كابول: قالت وزارة الداخلية الافغانية ان قنبلة كبيرة انفجرت خارج السفارة الهندية في كابول يوم الخميس متسببة في مقتل 17 شخصا واصابة 76 اخرين بجراح في أحدث هجوم في سلسلة هجمات للمتشددين على مبان دبلوماسية وحكومية في العاصمة الافغانية.
وتصاعد العنف الى مستويات لم يسبق لها مثيل في الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات حيث وسع مقاتلو طالبان نطاق قتالهم الى مناطق كانت امنة فيما سبق من بينها كابول. وكانت الهجمات في العاصمة نادرة حتى بداية العام الماضي.
ومنذ عام 2008 وقع نحو 12 هجوما كبيرا في المدينة منها هجمات على سفارة ألمانيا ومقر قوة المساعدة الامنية الدولية التي يقودها حلف شمال الاطلسي ومباني وزارتي الاعلام والعدل وكذلك اهداف اخرى بالقرب من السفارة الاميركية وقصر الرئاسة والمطار.
وألحق انفجار يوم الخميس دمارا شديدا بمركز تسوق في الجهة المقابلة لمجمع السفارة المحصن وأدى الى تناثر الحطام والانقاض على الطريق الذي توجد به أيضا وزارة الداخلية الافغانية.
وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن التفجير قائلة انه كان يستهدف السفارة. وهذا ثاني هجوم كبير تتعرض له البعثة الهندية خلال 15 شهرا.
وفي بيان نشرته حركة طالبان في موقعها على الانترنت قالت ان الهجوم نفذه انتحاري يقود سيارة رباعية الدفع.
وقالت الهند ان جميع العاملين بالسفارة سالمون. قال مصدران مطلعان على توصيات قائد القوات الاميركية في افغانستان الجنرال ستانلي مكريستال يوم الخميس انه اوصى بزيادة القوات الاميركية هناك 40 الف جندي على الاقل باعتبار ذلك الحد الادنى اللازم لكسب الحرب.
وقال المصدران ان مكريستال ترك للرئيس باراك اوباما خيار ارسال اكثر من 40 الف جندي وهو أمر قد ينطوي على مخاطرة سياسية نظرا للشكوك العميقة بشأن الحرب بين انصار اوباما الديمقراطيين.
وقال احد المصدرين اللذين طلبا عدم الكشف عن هويتهما ان مكريستال قدم بديلا ثالثا ينطوي على مخاطرة كبيرة وهو عدم ارسال اي قوات اضافية.
وكان المصدران يتحدثان في غمرة جدال محتدم في واشنطن بشأن الاختيار بين ارسال قوات اضافية الى افغانستان سعيا لاخماد تمرد طالبان وبين تقليص المهمة الاميركية هناك والتركيز على ضرب خلايا القاعدة.
ويوجد الان أكثر من مئة الف جندي غربي في أفغانستان منهم 65 ألفا اميركيون. ومن المقرر بالفعل ان يزيد عدد القوات الاميركية الى 68 الفا في وقت لاحق من العام الحالي.
وفي واشنطن حث سفير افغانستان لدى الولايات المتحدة الشعب الاميركي يوم الخميس على مساندة مقترحات ارسال قوات اميركية اضافية قوامها 40 ألف جندي الى بلاده قائلا ان أقل من ذلك لن يفي بانجاز المهمة.
وقال السفير سعيد جواد انه قابل مسؤولين اميركيين كبارا منهم وزير الدفاع روبرت جيتس والجنرال ديفيد بيتريوس الذي يشرف على الحربين في افغانستان والعراق لتوضيح وجهات نظر حكومته بشأن ما هو ضروري في وقت يدرس فيه الرئيس باراك اوباما الخيارات المتاحة له بشأن الاستراتيجية في افغانستان.
ومد مجلس الامن التابع للامم المتحدة لعام اخر تفويض القوة التي يقودها حلف شمال الاطلسي في افغانستان ودعا الدول الى تعزيز قواتها مع اشتداد الحرب على مقاتلي حركة طالبان.
وشهدت السفارة الهندية في يوليو تموز من العام الماضي أعنف هجوم في العاصمة خلال الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات عندما قتل انتحاري من طالبان بسيارة ملغومة 58 شخصا بينهم اثنان من كبار الدبلوماسيين الهنود وأصاب 141 اخرين.
وقالت وكيلة وزارة الخارجية الهندية نيروباما راو للصحفيين في الهند
quot;أعتقد أن التفجير الانتحاري كان موجها للسفارة لان الانتحاري وصل الى السور الخارجي للسفارة بسيارة محملة بالمتفجرات ومن الواضح أن نيته كانت استهداف السفارة.quot;
واضافت ان الانفجار مماثل في حجمه للهجوم الذي وقع عام 2008 لكن منذ ذلك الحين اتخذت اجراءات لتأمين السفارة وكانت فعالة في حماية العاملين بها.
ومنع المرور في الطريق الذي توجد به ايضا وزارة الداخلية والسفارة الاندونيسية منذ هجوم عام 2008 ولم يفتتح مجددا الا في الاسابيع القليلة الماضية. وأقيم حاجز خرساني كبير للوقاية من التفجيرات في منتصف الطريق.
واتهمت السلطات الهندية المخابرات الباكستانية بتدبير تفجير العام الماضي.
التعليقات