قبيل ساعات من موعد مأدبة يقيمها امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لأركان حكومته، ومجموعة سياسية ظهرت اخيرا على المسرح السياسي، فقد أرسل الشيخ ناصر المحمد رئيس الوزراء إشارات سلسلة وناعمة الى البرلمان الكويتي تظهر رغبته الأكيدة في طي صفحة الإشتباك مع البرلمان، وفتح صفحة جديدة، وهي الرغبة الأميرية أيضا كي تنطلق الكويت الى آفاق أكثر رحابة، تدور خلالها عجلات المشاريع المعطلة... فهل يفعلها البرلمان، ويمد يده للحكومة؟
الكويت: إنتشرت في أجواء العاصمة الكويتية أمس نسمة امل سياسية على وقع الإشارات الناعمة والسلسة التي طيرها رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الصباح اخيرا وهو يترأس المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية الذي إلتأم برئاسته أمس بعد أيام قليلة من إرسال حكومته لمشروع خطة الدولة للتنمية الى مجلس الأمة الكويتي للإطلاع عليها، ومناقشتها، وتحديد الموقف منها، وسط تفاؤل وترحيب برلماني قيل أنه فاجأ الحكومة التي عمد رئيسها الى التأكيد أن نواياه تجاه البرلمان صادقة وشفافة الى أبعد حد، وأنه على ثقة بأن مجلس الأمة سيدعم ويؤيد خطة حكومته، موجها وزراءه الى وضع الخطط الكفيلة بترجمة هذه الخطة الى واقع يتلمسه الشارع الكويتي في أقرب الآجال، علما أن هذه أول خطة حكومية شاملة للتنمية توضع للتنفيذ منذ أكثر من عقدين، إذ يتعاظم يوما بعد يوم الترحيب البرلماني بالخطة، وسط آمال بأن تنجح الحكومة في وضعها موضع التنفيذ الفوري، إتقاء ودرءا لحجج خصوم وزارة الشيخ المحمد.
و قد أبلغ الشيخ المحمد وزراء أساسيين في حكومته بأنه لن يسمح بالتراخي والتهاون من الآن وصاعدا، متحدثا بلهجة حازمة أمامهم خلال إجتماع مجلس الوزراء، واكد أنه لن يتردد في إبعاد أي قياديي في أجهزة الدولة يثبت تقصيره أو تخاذله وهو على رأس الوظيفة العامة، مطالبا الوزراء ببذل أقصى جهد ممكن للتركيز في تنفيذ الخطة التي سلمتها الحكومة الأسبوع الماضي الى مجلس الأمة، قبل أقل من أسبوع على مباشرته دورة برلمانية جديدة ينتظر أن تتخللها صدامات كثر الحديث عنها اخيرا بين الحكومة والبرلمان، إلا أن رئيس الوزراء الكويتي قد عقد العزم على مد يده للبرلمان الكويتي للتعاون في تنفيذ الخطة، إذ يظهر الشيخ المحمد منذ تكليفه بتأليف وزارة سادسة في الأسبوع الأخير من شهر أيار (مايو) الماضي نفسا ونهجا جديدين، لم تخطئهما العين، خلافا لتردد وإرتجال كبيرين وسما حكوماته السابقة منذ شباط (فبراير) من العام 2006 حين شكل أول وزارة.
وقبل ساعات عدة من مائدة أميرية لأركان الحكومة الكويتية، ينضم إليها أيضا أفراد مجموعة سياسية ظهرت اخيرا على المسرح السياسي الكويتي، وأصطلح على تسميتها بمجموعة الـ26، متحركة في إتجاهات عدة خصوصا مسار رفض تبديد ثروات الدولة المالية، وترشيدها من أجل مستقبل آمن للأجيال المقبلة، فإن الإتجاه العام في الدولة الآن يشير الى تلقي الشيخ المحمد من لدن أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح نصائح أبوية بأن تسعى حكومته بكل مستطاع الى تنفيس أكبر قدر ممكن من أي أزمات سياسية ستثار خلال الأسابيع المقبلة في البلاد، وهو الأمر الذي يقال بأن الشيخ المحمد صدع له، بل وأبلغ الأمير أنه طوع أمره، وسيظل الجندي المكلف في خدمته، وخدمة الكويت، في حين يتوقع في الداخل الكويتي أن يوجه الأمير خلال مأدبة العشاء مساء الثلاثاء في قصر الحكم حكومته نحو بعض المناطق المعتمة في عملها، وسيسأل الوزراء مباشرة عن إستعداداتهم لتنفيذ خطة التنمية التي قدمتها الحكومة مؤخرا.
وكانت مجموعة الـ26 قد إلتقت أمس ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد الصباح في ثاني لقاء سياسي لها مع المرجعيات السياسية، إذ نقلت عن ولي العهد مباركته أعمالها، وتأكيداته أن عملها لا يتقاطع مع البرلمان، بل يدعم العملية الديمقراطية في البلاد، علما أن المجموعة تنوي التوجه الى البرلمان الأسبوع المقبل.
التعليقات