مع وصول شهود منهم من الخارج لمحاكمة 16 من أركان النظام السابق
مؤتمر لإعادة حقوق وجنسيات الأكراد الشيعة العراقيين المهجرين

صفية السهيلي

أسامة مهدي من لندن: قالت النائبة العراقية المستقلة صفية السهيل لإيلاف أن مؤتمراً حول قضية تهجير النظام السابق لآلاف quot; الاكراد الفيلية quot; وهم الاكراد الشيعية العراقيين الى ايران قد اختتم في بغداد بالدعوة الى اعادة الجنسية العراقية اليهم وإعادة الموظفين والعسكريين المفصولين والمطرودين منهم واحتساب مدة تهجيرهم خدمة لأغراض التقاعد واستحقاقهم لمرتبه واستفادة عوائل المتوفين منه موضحة ان المؤتمر أنعقد بالترافق مع محاكمة 16 متهما من اركان ذلك النظام لمشاركتهم في تلك الجريمة حيث استمع الى شهادات عائلات مهجرة حضرت من خارج العراق لتقديم ادلة ضد المتهمين امام المحكمة.

واضافت في اتصال من بغداد ان المؤتمر الذي شارك في اعماله حوالي 700 شخصا يمثلون مختلف الكتل السياسية اضافة الى ناشطي حقوق الانسان وعائلات شهداء الفيليين وانعقد تحت شعار quot; لتبقى مأساة الكرد الفيليين في ضمائر العراقيينquot; وبدأ امس وانتهى اليوم قد اصدر توصيات نطالب بإصدار القوانين النافذة التي تعالج قضية استعادة حقوق الكرد الفيليين المادية والمعنوية وفق أسس قانونية وشرعية بعيداً عن الروتين ودوامة البحث الطويل لتعتمد العدالة والأنصاف والحق.

كما دعا الى التعمق بالتحقيق وكشف حقيقة مصير المغيبين من الكرد الفيليين وتشخيص مقابرهم وأماكن دفنهم بالطرق العلمية وكشف مخطط إبادتهم وترويعهم في العراق و الاهتمام بالمهجرين من الكرد الفيليين في مخيمات إيران والسعي لإعادتهم إلى وطنهم وأهلهم بما يليق بكرامتهم ووطنيتهم وبما يذلل كل المصاعب التي تعوق عودتهم وهم أول المهجرين في العراق.

وقالت ان المؤتمر استمع الى شهادات عدد من الاكراد الفيلية القادمين من خارج العراق للادلاء بشهاداتهم في جلسات محاكمة 16 شخصاً من أركان النظام السابق متهمين في قضية قتل وتهجير الأكراد الفيليين الشيعة في ثمانينيات القرن الماضي.

وتواصل المحكمة الجنائية العليا برئاسة القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن حاليال محاكمة 16 متهماً أبرزهم وزير الدفاع الأسبق علي حسن المجيد الملقب بعلي الكيمياوي ونائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز ووطبان إبراهيم الحسن الأخ غير الشقيق للرئيس السابق صدام حسين وعبد حمود مرافق صدام حسين.

وتتضمن الاتهامات الموجهة الى هؤلاء تهجير الأكراد وإسقاط الجنسية عنهم ومصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة واستخدام قسم منهم في حقول تجارب الأسلحة الكيميائية واستخدامهم دروعاً بشرية في الخطوط الأمامية خلال الحرب مع إيران بين عامي 1980 و1988.

وكان النظام العراقي السابق بدأ مطلع عام 1980 تهجير مئات الالاف من الأسر الكردية الشيعية العراقية بشكل جماعي إلى إيران نتج عنها الكثير من الوفيات والتفريق بين أفراد الأسرة الواحدة وحجز الأبناء المجندين الذين كان مصير معظمهم الاعدام. وبدأت عمليات الترحيل بعد تعرض طارق عزيز الى محاولة اغتيال في بغداد 1980 زار اثرها صدام حسين جرحى العملية في المستشفى فوعد أحد الجرحى بأن يقوم بترحيل كل الأكراد الفيليين. وبعد أسبوع تم استدعاء كل التجار الفيليين في بغداد إلى غرفة تجارة بغداد بغرض الاجتماع معهم ولكنهم فوجئوا باعتقالهم وترحيلهم إلى إيران وكانت هذه بداية التهجير.

