دعت الدانمارك الى عقد مشاورات في محاولة لانقاذ مؤتمر كوبنهاغن من الانهيار قبل اختتامه.

بروكسل: دعت الدانمارك الدولة المضيفة لمؤتمر كوبنهاغن حول تغير المناخ الى عقد مشاورات غير رسمية حول القضايا الصعبة التي تتطلب ارشادا سياسيا في محاولة لانقاذ مؤتمر كوبنهاغن من الانهيار قبل ان يختتم اعماله يوم الجمعة المقبل. ونقل بيان اصدره الاتحاد الاوروبي هنا اليوم عن رئيس المؤتمر كوني هيديغارد في تصريحات ادلى بها الليلة الماضية quot;مع تبقي أقل من خمسة أيام يتعين علينا البدء في العمل على محتوى - الاتفاقية الجديدةquot;.

وتتناول المجموعة الاولى التي ترأسها ألمانيا وأندونيسيا في مشاوراتها غير الرسمية قضية تخفيض انبعاثات الغازات الضارة على المدى البعيد في الدول الصناعية المصادقة على معاهدة (كيوتو). وأكد هيديغارد أن المشاورات غير الرسمية حول القضايا الصعبة سوف تكون مفتوحة ولجميع المشاركين الحق في حضورها.

وكانت السودان اعترضت على المقترح مطالبة بحضور الدول الافريقية في مصاف قادة مؤتمر كوبنهاغن لأنها الأكثر تضررا بآثار تغير المناخ. وعلقت الدول الافريقية مشاركتها في مباحثات الأمم المتحدة حول المناخ يوم الاثنين الماضي ولمدة قصيرة معتبرة ان الدول الصناعية الغربية كانت تحاول تهميش معاهدة كيوتو.

النقاط الحساسة في المفاوضات حول الاحتباس الحراري

بقيت نقاط كثيرة يجب التفاوض حولها حتى الجمعة لابرام الاتفاق العالمي لمكافحة الاحتباس الحراري، وفي ما يلي النقاط الحساسة الرئيسية، حسب مفاوضين وخبراء طرحت عليهم وكالة فرانس برس اسئلتها :

-- ارقام خفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري

ترى الدول النامية ان تعهدات الخفض التي اعلنتها الدول الصناعية ما زالت بعيدة عن الهدف المطلوب.

وتشكل التعهدات التي قطعتها الدول الصناعية حول انبعاثات الغازات حتى 2020 خفضا يتراوح بين 12% و16% بالمقارنة مع انبعاثاتها في 1990، وهي نسبة بعيدة عن 25% الى 40% يرى العلماء انها ضرورية.

واعتبرت الوعود الاميركية (بخفض انبعاثات الغاز 17% في 2020 بالمقارنة مع 2005 -- اي 4% بالمقارنة مع 1990) خصوصا غير كافية من قبل الكثير من الجهات بما فيها الاتحاد الاوروبي.

من جهتها، تحتج الولايات المتحدة على غياب الاجراءات الملزمة للاقتصادات الناشئة الكبرى وخصوصا الصين الدولة الاولى المسببة للتلوث في العالم، وتصر على وضع مقاييس quot;مقارنةquot; بين الجهود.

-- بروتوكول كيوتو

تشعر الدول النامية بالقلق من نقص الاهتمام في المرحلة الثانية من الالتزام بالبروتوكول التي يفترض ان تبدأ في الاول من كانون الثاني/يناير 2013.

ونظرا لاستحالة ابرام اتفاقية ملزمة في كوبنهاغن، تصر هذه الدول على الابقاء على هذه المعاهدة التي تشكل الاداة القانونية الدولية الوحيدة التي تفرض اجراءات ملزمة على الدول الصناعية (باستثناء الولايات المتحدة التي لم تصادق عليها). لكن كندا واليابان واستراليا التي ما زالت بعيدة عن تنفيذ التزاماتها خلافا للاتحاد الاوروبي، مترددة كثيرا حيال ذلك.

-- آلية المراقبة والابلاغ والتحقق من الالتزامات (ام آر في)

ستكون هذه المسألة على الارجح واحدة من اكبر المعارك التي ستدور خلال الاسبوع. فالولايات المتحدة تريد قواعد مشتركة للجميع اي الدول الصناعية والدول النامية.

وتذكر الامم المتحدة من جهتها بان اتفاق بالي الموقع في 2007 ينص على ان تخضع فقط التحركات التي تقوم بها الدول النامية بدعم مالي وتقني دولي لآلية المراقبة هذه.

وقد حذرت الصين من الآن من انها لن تقبل بمراقبة دولية على خططها المناخية المحلية.

-- التمويل

تتطلب مكافحة الاحتباس الحراري عشرات المليارات من الدولارات سنويا اعتبارا من 2013 لمساعدة الدول النامية على الحد من زيادة انبعاثاتها بدون عرقلة نموها الاقتصادي ولدعم تكيف البلدان الاشد هشاشة وفقرا مع المعطيات المناخية الجديدة.

وتقول المنظمة الدولية اوكسفام ان تحقيق التكيف وحده يحتاج الى اربعين مليار يورو في 2016 وستين مليارا في 2020.

وبدأ يظهر شيئا فشيئا توافق على ضرورة تأمين مساعدة مباشرة تتراوح بين خمسة وسبعة مليارات يورو سنويا على ثلاث سنوات، الى الدول الاضعف.

في المقابل لم يبحث في اي مبلغ يقدم على الامد الطويل، لا في شكل التمويل ولا في ادارته.
-- الشكل القانوني لاتفاق مقبل

يفترض ان يستند النص الذي سيقره رؤساء الدول الجمعة الى شكل قانوني وبرنامج زمني يسمح بتحويله بحلول نهاية 2010 الى اتفاق ملزم بما يسمح للبرلمانات الوطنية بالمصادقة عليه ليدخل حيز التنفيذ في الاول من كانون الثاني/يناير 2013.