يقترح أحمد نجاد مشاركة بلاده في بنك الوقود النووي، ويقول من قالوا لنا أمس اننا يجب أن نوقف أنشطتنا... لا يمكنهم أن يقولوا شيئا (اليوم)، واضاف أن ايران ستحمي باصرار quot;انجازاتها النووية الكبيرة.

طهران، فيينا: أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم الاربعاء استعداد بلاده للتعاون النووي الدولي بما في ذلك التعاون فيما يخص بنك عالمي للوقود النووي لكنه أوضح مجددا أن إيران لن توقف أنشطتها الذرية. ولم يشر الرئيس الايراني في مقابلة مع التلفزيون الرسمي إشارة مُباشرة الى اتفاق صاغته الأمم المتحدة بشأن الوقود النووي يهدف الى تخفيف الشكوك في طموحات ايران النووية.

وتعثرت الخطة التي تقضي بارسال الجزء الأكبر من مخزون إيران من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى الخارج لتحويله الى وقود نووي لتشغيل مفاعل ينتج النظائر المشعة للاغراض الطبية بسبب مطالبة ايران بادخال تعديلات عليها وإجراء مزيد من المحادثات وهو ما رفضته واشنطن.

وقال أحمدي نجاد دون الخوض في تفاصيل quot;لا شك في أن من بين أهم موضوعات اليوم التعاون النووي على المستوى الدولي سواء في بناء محطة للكهرياء أو مفاعل أو ما اذا كان هذا التعاون بشأن وجود ايران في البنك العالمي للوقود.quot;

وتعطلت في يونيو حزيران خطة عالمية بخصوص الوقود النووي خلال محادثات في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب معارضة الدول النامية. وهي خطة أشاد بها الرئيس الاميركي باراك أوباما على أنها وسيلة للقضاء على انتشار الأسلحة النووية.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة والدول الصناعية ان مركزا متعدد الجنسيات لتخصيب اليورانيوم سيفي بالطلب العالمي المتزايد على الطاقة النووية ويقنع الدول في الوقت نفسه بألا تبني بنفسها منشات لتخصيب اليورانيوم تنطوي على خطر استخدامها سرا في أغراض عسكرية.

وتخشى الدول النامية من احتمال أن يؤدي تدويل السيطرة على دورة الوقود النووي الى الحد من حقها في الطاقة النووية المنتجة محليا بغرض توليد الكهرباء. وتملك ايران بالفعل منشأة عاملة لتخصيب اليورانيوم وترفض مطلب وقف نشاطها الذي يمكن استخدامه في الأغراض المدنية والعسكرية على السواء مقابل حوافز اقتصادية وسياسية.

ونقلت هيئة الاذاعة الايرانية في موقعها على الانترنت عن أحمدي نجاد قوله ان موضوع وقف أنشطة ايران النووية موضوع quot;منتهquot;. وقال quot;من قالوا لنا أمس اننا يجب أن نوقف أنشطتنا... لا يمكنهم أن يقولوا شيئا (اليوم).quot; واضاف أن ايران ستحمي باصرار quot;انجازاتها النووية الكبيرةquot;.

وتقول ايران ان برنامجها النووي يهدف الى توليد الكهرباء وترفض اتهامات الغرب لها بأنها تسعى لصنع قنابل نووية وهي اتهامات تقوم على سوابقها في عدم ابلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنشطة نووية حساسة واستمرارها في تقييد عمليات تفتيش منشاتها التي تقوم بها الوكالة.

وقال مسؤولون غربيون ان ايران وافقت من حيث المبدأ في محادثات مع القوى الست الكبرى في أول أكتوبر تشرين الاول على إرسال الجزء الاكبر من اليورانيوم المنخفض التخصيب الخاص بها الى روسيا وفرنسا لمعالجته وتحويله الى قضبان وقود لمفاعل طهران.

وقالوا ان ايران تراجعت بعد ذلك عن وضع تفاصيل الاتفاق وعدلت فيما يبدو عن الهدف من اتفاق جنيف وهو الحد من احتمال قيامها بتحويل اليورانيوم المخصب الى سلاح نووي.

دبلوماسيون: ايران لم تزد قدراتها على تخصيب اليورانيوم

الى ذلك، قال دبلوماسيون ان ايران أوقفت بالفعل التوسع في التخصيب النشط لليورانيوم منذ سبتمبر ايلول في الوقت الذي تبحث فيه عرضا من القوى الكبرى بتزويد مفاعل للاغراض الطبية بالوقود اذا تخلت عن الجزء الاكبر من لليوارنيوم المخصب الذي ينطوي على احتمال استخدامه في التسلح النووي.

وأضاف الدبلوماسيون انه رغم ان مخزون ايران من اليورانيوم المنخفض التخصيب زاد على الارجح ما بين 200 و300 كيلوجرام من 1500 كيلوجرام ذكرها مراقبو الامم المتحدة في أغسطس اب فقد ظل عدد أجهزة الطرد المركزي العاملة في محطة نطنز للتخصيب في حدود 4600 جهاز.

ويقول دبلوماسيون ان قدرة ايران المحتملة على التخصيب أعلى كثيرا. فقد بلغ العدد الاجمالي لاجهزة الطرد المركزي المجمعة لديها 8700 جهاز على الاقل بحلول أواخر سبتمبر ايلول. ولم يتسن بعد معرفة أرقام أحدث.

ولكن لم يتضح بعد لماذا ظل نصف عدد الاجهزة تقريبا لا يعمل في التخصيب حيث ظلت الاجهزة معطلة أو يتم تجريبها وهي فارغة.

ويقول دبلوماسيون ومحللون ان الاسباب المحتملة تتراوح بين أخطاء فنية وبين تقييد ذي دوافع سياسية لقدرات التخصيب للحيلولة دون اغلاق الباب أمام العمل الدبلوماسي مع القوى العالمية مما يؤدي لفرض عقوبات دولية أشد أو حتى قيام اسرائيل بعمل عسكري.

وقال دبلوماسي كبير في فيينا مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية quot;الوضع الان كما كان عليه تقريبا في سبتمبرquot;. ولم يتسن الاتصال بمسؤولين بالبعثة الايرانية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتعليق.

وستصل الارقام الدقيقة الاسبوع القادم في تقرير جديد للوكالة بشأن عمليات التفتيش والتحقق التي قامت بها في ايران التي أثار سجلها الخاص بالانشطة النووية السرية الشكوك في أنها تواصل السعي للتسلح النووي مما ادى لفرض عقوبات عليها من جانب الامم المتحدة.

الا اندبلوماسيين يقولون ان ايران تراجعت عن البنود الاساسية في الاتفاق. وقال مسؤولون ايرانيون ان طهران تفضل شراء وقود المفاعل من مصادر خارجية بدلا من مبادلته بمخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب أو على أبعد تقدير مبادلة كميات محدودة من هذا المخزون وطالبوا باجراء مزيد من المحادثات.

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في مقابلات مع وسائل اعلام في نيويورك الاسبوع الماضي ان المفتشين quot;لم يعثروا على شيء يثير القلقquot; فيما وصفه quot;بحفرة في جبلquot; دون معدات أو مواد نووية.

وقال دبلوماسي رفيع في فيينا quot;سأدهش اذا وجد أي شيء (يبعث على القلق) هناك. ولكن القضية الاكثر أهمية التي يجب أن تحل هي سبب وجود هذا الموقع أصلا وما هو تاريخه وهل هو مناسب عمليا للاغراض (المدنيةquot;)...