حجزت مجموعة الـ 26كما أصطلح على تسميتها في الداخل الكويتي مكانة مرموقة لنفسها، إذ ستلتقي الأمير الكويتي للمرة الثانية في غضون أسبوع لكن على مأدبة عشاء أميرية، رغم الجدل الحاد الذي وفرته مناسبة لقاء المجموعة مع الأمير الأسبوع الماضي برلمانيا، حين رأت جهات برلمانية النقاشات التي أثارها أعضاء المجموعة في حضرة الأمير إختطافا للصلاحيات البرلمانية التي أناطها الدستور بمجلس الأمة الكويتي. يأتي ذلك على وقع تفاؤل محدود للغاية بأن ينجح الأمير الكويتي عبر سلسة مآدب أميرية آتية في فتح الأبواب على مصراعيها أمام تعاون حكومي برلماني يزحزح الصورة القاتمة لدور الإنعقاد المقبل الذي تنطلق أعماله في السابع والعشرين من الشهر المقبل.

الكويت: بدأ الحراك السياسي داخل الكويت يتنامى ويخرج من شرانق الصمت التي غلفت الجهود التي تبذل على كل المستويات في الداخل الكويتي لإطلاق دورة برلمانية آمنة وإنسيابية الأسبوع المقبل، في ظل إنطباعات بأن الحكومة الكويتية وعبر توجيهات عليا قد بدأت بحلحلة العقد، ونزع صواعق التفجير البرلمانية قبل إستخدامها المتوقع من قبل جهات برلمانية بعد السابع والعشرين من الشهر الجاري موعد إفتتاح الدورة البرلمانية الجديدة التي ستدشن بخطاب أميري سيتضمن العديد من الملاحظات النقدية على أداء الحكومة والبرلمان، لكن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح سيقيم خلال الأيام القليلة المقبلة سلسلة مآدب أميرية للحكومة والبرلمان ومجموعة سياسية جديدة ظهرت في الأوان الأخير على الحلبة السياسية الكويتية لكن برشاقة سياسية حيرت الداخل الكويتي، إذ إلتقت تلك المجموعة السياسية التي تمثل مختلف الأطياف والشرائح السياسية والإجتماعية أمير الكويت فجأة الأسبوع الماضي، وطالبته ضمنا بألا تخضع الدولة لبضعة أصوات برلمانية عالية في مطالباتها القائمة على دغدغة مشاعر الشارع الكويتي.

وحتى ساعة إعداد هذا التقرير فقد وضع الديوان الأميري الكويتي مجموعة الـ26 السياسية، مع رئيس ووزراء الحكومة الكويتية على مأدبة أميرية واحدة، في إشارة أميرية ضمنية تقول للبرلمان بهدوء شديد أن المجموعة المشار إليها حجزت مكانها فوق أجندة الأمير الكويتي بفعل طرحها الراقي، وأساليبها الديمقراطية في النقاش، بل تذهب رسالة الأمير الكويتي الى ما هو أبعد من ذلك وهو الرد على الحملات البرلمانية الهجومية والقاسية ضد المجموعة حين رأت فيها إختطافا لدور وصلاحيات البرلمان، إذ يرمي الأمير الكويتي الى إرسال رسالة صارمة للبرلمان من أنه حر التصرف في إستقبال المواطنين في قصره، ومكتبه وقت يشاء، بيد أن البرلمان الكويتي واصل نقده لمجموعة الـ26، إذ اعتبر النائب مسلم البراك أن القضايا المصرية يتحدد الموقف النهائي منها في قاعة التداول في مجلس الأمة الكويتي وليس خارجها، في إشارة ضمنية الى اللقاءات التي تنوي عقدها مجموعة الـ26 مع مرجعيات عليا كويتية.

وإستنادا الى معطيات سابقة فإن الأمير الكويتي لن يستثني أعضاء مجلس الأمة الكويتي من مآدبه المقبلة، إذ سيلتقي أعضاء مجلس الأمة الكويتي يوم الخميس المقبل، أو يوم السبت المقبل على أبعد تقدير، وسط تقديرات بأن يستغل الأمير لقائه بالنواب لتوجيه النصائح إليهم بمد يد التعاون الى الحكومة الكويتية برئاسة الشيخ ناصر المحمد الصباح في دور الإنعقاد المقبل، والإتفاق على حلول وسط لأي أزمات قد تنشأ على المستوى الوطني، إلا أن أجندة البرلمان الكويتي مليئة جدا بأدوات التفخيخ السياسي لأي آمال ضئيلة بالتغلب على الأزمات المقبلة، إذ تحضر أكثر من كتلة برلمانية أوراق وملفات تصعيدها ضد الحكومة، فيما تنتظر الحكومة على الأقل 6 إستجوابات ستوجه الى وزراء في الحكومة الحالية، وسط موقف ثابت ومعلن للحكومة الكويتية من أنها ستواجه جميع أنواع الإستجوابات المقدمة.