طالب المسيحيون العراقيون بان تضاف الى مهمة المبعوث الاممي الحالية الى العراق اوسكار فرنانديز تارانكو للتحقيق في التفجيرات الدامية الاخيرة في بغداد الكشف عن الجهات التي تستهدفهم بالقتل والاختطاف والتهجير بينما اكد رئيس مجلس النواب العراقي اياد السامرائي حاجة البلاد الى نص قانوني يكفل حقوق جميع المكونات العراقية وبينها حقوق المسيحيين.

أسامة مهدي من لندن: بحث رئيس مجلس النواب العراقي اياد السامرائي ورؤساء الطوائف المسيحية في العراق بحضور النائبين المسحيين يونادم كنا وابلحد افرام اوضاع المسحيين وعمليات القتل والتهجير والاختطاف التي يتعرضون لها وضرورة الكشف عن الجهات التي تستهدفهم وادراج هذه قضية للكشف عن الجهات التي تستهدفهم ضمن مهمات تارانكو المساعد السياسي للامين العام للامم المتحدة بان كي مون مبعوث المنظمة الدولية الى العراق اضافة الى مناقشة حاجة البلاد الى نص قانوني يكفل حقوق جميع المكونات العراقية.

وقدم رؤساء الطوائف المسيحية خلال الاجتماع شرحا لاوضاع ابناء طائفتهم العراقيين من النواحي الاجتماعية والاقتصادية لاسيما المغتربين منهم الذين اختاروا المنافي هربا من عمليات القتل والتهجير ورغبتهم الحقيقية بالعودة لبلدهم اذا ما توفرت لهم الظروف الملائمة لذلك وفي مقدمتها التمثيل البرلماني الذي يتناسب مع العدد الحقيقي للمسيحين العراقيين كما نقل عنهم بيان صحافي لمكتب اعلام البرلمان تسلمت نسخة منه quot;ايلافquot;.

وتم خلال الاجتماع ايضا اثارة طلب بان تشمل مهمة المبعوث الدولي تارانكو الذي يزور بغداد حاليا للتحقيق في التفجيرات الدامية التي ضربت بغداد مؤخرا الكشف عن الجهات التي تستهدف المسيحيين العراقيين بالقتل والاختطاف والتهجير . ويقوم المبعوث خلال وجوده في بغداد بالاطلاع على مئات الوثائق والملفات والصور quot;التي تثبت تورط بعثيين وارهابيين في دول مجاورة بدعم الاعمال الاجرامية لاسيما تفجيرات بغداد في شهري اب (اغسطس) وتشرين الاول (اكتوبر) الماضيين quot;كما تقول السلطات العراقية .

من جانبه اكد رئيس مجلس النواب حرصه الشديد quot;على وجود تمثيل حقيقي لكل المكونات العراقية مؤكدا على ضرورة وجود نص قانوني يضمن حقوقها شرط ان لايحسب على محافظة معينة وانما على الاستحقاق الوطني كي لا نثير حساسية احدquot;. واشار الى تسلمه رسالة رؤساء الطوائف المسيحية بهذا الصدد وانه قد احالها الى اللجنة القانونية متمنيا ازالة مخاوف بعض الجهات السياسية التي تشعر بالقلق من استثمار التمثيل المسيحي لحساب جهة دون اخرى معبرا عن امله في ان يدخل المسيحون في quot;قائمة وطنية لكل العراق بدلا من التشتت بين هذه الجهة السياسية او تلكquot; كما قال .

وتعليقا على دعوة النائب يونادم كنا بتدخل المحقق الدولي لكشف الجهات التي تقف وراء مقتل وتهجير المسيحين العراقيين دعا السامرائي الى تقديم طلب رسمي بذلك وفق النظام الداخلي لمجلس النواب . وقال فرنانديز انه سينقل المعلومات والوثائق التي سلمتها له السلطات العراقية الى مجلس الامن الدولي اضافة الى اصرار بغداد على طلبها بتشكيل محكمة دولية لمقاضاة المسؤولين عن التفجيرات .

