مفاجئ في الموقف العربي وطالب كل الدول العربية بتحمل المسؤولية ورفض تأجيل أو ترك تقرير القاضي ريتشارد غولدستون.

القاهرة: قال عمرو موسى إن أدوات عملية السلام معروفة لأميركا ولإسرائيل. وأثنى موسى على تقرير القاضي غولدستون وبالذات قوله quot;إن ثقافة الحصانةquot; في المنطقة استمرت لأكثر مما يجب وإن quot;عدم المساءلة عن جرائم الحرب القائمة وجرائم الحرب المحتملة ضد الإنسانية وصل إلى حد الأزمةquot;.

وسيتوجه موسى إلى صنعاء يوم الثلاثاء لاجراء محادثات مع الرئيس اليمني على عبد الله صالح. وأعلنت الجامعة العربية السبت ان امينها العام سيتوجه الثلاثاء الى صنعاء لاجراء محادثات مع الرئيس اليمني على عبد الله صالح يعرض خلالها quot;افكارًاquot; حول تهدئة الاوضاع في اليمن. وقال مصدر مسؤول في الجامعة ان موسى quot;يحمل افكارا سيتم بحثها مع القيادة اليمنية لكيفية تهدئة الاوضاع ومعالجتهاquot;. ورفض المسؤول الكشف عن طبيعة هذه الافكار.

وقال موسى لجريدة الشرق الأوسط عن الاتصالات التي يجريها حاليًا مع وزراء الخارجية العرب لعقد اجتماع يناقش التطورات الراهنة كما تحدث عن زيارته لليمن. وقال إنها لا تهدف إلى تعريب القضية وإنما لمساعدة اليمن في الحفاظ على مكاسب الوحدة.

إلى ذلك، أكدت الجامعة العربية السبت في بيان انه quot;لم يتم التشاورquot; معها قبل اتخاذ القرار بتأجيل البحث في مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان في تقرير عن quot;جرائم حربquot; وquot;جرائم محتملة ضد الانسانيةquot; خلال الهجوم الاسرائيلي على غزة.

واعرب البيان عن quot;اسف الامانة العامة للجامعة العربية الشديد لتأجيل مجلس حقوق الانسان النظر في تقرير لجنة تقصي الحقائق حول الحرب الاسرائيلية على غزة برئاسة القاضي ريتشارد غولدستونquot;. واضاف البيان انه quot;لم تكن هناك مشاورات مع الامانة العامة للجامعة العربية قبل اتخاذ هذا القرارquot;. وشدد البيان على quot;ضرورة التزام الجميع بقرارات القمم العربية ووزراء الخارجية العرب بالاستمرار في ملاحقة المتهمين بارتكاب جرائم حرب تجاه الشعب الفلسطينيquot;.

وقدم السبت وزير الاقتصاد الفلسطيني باسم خوري استقالته احتجاجًا على قبول السلطة الفلسطينية تأجيل مناقشة تقرير غولدستون في مجلس حقوق الانسان، بحسب ما قاله احد المقربين اليه لوكالة فرانس برس. وقالت الصحافة الدولية إنّ الوفد الفلسطيني في مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان خضع للضغط الاميركي ووافق على ارجاء مناقشة تقرير غولدستون. ورحبت الولايات المتحدة امس الجمعة بقرار التأجيل. وقالت مساعدة وزيرة الخارجية استير بريمر quot;نعرب عن ارتياحنا لقرار تأجيل البحث في تقرير غولدستونquot;.

وفي اشارة الى اسرائيل، اضافت quot;نشجع ايضًا التحقيقات على الصعيد الوطني حول المزاعم الجدية عن انتهاكات لحقوق الانسان والقوانين الانسانيةquot;. وقد قرر مجلس حقوق الانسان الجمعة ان يؤجل الى جلسته في اذار/مارس 2010 التصويت على قرار حول تقرير عن التحقيق الذي اجراه القاضي الجنوب افريقي ريتشارد غولدستون.

واوصى غولدستون بالطلب من مجلس الامن رفع المسألة الى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية اذا لم يتحقق تقدم خلال ستة اشهر في التحقيقات التي تجريها السلطات الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية بشان الاتهامات الموجهة اليهما. وكانت الولايات المتحدة التي شغلت لتوها مقعدا في المجلس الذي كانت تقاطعه حتى الان، عارضت خلال المناقشة مشروع قرار يتبنّى توصيات مهمة غولدستون حول الهجوم على غزة بين 27 كانون الاول/ديسمبر 2008 و18 كانون الثاني/يناير 2009.