دمشق: أوضحت مصادر سورية مطلعة أن الوفد الأميركي، المقرب من الإدارة الأميركية الجديدة، الذي زار دمشق في 12 تشرين ثاني/نوفمبر العام الماضي قبيل تنصيب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة، وضم أكاديميين وسياسيين، التقى سوريين مقربين من نظام دمشق. وأشارت إلى أن المحادثات بين الطرفين خاضت في واقع العلاقات بين البلدين وآفاقها المقبلة، ووصفت تلك اللقاءات بأنها quot;كلعبة البينغ بونغ التي ابتدعها هنري كيسنجر مع الصين قبل عدة عقود والتي أدت إلى تطبيع العلاقات الصينية الأميركيةquot; على حد وصفها.
وقالت المصادر إن الوفد الأميركي quot;لم يزر سورية بشكل سري، بل علناً، وحاول معرفة التوقعات العربية من سياسة الرئيس الأميركي (المنتخب عندئذ)، وإمكانية تطبيق شعار التغيير الذي حمله، ونوع العلاقة المرغوبة من الحكومة السورية مع إدارة أوباماquot; وأشارت إلى أن اللقاء جرى في مقر المعهد العربي للعلوم الدولية والدبلوماسية بدمشق وهو معهد دراسي غير رسمي.
وحسب المصادر، فإن الوفد التقى القنصل الأميركي في دمشق واطلع منه على الرؤية السورية للعلاقات مع الولايات المتحدة حسب وجهة نظره، كما التقى سوريين كان ضمنهم السفير والوزير السابق عيسى درويش الذي quot;رد على تساؤلات أعضائه حول السياسة السورية ووجهة نظرها تجاه قضايا المنطقة والدور الإقليمي السوري ورأيها بالسياسة الأميركية التي مارستها إدارة الرئيس بوش ومحاولة فرض الحصار على دمشق وعزلها، وأجاب على أسئلة الوفد التي تناولت موقف سورية من العراق ولبنان ومنظمات المقاومة الفلسطينية وعن العلاقة الأفضل التي ترى عقدها مع الإدارة الجديدة وسبل الوصول إليها وإمكانية عودة الشركات النفطية الأميركية للعمل في البلاد، ورأي سورية في العدوان الأميركي الأخير على بلدة (السكرية) قرب البوكمالquot; .
وأضافت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها أن الجانب السوري quot;أكّد في اللقاء بلسان درويش أنه لا يمثل الحكومة السورية، وعبر عن رأيه بأن سياسة إدارة الرئيس بوش تعاملت باستفزاز وعدوانية مع سورية وسحبت سفيرها من دمشق دون سبب كاف، ورفضت الحوار مقدمة قائمة شروط يتعذر قبولها تهدف للوصول إلى اتفاق إذعان كقطع العلاقات السورية مع إيران ومع المنظمات الفلسطينية ومع حزب الله وتغيير سياستها في لبنان ونمط صراعها مع إسرائيل، ورفضت أي حوار مع سورية حتى بعد أن تغيرت سياستها من هذه القضايا جميعهاquot; .
وتابعت المصادر quot;أكد المشاركون السوريون في الاجتماعات أن دمشق تعمل على التهدئة في المنطقة وهي صادقة في مفاوضاتها مع إسرائيل وتصر على رعاية ومشاركة أميركية في هذه المفاوضات، كما أكدوا أن ليس لدى سورية عداء مسبق للإدارة الأميركية، وترى أن الحوار بين الطرفين هو أفضل السبل لمناقشة جميع القضايا بغية الوصول إلى حلولquot;.
ووفقاً للمصادر، فقد جدد الجانب السوري للوفد الأميركي تأكيده أنه quot;بعد انتخاب أوباما رئيساً للولايات المتحدة فإن سورية تأمل أن تتحسن علاقاتها مع الإدارة الجديدة وأن تقبل هذه الإدارة استئناف الحوار والتعاون معها لحل مشاكل المنطقة كما فعلت فرنسا، ولذلك رحبت الحكومة السورية ببرنامج أوباما وخاصة ما يتعلق منه بالحوار وسحب القوات الأميركية من العراق في إطار جدول زمني محددquot;. وأشارت المصادر إلى أن الجانب السوري أعرب عن أمله أن تساهم زيارة الوفد الأميركي المقرب منه في نقل موقف دمشق من قضايا المنطقة على حقيقته خاصة رغبتها في الحوار وتمتين العلاقات مع الولايات المتحدة وتأكيد الاعتدال في سياستها الإقليمية، هذا الاعتدال الذي مارسته السياسة السورية فعلاً من خلال مواقفها الأخيرة تجاه عديد من القضاياquot; وفق تعبيرها.
وأكدت المصادر أن الوفد الأميركي quot;استمع بإصغاءquot; إلى الموقف السوري وquot;تفهمquot; الحاجات السورية بعد أن تلقى أجوبة شاملة عن أسئلته. وقالت quot;لا شك أن تلك الزيارة أثرت وستوثر بسياسة أوباما الشرق أوسطية وستكون بداية لعلاقات جديدة تتبناها إدارته مع سوريةquot;.
التعليقات