أعلن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أن الولايات المتحدة إلتزمت رسميًّا للمرة الأولى بحقوق الشعب الكردي وقال إن ذلك جاء مقابل موافقة الأكراد على قانون الإنتخابات العراقية برعم عدم رضاه عنه. وأكد بارزاني قائلاً quot;لن نتنازل عن حقوق شعب كردستان حتى آخر قطرة من دمناquot;، في حين وصل إلى أربيل اليوم وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس لتأكيد تلك الإلتزامات.

لندن: قال رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني خلال رسالة وجهها إلى مواطني اقليم كردستان اليوم quot;إنها المرة الأولى التي تصدر فيها الولايات المتحدة بيانَا بهذا المستوى توضح فيه موقفها من حقوق الشعب الكردي والتزامها بهذه الحقوقquot; وذلك من خلال بيان رسمي للبيت الابيض اثار حفيظة وانتقادات قوى سياسية خاصة العربية والتركمانية في محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط المتنازع عليها.

واشار الى ان الرئيس الاميركي باراك أوباما ونائبه جو بايدن قد اتصلا به أثناء التشاور بشأن قانون الإنتخابات الاحد الماضي مؤكدين أهمية التصديق على القانون... وأوضح أنه تحدث خلال الإتصالين quot;عن عدم وجود العدل والمساواة في قانون الإنتخابات إلا أن أوباما وبايدن أكدا على إلتزام بلدهم بشأن إقليم كردستان وتطبيق المادة 140 بشأن مصير كركوك والمناطق المتنازع عليها واجراء الإحصاء العامquot;.. وقال quot;لقد طلبت منهما إصدار بيان بهذا الشأن فوافقاquot;.

واضاف بارزاني quot;أنها المرة الأولى التي تصدر فيها الولايات المتحدة بيانا بهذا المستوى وتوضح فيه عن موقفها من حقوق الشعب الكرديquot;. واشار الى ان quot;ما تم الحصول عليه في قانون الإنتخابات يعتبر إلى حد ما مكسبًا لشعب كردستان، إلا أن ذلك لا يلبي كل ما نطلبهquot;. وقال quot;اذا تسألوني عن قانون الإنتخابات فسأقول بأنني غير راضٍ عن كامل القانون ولكن هذه هي السياسة، فما تطلبه لا يمكنك الحصول عليه بشكل كامل فلا يمكنك الحصول في السياسة على 100% مما تطالبquot;.

واوضح بارزاني انه بحسب التعديل الأخير لقانون الإنتخابات فإن محافظات إقليم كردستان الثلاث وهي أربيل والسليمانية ودهوك قد حصلت على 43 مقعدًا quot;وذلك عدا المناطق المستقطعةquot; كما قال. ووعد بارزاني ببذل quot;جميع الجهود من أجل حصول الشعب الكردي على كامل حقوقهquot; وشدد بالقول quot;لن نتنازل عن حقوق شعب كردستان حتى آخر قطرة من دمناquot;.

وكانت الادارة الاميركية قد اكدت في بيان امس الاول التزامها بتنفيذ المادة الدستورية العراقية 140حول حدود مدينة كركوك والمناطق المتنازع عليها المثيرة للجدل والعمل على المساعدة في حل المشكلات العالقة بين الحكومتين العراقية والكردستانية، وذلك اثر موافقة الاكراد على قانون الانتخابات وتوزيع المقاعد البرلمانية على المحافظات.

واكد البيت الابيض الاميركي في بيان وزعته الرئاسة العراقية وتسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه واثار انتقادات سياسية من قوى رات فيه ان واشنطن لاتملك حق منح هذه الالتزامات ان quot;الولايات المتحدة لم تتوقف عن دعمها القوي للشعب العراقي وحكومته المنتخبة وأعادت تأكيد احترامها للدستور العراقي وبضمنه المادة 140 التي تتعلق بالنزاع حول حدود كركوك وبقية الحدود الداخلية المتنازع عليها والمادة 142 التي تتعلق بعملية التعديلات الدستورية وسنواصل دعمنا للشعب العراقي وحكومته المنتخبة بينما هم يعملون باتجاه تطبيق وتنفيذ كلي وعادل للدستور العراقيquot;.

