هدد المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي المعارضة من أي حشود quot;غير مشروعةquot; في وقت ستُسمح فيه للتظاهرات المناهضة للولايات المتحدة، حيث ذكرى احتلال السفارة الاميركية

طهران، وكالات: نقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية بيانا يوم الثلاثاء جاء فيه ان الشرطة الايرانية ستتصدى بحزم لاي حشود quot;غير مشروعةquot; يوم الاربعاء لكنها ستسمح فقط بالمظاهرات المناهضة للولايات المتحدة. ويوافق الغد الرابع من نوفمبر تشرين الثاني ذكرى احتلال السفارة الاميركية في طهران بعد وقت قليل من قيام الثورة الاسلامية عام 1979.

وقالت الشرطة الايرانية في بيان نقلته وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية quot;نعلن ان التجمعات المناهضة للولايات المتحدة أمام السفارة الاميركية في طهران هي فقط المشروعة. وأي تجمعات او تجمهرات اخرى ستكون غير مشروعة وستتصدى لها الشرطة بقوة.quot;

بدوره وجه المرشد الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي الثلاثاء تحذيرا الى المعارضة التي تنوي التظاهر غدا. وحذر خامنئي في كلمة القاها امام طلاب ونقلتها وكالة الانباء الايرانية الرسمية المعارضة، من ان quot;الاشخاص السذج والسيئي النيةquot; لن يتمكنوا quot;من السماح للولايات المتحدة بالتدخلquot;.

ووجهت دعوات عبر المواقع الالكترونية القريبة من المعارضة الاصلاحية الى التظاهر احتجاجا، على هامش التجمع الرسمي المقرر الاربعاء. ومنعت الشرطة اي تظاهرة خارج اطار التجمع الرسمي امام مقر السفارة الاميركية السابقة. ونبه المسؤول الثاني في الشرطة الايرانية احمد رضا ردان ان الشرطة quot;ستتحرك ضد اي تظاهرة غير قانونيةquot; في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.

وتحيي ايران الاربعاء ذكرى استيلاء طلاب اسلاميين في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1979 على السفارة الاميركية واحتجاز دبلوماسييها ل444 يوما. ومذذاك، قطعت العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران.

وكانت المعارضة الايرانية انتهزت في 18 ايلول/سبتمبر فرصة تنظيم تظاهرة رسمية تضامنا مع الفلسطينيين للنزول الى الشارع وتكرار اعلان دعمها للمرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران/يونيو مير حسين موسوي. وقتل العشرات واعتقل نحو اربعة الاف اخرين خلال اعمال العنف التي اعقبت اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد.

عدد من مهاجمي السفارة الاميركية تحولوا معارضين

اصبح عدد كبير من الايرانيين الذين هاجموا السفارة الاميركية في طهران قبل ثلاثين عاما مدفوعين باعلان قيام الجمهورية الاسلامية، من اشد منتقدي النظام. وقال الطلاب الذين سيطروا على مجمع quot;الشيطان الاكبرquot; واحتجزوا حوالى خمسين دبلوماسيا رهائن انهم قاموا بهذا التحرك ردا على رفض واشنطن تسليم الشاه المخلوع محمد رضا بهلوي.
وقد كانوا يخشون تدخلا مثل الانقلاب الذي نظمته وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) في 1953 لاسقاط رئيس الوزراء الوطني محمد مصدق.

وتردد هتاف quot;الموت لاميركاquot; في شوارع طهران حيث كانت الحشود تكبر بينما كان الطلاب يقتحمون السفارة. ووصف زعيم الثورة ومؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله الخميني الاستيلاء على المبنى حينذاك بانه quot;ثورة ثانيةquot;.

لكن كثيرين من المشاركين في هذه العملية بينهم معصومة ابتكار وعباس عبدي ومحسن ميردامادي تحولوا منذ ذلك الحين اصلاحيين يوجهون انتقادات حادة لحكومة محمود احمدي نجاد المحافظة.

واصبح ميردامادي الذي قام بدور اساسي في احتلال السفارة في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1979، بعد ذلك رئيسا لمجلس الامن القومي ورئيسا للجنة السياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني. لكنه اليوم مسجون بتهمة محاولة اسقاط النظام. وسجن عبدي ايضا لعمله في استطلاعات الرأي التي افادت ان الايرانيين يريدون اقامة علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة.

وينسب كثيرون فشل جيمي كارتر الرئيس الديموقراطي للولايات المتحدة من 1977 الى 1981 في الفوز بولاية رئاسية ثانية الى سوء ادارته لازمة الرهائن عندما فشلت محاولة للانقاذهم بسقوط طائرتين اميركيتين ارسلتا بهذا الهدف وقتل ثمانية جنود اميركيين. ولم يتم الافراج عن الرهائن ال52 الا في كانون الثاني/يناير 1981 بعيد تولي الرئيس الجمهوري رونالد ريغن مهامه الرئاسية خلفا لكارتر.

وقطعت واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع طهران خلال ازمة الرهائن، في خطوة لم يتم رأب الصدع الذي احدثته حتى الآن. وما زالت ايران تعتبر احتلال السفارة عملا ثوريا بينما تعتبره واشنطن الى الآن انتهاكا لحقوق الانسان.

وما زال التجمع مقابل مقر السفارة التي كانت توصف بانها quot;وكر للجواسيسquot; يجذب الحشود الذين يشكل تلاميذ المدارس معظمهم في ما يعرف باسم quot;يوم الطالبquot;. وهم يستمعون باهتمام الى خطيب تختاره الحكومة وفي اغلب الاحيان شخص لم يشارك في عملية احتجاز الرهائن. وما زال التلفزيون الايراني الحكومي يعرض لقطات للطلاب المتشددين وهم يعرضون الدبلوماسيين وقد عصبت اعينهم، وهم يحرقون العلم الاميركي.

ويستخدم المبنى الذي يخضع لمراقبة الحرس الثوري، مركزا تعليميا يضم معارض تبرز quot;جرائمquot; الولايات المتحدة. ويمكن ان تشهد الاحتفالات السنوية بهذه الذكرى هذه السنة تظاهرات احتجاجية في الشوارع ضد احمدي نجاد الذي ادت اعادة انتخابه في 12 حزيران/يونيو الى اسوأ ازمة سياسية في تاريخ الجمهورية الاسلامية. وكان خصوم احمدي نجاد رفضوا فوزه مشيرين الى عمليات تزوير وتظاهر مؤيدوهم مرات عدة ضد المتشددين.