بعد الشكاوى التي تداولت في الوسط السياسي الفرنسي، طلب ساركوزي من زوجته كارلا بروني البقاء في الظل، وتزامن ذلك مع تراجع شعبيته الى ادنى مستوى.

لندن: طلب نيكولاس ساركوزي من زوجته كارلا بروني أن تقلل من الظهور العام بعد بروز شكاوى من تأثيرها السياسي على الرئيس الفرنسي. وجاء ذلك بعد هبوط شعبيته إلى أقل مستوى منذ انتخابه في عام 2007 حيث لم تتجاوز نسبة التأييد له عن 39% وفق أحد استطلاعات الرأي الأخيرة.

وفي عدد إحدى المجلات الفرنسية البارزة وُصفت كارلا بروني بأنها ماري انطوانيت الجديدة. وهذا ما دفع الرئيس الفرنسي، حسبما جاء في صحيفة الديلي تلغراف اللندنية الصادرة في 6 نوفمبر 2009 ، إلى أن يطلب منها البقاء في الظل وسط تنامي عدم الرضا بين حلفائه اليمينيين من تأثير زوجته اليسارية عليه. وقال أحد هؤلاء المنتقدين في مجلة quot;اكسبريسquot; الفرنسية الصادرة يوم الخميس الماضي إن كارلا بروني مسؤولة عن معظم ما لحقه من جروح سياسية خلال هذا الخريف العصيب.

ومع انخفاض شعبيته بدأ ساركوزي مساعيه في إعادة جذب الناخبين المحافظين الذين شكلوا النواة الأساسية وراء فوزه في انتخابات عام 2007، قبل حلول الانتخابات الإقليمية في مارس/ آذار المقبل.

ويبدو أن الكثير من الناخبين استاؤوا من سلسلة الفضائح التي أحاطت بالرئيس ساركوزي في الأشهر الأخيرة، مثل الشائعات المتعلقة باختيار ابنه جان، 23 سنة، على أساس المحسوبية، للانتخابات البلدية في باريس، مرورا بكتاب فريدريك ميتران وزير الثقافة الذي يكشف فيه عن ماضيه الجنسي مع مراهقين في تايلاند. وتردد أن كارلا بروني صديقة ميتران قد نصحت زوجها لتعيينه في هذا المنصب.

كذلك اتهمها البعض بأنها وراء تشجيع الوزراء لتقديم دعم علني للمخرج رومان بولانسكي المحتجز في سويسرا بانتظار تسفيره إلى الولايات المتحدة لمحاكمته على مواقعة بنت في سن الثالثة عشرة عام 1977.

وسعى الرئيس الفرنسي هذا الأسبوع إلى استرجاع موقعه عن طريق إطلاق حوار على مستوى الوطن تتناول quot;الهوية القوميةquot;.

وكان عدد من قياديي حزب ساركوزي quot;يو أم بيquot; قد اتهموه بأنه واقع تحت سحر زوجته الجديدة إلى درجة أنه نسي حلفاءه. وقال أحدهم إن الرئيس الفرنسي خاضع تحت تأثير زوجته عارضة الأزياء التي هي أثرى منه ومعروفة على الصعيد العالمي وهي إلى جانب ذلك جاءت من اليسار. بينما تساءل آخر: quot;هل هي غلطة الزوجة؟ مهما يكن الجواب فإنه ما عاد يحب ناخبهquot;.