حصلت الأجهزة الأمنية ومسؤولون كبار في سوريا وألمانيا وأميركا على معلومات تؤكد تنامي مشاعر الكراهية لدى منفذي هجمات 11 أيلول / سبتمبر قبل وقوعها ولم تفعل تلك الدول شيئًا لمواجهة ذلك، وكانت السلطات تعلم أن هناك شيئًا يتم التدبير له، وهي معلومات قد تكون محرجة اليوم للولايات المتحدة وألمانيا.

القاهرة: في إحراج جديد لأجهزة المخابرات الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي إبان حقبة الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش، تكشف اليوم تقارير صحافية أميركية عن أدلة جديدة تثبت أن مسؤولين رفيعي المستوى في كل من سوريا وألمانيا ووكالة السي آي إيه كانت لديهم معلومات عن مشاعر الكراهية التي يكنها منفذو هجمات الحادي عشر من سبتمبر تجاه الأميركيين وكذلك رغبتهم في مهاجمة الولايات المتحدة قبيل تنفيذ الهجوم الكبير.

وتقول صحيفة وورلد نيت دايلي الأميركية إن الأدلة التي تم تجميعها تُظهِر أن السلطات ربما لم تكن على دراية بالخطط الخاصة باختطاف طائرات ركاب وتحويلها إلى طوربيدات طائرة، إلا أنها كانت تعرف أن هناك شيئًا يتم التدبير له. وتشير الصحيفة إلى أن تلك المعلومات قد تكون مُحرِجة لكل من الولايات المتحدة وألمانيا، وقد تخلق تموجات في الدوائر الاستخباراتية بسبب التصنيفات الأمنية المخصصة للمعلومات التي تنطوي على صلات من ألمانيا إلى سوريا إلى اسبانيا إلى السعودية إلى الولايات المتحدة.

كما تزيح الصحيفة النقاب عن أن جزءًا من المعلومات، التي لم تُقدم حتى للجنة أحداث الحادي عشر من سبتمبر / أيلول ( التي تُعرف باللجنة الوطنية الخاصة بالهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة )، قد يُصبح متاحًا لمحاميي الدفاع في المحاكمات المدنية التي خطط المدعي العام، ايريك هولدر، لأن يمثل أمامها الإرهابيون المعترفون في نيويورك، على بعد أمتار قليلة من الموقع الذي شهد التفجيرات الإرهابية عام 2001، وراح ضحيتها ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص. وقد تمكنت الصحيفة من الكشف عن أدلة تظهر وجود علاقات بين عناصر تنظيم القاعدة في كل من سوريا، وإسبانيا، والمملكة العربية السعودية، وجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وكذلك خلية إرهابية نشطة في مدينة هامبورغ بألمانيا، حيث تم التخطيط لتنفيذ الهجوم على الولايات المتحدة.

وتلفت الصحيفة إلى أن تلك الروابط ما بين تلك المجموعات تعود إلى أوائل العام 1986 ، كما سبق وأن كشف بوب بير، العميل السابق بوكالة الاستخبارات الأميركية، في كتابه الذي عنونه بـ quot;النوم مع الشيطانquot;. وأردفت الصحيفة بالقول إن منفذي الهجمات أجروا سلسلة من الاتصالات مع أحد عملاء وكالة السي آي إيه وكذلك جماعة الإخوان المسلمين السورية. كما امتد نطاق تلك الصلات لمناطق عدة حول العالم واشتملت على طائفة واسعة من الأفراد، والمسؤولين، والشركات. لكنهم كانوا يحومون حول مدينة هامبورغ.
ويُعتقد ndash; بحسب الصحيفة ndash; أن إحدى الشركات التي يوجد مقرها في مدينة هامبورغ وتعرف بـ quot; Tatex Tradingquot; كانت تعمل كواجهة لجهاز المخابرات السوري، على الرغم من الصلات التي تربطها بجماعة الإخوان المسلمين السورية. وقد تم تدعيم هذا الأمر بوساطة الحقيقة التي تقول إن ماجد محمد سعيد، المدير السابق لمديرية المخابرات العامة السورية في الفترة ما بين 1987 و1994، كان أحد المساهمين في شركة هامبورغ المملوكة لـ عبد المتين تتري، عضو جماعة الإخوان المسلمين السورية.

وتشير الصحيفة في النهاية إلى أن المسؤولين الألمان كانوا يراقبون تلك الاتصالات ويعتقدون أن المخابرات السورية حاولت السيطرة على أعضاء جماعة الإخوان المسلمين السورية في هامبورغ، ومن ضمنهم الأشخاص الذين سيكلفون بتنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وبالإضافة إلى ذلك، وقبل التاسع من شهر سبتمبر / أيلول عام 2001، تحصل عميل معروف بوكالة الاستخبارات الأميركية على معلومات من المسؤولين الاتحاديين الألمان العاملين في مكافحة الإرهاب الذين يراقبون أعضاء جماعة الإخوان المسلمين السورية.