أسامة مهدي من لندن: وقع رئيسا الوزراء العراقي نوري المالكي ونظيره الاسترالي كيفن راد في كامبالا اليوم على ست مذكرات تفاهم تضع اسسا للتعاون في مجالات الامن وحفظ الحدود والاستثمارات وفي الميادين النفطية والتكنولوجية والزراعية والتعليمية على ان يتم إنجازها قبل منتصف العام الحالي كما اتفقا على آلية لمتابعة تنفيذ هذه الاتفاقيات من خلال عقد إجتماعات سنوية لكبار المسؤولين والذين سيقدمون التقارير الى الوزراء المعنيين ووزيري خارجية البلدين لمتابعة التقدم الحاصل سنويا.

ونصت المذكرات على أن يتم انجازها في موعد لا يتجاوز شهر حزيران (يونيو) المقبل وهي تتضمن مذكرة تفاهم بشأن الامن ومراقبة الحدود وتركز على تعزيز إمكانيات مراقبة وضبط الحدود ودعم وزارة الداخلية العراقية في عملية بناء القدرات في الميدان الجنائي وتكنولوجيا الحامض النووي DNA وتقوية إمكانيات الشرطة. اما المذكرة الاخرى فتتعلق بالزراعة وتركز على تعزيز القدرات العراقية،في مجالات التدريب والبحث والتطوير والتعاون في قطاع التكنولوجيا والدعم الاداري وتعزيز العلاقات التجارية المتعلقة بالزراعة. ومذكرة اخرى بشأن الموارد والطاقة وتركز على التعاون بشأن تطوير صناعة النفط والغاز وتطوير الموارد البشرية والاستثمارات الاسترالية في قطاعي الموارد والطاقة. اما المذكرة التالية فتتعلق بالتعاون التجاري وتضع اسسا لتقوية التجارة والاستثمار بين البلدين وتطوير القدرات العراقية في ميدان التجارة الدولية. كما تتعلق الاخرى بالتعليم والتدريب والبحوث وتركز على التعاون بين المؤسسات التعليمية والزمالات الدراسية في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

اما المذكرة السادسة فهي بشأن الصحة العامة وتركز على التطوير المستمر للنظام الصحي في العراق في مجالات البحوث الطبية والصحة الاولية والعاملين في القطاع الطبي وتوظيف الخبرة الاسترالية لتوفير البنية التحتية لقطاع الصحة. وقد إتفق رئيسا الوزراء في البلدين على آلية لمتابعة تنفيذ هذه الاتفاقيات من خلال عقد إجتماعات سنوية لكبار المسؤولين والذين سيقدمون التقارير الى الوزراء المعنيين ووزيري خارجية البلدين لمتابعة التقدم الحاصل سنويا كما قال القسم الاعلامي العراقي التابع لمكتب المالكي في بيان صحافي الى quot;ايلافquot;.

المالكي يؤكد قدرة القوات العراقية على حفظ الامن بعد رحيل الاميركية

قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مؤتمر صحافي مع نظيره الاسترالي كيفن راد عقب مباحثات بينهما في وقت سابق اليوم ان قوات الامن العراقية قادرة على السيطرة على الوضع في البلاد عندما تنسحب القوات الاميركية وذلك على الرغم من تفجيرات متعاقبة وقعت هذا الاسبوع وأودت بحياة عشرات الاشخاص.

واضاف المالكي الذي بدأ امس زيارة رسمية الى استراليا على رأس وفد رسمي كبير انه عندما يحين موعد انسحاب القوات الاميركية فانه يعتقد ان العراقيين سيكون بمقدورهم السيطرة على الوضع في البلاد. واكد ان القوات العراقية سواء في العمليات القتالية او جمع المعلومات الاستخبارية تتحسن بشكل مطرد. وقال انه على الرغم من quot;العمليات البشعة التي حدثت والعدد الكبير للضحايا فان القاعدة والمتطرفين والارهابيين في العراق فقدوا قدراتهم على مواجهة وتحدي قوات الامن في العراق.quot; ويسعى العراق جاهدا لضمان ان تكون قواته الامنية قادرة على حفظ الامن في شوارع العراق والقضاء على المتمردين المسلحينquot;.

وأكد المالكي حرص الحكومة العراقية على تطوير العلاقات مع استراليا في جميع المجالات بما يخدم مصلحة البلدين وقال quot;بعد أن استعاد العراق مكانته ووضعه الطبيعي في ظل النجاحات الامنية التي تحققت،نتجه اليوم نحو البناء والاعمار وهذا يتطلب وقفة جديدة من قبل الاصدقاء الذين ساندونا في الظروف الصعبة التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية واستراليا من بين هذه الدول التي وقفت الى جانب العراق في حفظ وتحقيق الامن والاستقرارquot;.

وأضاف quot; نحن ننتظر الدور الاسترالي المساند لنا والمجالات جميعها مفتوحة امامكم وبالاخص مجالات الطاقة والزراعة لان العراق بلد زراعي ولكن هذا القطاع عانى الاهمال والتأخير بسبب السياسة الخاطئة للنظام البائد وقد عقدنا العزم وقمنا باطلاق المبادرة الزراعية لتطويرعمل هذا القطاع الحيويquot; . وشكر الحكومة الاسترالية على منحها أكثر من 100 زمالة لتدريب الخبراء الزراعيين العراقيين،داعيا الشركات الاسترالية للعمل في العراق والمساهمة في دعم القطاع الزراعي وبناء المستشفيات التعليمية وتوسيع التبادل التجاريquot;. وقال quot;نريد من خلال هذه الزيارة أن نضع القواعد الاساسية في التعامل بين الوزارات المعنية لاسيما ما يتعلق بجوانب الزراعة والامن والصحة والتعليم وتطوير النفطquot; .

