فتحت صحيفة أميركية في تقرير مطول لها الباب أمام بعض المحللين والخبراء ليعقبوا على التصريحات المثيرة التي أدلى بها أخيراً الرئيس الإيراني، أحمدي نجاد، والتي واصل فيها تحديه للغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد أن أعلن عن اعتزام بلاده تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 %، وبناء 10 مواقع نووية أخرى مثل موقع نظنز. وبصورة تدعو للكثير من التساؤلات حول حقيقة القدرات quot;النوويةquot; التي تحظى بها الجمهورية الإسلامية، شككت الصحيفة في سياق حديثها بقدرة برنامج البلاد النووي على إحداث ذلك.

القاهرة: في تقرير لها نقلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية نشرته بعددها الصادر اليوم، نقلت عن محللين تشكيكهم في القدرة الصناعية و الفنية التي تحظى بها إيران وإمكانية الاستعانة بها في تحقيق مثل هذا الأمر أو التوسع بشكل كبير في ما تبذله من جهود لتخصيب اليورانيوم. كما تؤكد الصحيفة أن إيران لا تمتلك التكنولوجيا التي تؤهلها لتصنيع قضبان الوقود النووي الخاصة بها. وتلفت في هذا الشأن إلى أن الأرجنتين وفرنسا هما الدولتان الوحيدتان القادرتان من الناحية العملية على توفير الوقود الذي يحتاج إليه مفاعل إيران الصغير لمواصلة إنتاج النظائر الطبية في طهران.

وحول موجة الشد والجذب التي شهدتها الأسابيع القليلة الماضية بين إيران والمجتمع الغربي جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة ومسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب رزمة المستجدات التي طرأت على ملفها النووي، يقول محللون إن المزاعم التي راجت مؤخرا ً بصورة سريعة وتحدثت عن وجود برامج quot;نوويةquot; جديدة، قد جاءت لتُكذِّب حقيقة ذلك البرنامج النووي الذي كان يُقال إنه يحظى بتاريخ غير ثابت من التطور. كما تشير الصحيفة إلى الدور المفيد الذي لعبته مجموعة المشكلات التي واجهتها إيران بالفعل عند بناء أول مفاعلاتها الضخمة المنوطة بتخصيب اليورانيوم في نطنز، وهو مصمم لاستضافة نحو 50 ألف جهاز طرد مركزي، لم يُركّب منها إلا 8700 فقط بعد مرور عشرة أعوام تقريبا ً على تشييده.

وفي هذا الشأن، تنقل الصحيفة عن مايكل ليفي، الزميل في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك والمهتم بمتابعة برنامج إيران النووي منذ سنوات، قوله: quot;ربما ستحتاج ايران لتطوير إمكانات محلية أقوى بشكل كبير إذا ما اقتربت من تحقيق هذا الهدف الجديد. إنهم ما زالوا يعتمدون بشكل كبير على الواردات لبرنامجهم. وبينما كانوا يفتحون أبوابهم على مصراعيها ليحصلوا على المواد والمعدات، أضحى من الصعب عليهم أن يتعاملوا مع مورديهم الموثوق بهم ndash; وهو ما زاد من صعوبة الأمر. لقد كان يتعين على إيران في السنوات الأخيرة أن تتخذ قرارات خاصة بالتصميمات المستندة بشكل أقل على اختيار الطريق التقني الأمثل كالقدرة على شراء أشياء معينة تلغي جميع الأشياء الأخرى. ويمكن القول إن هناك ما يشبه لعبة القط والفأر، وهي معركة مستمرةquot;.

وفي السياق ذاته، تنقل الصحيفة عن خبير حكومي أميركي متخصص في حظر انتشار السلاح النووي، بعد أن رفض الإفصاح عن هويته، قوله: quot;تؤكد لي التصريحات الصادرة من إدارة أوباما بأننا نجحنا إلى حد كبير في اختراق الشبكة التي تشتري منها إيران متطلباتها النووية، أو على الأقل جزءاً منها، لأن وصول مواد بعينها كانت كتلقينا معلومات تفيد بأنها منشأة طرد مركزي. نعلم أنهم يتسوقون تلك المواد من الخارج، ونحن إذ نحاول أن نوقف ذلكquot;. وقد أكد هذا الخبير أن إيران قامت في الأشهر الأخيرة بإبطاء تركيب أجهزة طرد مركزية جديدة، وقالت في أواخر سبتمبر /أيلول الماضي إنها ستركز على أجهزة الطرد الأكثر تطوراً وكفاءة.

وأردف الخبير في نهاية الأمر بقوله :quot;بناء على ما أظهره الإيرانيون، فإنهم سيثيرون اندهاش الجميع إذا ما تمكنوا من تصنيع عدد قريب من عدد أجهزة الطرد المركزي التي يحتاجون إليها كي يتوسعوا في جهود تخصيب اليورانيوم المعلن عنها. لكني لا أعتقد أن إيران تمتلك كميات كبيرة من اليورانيوم الأصلي، وليس بحوزة الإيرانيين ما يكفيهم حتى لتوفير الوقود اللازم لتشغيل مفاعل في حجم مفاعل بوشهر، ناهيك عن الوقود اللازم لتشغيل العديد من أجهزة الطرد المركزي. يا له من أمر سخيفquot;.