دعا الرئيس العراقي جلال طالباني 57 سفيراً عراقياً جديداً أدوا اليمين الدستورية امامه في بغداد اليوم لان يكون ولاءهم للعملية السياسية مؤكدا معارضة وجود من يعادي النظام الجديد في تلك السفارات.
لندن: وفي بداية المراسيم تلا رئيس ديوان رئاسة الجمهورية نصير العاني نص المرسوم الجمهوري القاضي بتعيينهم سفراء معتمدين ثم أدوا اليمين الدستورية بشكل جماعي والذي نصَّ على العمل باخلاص وتفان من أجل العراق الديمقراطي الاتحادي وحماية الدستور وصيانة المكتسبات العليا. وخاطب طالباني السفراء الذين وافق مجلس النواب مؤخرا على تعيينهم قائلا ان quot;هذا اللقب يبقى معكم مدى الحياة وإن شاء الله تكونون أهلاً لحمل هذا اللقب وبخدمة العراقquot;.
واشار الى ان دور السفير هو تقديم وجه مشرق للعراق الجديد والدفاع عن نظامه الديمقراطي الاتحادي البرلماني وبيان الحقائق والوقائع المتعلقة بالراهن العراقي. وقال ان العراق بعد سقوط الدكتاتورية تعرض الى حملة ظالمة لتشويه الحقائق والوقائع quot;خلاصتها تجاهل الإنجازات والإيجابيات وإبراز السلبيات والنواقص الموجودةquot;.
واوضح ان أي تغيير اساسي في التاريخ، يشابه مخاض الولادة التي لها ايجابياتها وسلبياتها وقال quot;نحن في العراق مع وجود السلبيات حققنا جوانب إيجابية كثيرة كان شعبنا يحلم بها منها الحريات الديمقراطية وحرية الصحافة في وقت كان فيه العراقيون يتمنون حرية جريدة واحدة في الوطنquot;.
وحول أهمية دور سفارات العراق لدى دول العالم، شدّد طالباني على ضرورة ان يكون ولاء السفراء والعاملين في السفارات للعملية السياسية والمسيرة الديمقراطية الحالية مؤكدا معارضة وجود من يعادي النظام الجديد في تلك السفارات. واشارالى انه لا يمكن أن يكون هنالك سفير أو ممثل دبلوماسي وفي الوقت نفسه يعمل ضد بلاده بل يجب عليه أن يمثل العراق الجديد. وقال للسفراء quot;أنتم تمثلون الوجه المشرق للشعب العراقي، فأنتم مثلنا أقسمتم بالقرآن وبالإنجيل وبالكتب المقدسة الأخرى على أن تدافعوا عن الدستور والنظام الديمقراطي الإتحاديquot;.
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري دعا السفراء خلال استقباله لهم الاسبوع الماضي الى الاخلاص للوطن والولاء للنظام السياسي الجديد والسير وفق الدستور الذي يرسم سياسة الحكومة وان يكونوا بعيدين عن التخندق الطائفي والعنصري والقومي والحزبي.
واستذكر الوزير قتلى الوزارة quot;الذين ذهبوا ضحايا الارهاب منذ سقوط النظام السابق عام 2003 وحتى اليوم وخاصة شهداء يوم الاربعاء الدامي في 19 اب (اغسطس) الماضي الذين نذروا دماءهم في سبيل انجاز المهام المنوطة بهمquot; حيث قتل 53 دبلوماسيا عراقيا في تلك التفجيرات التي شهدها وسط العاصمة بغداد واستهدفت على الخصوص مقري وزارة الخارجية والمالية.
وشدد زيباري على ضرورة اعتماد السفراء في عملهم quot;على الاخلاص للوطن والولاء للنظام السياسي الديمقراطي الجديد والسير وفق الدستور الذي يرسم سياسة الحكومة العراقية وان يكونوا بعيدين عن التخندق الطائفي اوالعنصري اوالقومي اوالحزبي لان السفير يمثل العراق بأرضه وشعبه وهو لا يمثل جهة معينة دون أخرىquot;.
وحدد الوزير اولويات السياسة الخارجية العراقية واهمها تحرير العراق من القيود الدولية المفروضة عليه بسبب سياسات النظام الدكتاتوري السابقquot;. وشدد على ضرورة تسخير السفراء جميع طاقاتهم quot;خدمة للعراق الجديد الذي هو بامس الحاجة الى الخبرات الوطنية التي تهدف الى اعادة بنائهquot;. واشار الى ان السياسة الخارجية الناجحة لاي بلد تتطلب وجود سياسة داخلية ناجحة وقوية لان ذلك يساعد على تحقيق الوحدة والتكامل بين مؤسسات الدولة.
معروف ان تعيين السفراء في العراق يخضع لمحاصصة القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب حيث ينتمي غالبية المعينين منهم لهذا الحزب او ذاك ويحملون جنسيات اجنبية اضافة الى جنسباتهم العراقية.
التعليقات