وقد دفعت أعمال العنف وعمليات الاختطاف الأخيرة التي يتعرض لها المسيحيون وخاصة في العاصمة بغداد ومدينتي الموصل وكركوك الشماليتين رئيس أساقفة الكلدان بكركوك إلى مطالبة الحكومة بحماية المسيحيين ضد quot;الإرهاب الذي تحركه الدوافع الدينيةquot;.

ولا تعد هذه الهجمات جديدة ضد المجتمع المسيحي الصغير ذي الأهمية التاريخية حيث تعد موجة الرحيل الى خارج البلاد التي يقوم بها المسيحيون جزءا من الاوضاع المضطربة فيها حيث كانت بداية مغادرة المسيحيين للعراق في أعقاب حرب الخليج عام 1991 خلال فترة العقوبات الاقتصادية لكنها ازدادت بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 وتصاعد أعمال العنف.

وهرب آلاف المسيحيين من شمال الموصل للانضمام إلى ذويهم خارج العراق واصبحوا جزءا من حوالي ثلاثة ملايين عراقي شردوا منذ بدء الحرب في بلدهم عام 2003.

ويثير العنف ضد المسحيين في الموصل وكركوك قلقا خاصا بالنسبة للمسؤولين العراقيين حيث ان كركوك وهي مركز حقول النفط العراقية الشمالية تقع في قلب الصراع السياسي والثقافي بين الأكراد والعرب والتركمان . ويحتدم التنافس بين هذه الأعراق لدرجة أن كركوك استثنيت من انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في وقت سابق من العام الحالي وهناك مخاوف من زيادة حدة التوترات قبل الانتخابات البرلمانية في كانون الثاني (يناير) المقبل.

وتزداد مخاوف الأقليات الأصغر في كركوك مثل الكلدان والأشوريين المسيحيين من خطر الوقوع ضحية لهذا الصراع . وقال رئيس أساقفة الكلدان في كركوك لويس ساكو مؤخرا quot;نعتقد ان هناك طابعا سياسيا لعمليات القتل والخطف هذه التي تعني إجبارنا على مغادرة العراقquot;.

ويرى المسيحيون الذين استهدفت كنائسهم في العاصمة ومدن اخرى لسلسلة هجمات كما تعرضوا لموجة تهجير كبيرة من الموصل قبل اشهر ان الكتل الكبيرة ابتلعت الاقليات وعرضتها لغبن كبير . ويقول النائب المسيحي في البرلمان يونادم كنا ان quot;المسيحيين سيطالبون بمقاعد تتناسب مع توزيعهم السكاني في العراقquot;. واكد quot;ان تحديد الكوتا يجب ان يتناسب مع حجم الاقليات الفعلي بما في ذلك المهاجرون والمهجرون منهمquot; .

ويشير كنا الى ان المسيحيين يطالبون بحصة تتراوح بين 3 و 5 مقاعد في بغداد و3 مقاعد في الموصل ومقعد واحد في البصرة فضلاً عن مقاعد في كركوكquot;. وقال ان الحصة التي نص عليها قانون الانتخابات السابق لم تكن منصفة والكتل الكبيرة نقضت وعودها ومنحت المسيحيين في بغداد مقعداً واحداً بدلاً من ثلاثة مقاعد .

ويثير تصاعد حدة الصراع العربي الكردي في سهل نينوى في الموصل حيث تقطن مجموعات كبيرة من المسيحيين المخاوف لديها من وقوعها ضحية هذا الصراع الذي قد يتسع مع اقتراب موعد الانتخابات للاستحواذ على اصوات الناخبين في المحافظة.

وبموجب الاحصاءات المتوفرة فإن عدد المسيحيين في العراق كان يبلغ نحو مليون نسمة قبل عام 2003 لكنه تراجع بشكل كبير بسبب الهجرة حيث يقدر عددهم اليوم بنحو250 الف نسمة فقط.