وهذا التاكيد يأتي ردًّا على رفض التركمان والعرب في مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط الاعتراف بهذه المادة ويعارضون ضم المدنية الى اقليم كردستان كما يطالب قادته. وقد أكّد اوباما ونائبه بايدن في اتصالين مع رئيس اقليم كردستان الاحد الماضي التزامهما بمطالب كردية معينة مقابل الموافقة على قانون الانتخابات الذي رفضوا حصة محافظاتهم الثلاث في المقاعد البرلمانية. واتاحت هذه الموافقة تمرير القانون الذي تعول عليه الولايات المتحدة كثيرًا لاجراء الانتخابات التشريعية في العراق في السابع من اذا (مارس) المقبل بشكل يؤمن انسحاب القوات الاميركية من البلاد بحسب الجداول الموضوعة التي تقضي باستكماله نهاية عام 2011.

واشار البيت الابيض الى انه quot;لا تزال هنالك تحديات تواجه العراق ومن ضمنها الاختلافات أو عدم الاتفاق بين حكومة العراق وحكومة اقليم كوردستان والولايات المتحدة مستعدة لمساعدة كل العراقيين على التوحد لايجاد الحلول السياسية الجديدة من اجل تهدئة وتخفيف النزاعات القديمة وازالة المخاوف القديمة وبناء المستقبل معًا، كبلد موحد له مكانة تاريخية ومحترمة في المجتمع الدوليquot;. واضاف انه quot;بعد إجراء الانتخابات البرلمانية في 2010 سيجري العراق انتخابات في العام 2013 والعام 2014 طبقًا لدستوره وقوانينه. وان إجراء احصاء سكاني رسمي في الوقت الحالي سيساعد في تسهيل اجراء الانتخابات المستقبلية والولايات المتحدة ما زالت مستعدة لمساعدة حكومة العراق على إجراء احصاء سكاني دقيق في السنة القادمة لأنه احد عناصر دعمها لعراق مستقر له حكومة عادلة ومسؤولة عن الشعب العراقيquot;.

واوضح البيت الابيض قائلاً quot;لقد دعمت الولايات المتحدة الدستور العراقي منذ عام 2005 على أنه الاساس الدائم لحماية حقوق العراقيين والعمل معا لبناء الوحدة الوطنية. وقد ساهم هذا الدستور وبضمنه تأسيس حكومة اقليم كردستان في استقرار العراقquot;. وقد اثار البيان الاميركي ردود فعل بعض القوى والشخصيات العراقية التي رفت الوعود التي تضمنها للاكراد معتبرة انه ليس من حق واشنطن اعلان التزامات معينة حول ما يطالب به الاكراد. ومن جهته قال رئيس مجلس النواب العراقي اياد السامرائي ان على العراقيين ان يحلوا مشاكلهم فيما بينهم وألا يعوّلوا على الوعود الخرجية.

واثر صدور البيان الاميركي بيومين فقد وصل الى بغداد رئيس حكومة اقليم كردستان برهم صالح حيث يجري حاليًا مباحثات مع المسؤولين العراقيين يتقدمهم رئيس الوزراء نوري المالكي حول الملفات العالقة بين الحكومتين تتناول تطبيع الأوضاع في مدينة كركوك ومرتبات قوات البيشمركة الكردية وعقود النفط التي وقعتها حكومة كردستان مع شركات عالمية ولاتعترف بقانونيتها بغداد.

وتعتبر هذه الزيارة الأولى لرئيس حكومة كردستان برهم صالح إلى بغداد منذ تسنمه منصبه قبل شهرين حيث يعلق المسؤولون في الإقليم آمالا كبيرة على نجاحه في المفاوضات التي ستجري بهذا الشأن خصوصًا أن صالح كان نائبًا للمالكي وقريبًا من تلك الملفات العالقة.

وتتركز الخلاقات بين الحكومتين العراقية والكردستانية على العقود النفطية التي وقعتها حكومة الإقليم السابقة برئاسة نيجيرفان بارزاني مع عدد من الشركات العالمية للاستثمار النفطي في الإقليم وهي عقود يرفض وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني الاعتراف بقانونيتها وكذلك مشكلة ميزانية البيشمركة التي تطالب بها حكومة الإقليم من وزارة الدفاع العراقية ومسألة تشكيل فرقتين عسكريتين نظاميتين من قوات البيشمركة الكردية في الإقليم بالإضافة إلى المادة الدستورية 140 المتعلقة بتطبيع أوضاع كركوك والتي يرفض التركمان والعرب في المدينة الالتزام بها باعتبارها فاقدة للصلاحية بسبب انتهاء المهلة التي حددها الدستور لعملية التطبيع بنهاية عام 2006.