وواصلت السهيل حديثها مع quot;إيلافquot; قائلة ان المؤتمر اشار الى انه تخليداً لتضحيات الكرد الفيليين فقد طالب المؤتمر أمانة بغداد إقامة نصب تذكاري لشهداء الكرد الفيليين.. كما دعا الى انصاف وتكريم عوائل الشهداء والمغيبين وتخصيص الرواتب لهم وفق الأسس القانونية وكشف حقيقة المخطط الإجرامي للسلطة السابقة في القضاء على شريحة الكرد الفيليين وتشريدهم ونفيهم ومصادرة حقوقهم المادية والسياسية وكشف الأعمال غير الإنسانية التي مورست ضدهم من خلال المحاكمة التي ينبغي أن تضم الشخصيات والأسماء التي روعت الكرد الفيليين وساهمت في تلك الأفعال الخسيسة ونناشد جميع القنوات الإعلامية والصحف نقل وقائع تلك المحاكمات.

وطالب المؤتمر بتشكيل لجنة من أبناء الكرد الفيلية تقدم مقترحاتها بشأن قضية الجنسية ولجنة تقدم اقتراحها من اجل قضية الملكية وقضية مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة وقضايا الألغام غير المزالة في مناطق الكرد الفيلية وتقدم إلى مجلس النواب ونطالب بجلسة خاصة ليستمع فيها المجلس إلى هذه المقترحات خلال الشهر المقبل. واكد على ضرورة العمل على استقطاب الطاقات والكفاءات العراقية من الكرد الفيليين المهاجرين في شتى أصقاع الأرض والاستفادة منهم ومعالجة مسألة المستمسكات المطلوبة في تعيينهم واستقطابهم. وناشد الجهات المعنية التوجيه بإصدار التعليمات للإسراع بإعادة الموظفين والعسكريين المفصولين والمطرودين منهم واحتساب مدة تهجيرهم خدمة لأغراض التقاعد واستحقاقهم الراتب التقاعدي واستفادة عوائل المتوفين منهم بذلك.

واوضحت السهيل ان المؤتمر دعا لتخويل السفارات العراقية بالخارج بالتعاون مع مؤسسات الكرد الفيلية لتسهيل عملية منحهم جوازات السفر لمراجعة دوائر الدولة العراقية فيما يخص حقوقهم ومستمسكاتهم وشمول عوائل الكرد الفيليين ممن فقدوا معيلهم وشبابهم برواتب الرعاية الاجتماعية بغض النظر عن استكمالهم جميع المستمسكات المطلوبة. كما طالب بإصدار قرار من مجلس النواب quot;يعترف للتاريخ بتلك الصفحة السوداء في تاريخ الإنسانية التي ارتكبها النظام الدكتاتوري البائد من جريمة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية بحق شريحة الكرد الفيليين التي كان يريد إبادتها بسبب موقفها الوطني المناهض للسلطة البائدة والدكتاتورية وبسبب ارتباطها القومي والمذهبي والوطنيquot;.

وخلال المؤتمر الذي اداره الدكتور بختيار امين الخبير بالقانون الدولي الانساني وزير حقوق الانسان الاسبق واشرفت على اعداده النائبتان السهيل وسامية عزيز القيت كلمات قدمها اضافة الى النائبتين كل من : عبد الخالق زنكنه عن التحالف الكردستاني رئيس لجنة المهجرين والنازحين في مجلس النواب وميد مجيد موسى السكرتير العام للحزب السيوعي والنائب عدنان الدنبوس عن القائمه العراقيه والنائبة ازهار السامرائي عن جبهة التوافق وعامر ثامر عن لجنة حقوق الانسان والنائبة سميره الموسوي رئيسة لجنه المراه والاسره والطفل في مجلس النواب وسعدون فيلي ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني ومحمد امين دلوي ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني والشيخ محمد سعيد النعماني من الشخصيات الكردية الفيلية اضافة الى تقديم عدد من افراد عائلات شهداء من الاكراد الفيلية من السيدات اللائي وصلن الى العراق من المهجر لتقديم شهاداتهمالى المحكمه الجنائيه شهادات عن فترة التهجير التي تعرضت لها هذه الشريحة من المجتمع العراقي خلال حقبة الثمانينات.