من جهته أشاد رئيس الوزراء الاسترالي بالنجاحات التي حققتها الحكومة العراقية وقدرتها في تثبيت الامن. وهنأ راد المالكي على نجاح إنتخابات مجالس المحافظات،مؤكدا أنها خطوة في طريق تعزيز الديمقراطية . وأكد استعداد بلاده للتعاون مع العراق في مجالات الزراعة والتجارة والصحة والتعليم والامن ،مجددا دعم استراليا للحكومة العراقية والوقوف الى جانبها في كل ما تبذله من أجل أمن واستقرار وازدهار العراق. وقال راد quot;quot;سنقوم بارسال وفد زراعي الى العراق للمشاركة في تطوير القطاع الزراعي واستصلاح الاراضي الزراعية وتطوير مشاريع الري وتوفير الامن الغذائيquot;.

وبعد الاجتماع بين رئيسي الوزراء عقد الوفدان إجتماعا مشتركا تم خلاله مناقشة السبل والاليات التي من شأنها التسريع في عملية الدعم التي تقدمها استراليا لدعم المشاريع الزراعية في العراق واستصلاح التربة ومعالجة شحة المياه. وجرى التأكيد على أن يشمل التعاون شركات القطاع الخاص والمستثمرين للمشاركة في عملية البناء والاعمار وتطوير الاقتصاد العراقي في مجالات الزراعة والتجارة والنفط والصحة و التعليم ومنح الزمالات الدراسية.

.. ويلتقي رئيس واعضاء لجنة الصداقة العراقية الاسترالية

واجتمع المالكي في مبنى البرلمان الاسترالي باعضاء لجنة الصداقة البرلمانية العراقية الاسترالية وقال quot;إن العلاقات بين الحكومتين العراقية والاسترالية تشهد تقدما ملحوظا ونريد لها أن تكون كذلك على مستوى العلاقات البرلمانية وان زيارتنا اليوم تأتي للتأكيد على رغبتنا في توطيد التعاون المشترك بين العراق واسترالياquot;.

وأضاف quot;لقد كان للقوات الاسترالية دور مهم في تثبيت الامن في العراق واليوم نريد ان يكون لاستراليا نفس الدور في عملية البناء والاعمار والباب مفتوح أمام الشركات الاسترالية للعمل والاستثمارquot;. واشار الى ان quot;الحكومة وشعب استراليا مواقف كبيرة في دعم العملية السياسية والديمقراطية في العراق،وان العلاقات الوثيقة بين بلدينا جعلت المسافة الطويلة بيننا قريبة من خلال التفاهم والتعاون المشتركquot;.

من جهتهم أشاد أعضاء لجنة الصداقة البرلمانية العراقية الاسترالية بالتقدم الذي حصل في العراق على مختلف الاصعدة مؤكدين رغبتهم في تطوير العلاقات في جميع المجالات وبما يخدم مصلحة البلدين.

.. كما يلتقي رئيس المعارضة في البرلمان الاسترالي

ثم إلتقى المالكي في مبنى البرلمان الاسترالي اليوم رئيس المعارضة في البرلمان الاسترالي مالكوم ترنبل.

وقال المسؤول العراقي quot;لقد عبرنا عن التطور في العراق من خلال إنتخابات مجالس المحافظات عن طريق البرامج وليس الاشخاص،وأصبح الشيعة والسنة يتعايشون مع بعضهما ولم يعد هناك ذكر للطائفية،ونأمل أن تكون الانتخابات المقبلة بالاتجاه نفسه quot;. وأضاف quot;إن الانتخابات في العراق القائمة على البرامج هي حديثة العهد ،لان السياسة السابقة للبلد كانت على أساس الرجل الواحد وبهذا نستطيع أن نقول ان الشعب العراقي إنتقل وبسرعة نحو البرامج الانتخابية وليس البرامج العرقية أو الطائفية وهذا ما أثبتته الانتخابات الاخيرة بغض النظر عن النتائج التي تحققت لصالح أي جهةquot;.

واشار الى ان quot;الطائفية حالة لم يعرفها الشعب العراقي سابقا، وقد عاد الى وضعه الطبيعي ،و من أجل ذلك دفعنا دماء غالية ،وكانت حكومة الوحدة الوطنية تعمل دائما على تثبيت أسس الوحدة الوطنية وزيادة الوعي بين العراقيينquot;.

من جهته أشاد رئيس المعارضة في البرلمان الاسترالي quot;بالنجاحات التي حققتها الحكومة العراقية في مختلف المجالات،والتي كان آخرها نجاح إنتخابات مجالس المحافظات التي عكست تنامي التجربة الديمقراطية في العراقquot;. بعدها قام رئيس الوزراء العراقي بزيارة مبنى الشرطة الاتحادية الاسترالية والتقى خلالها عددا من الضباط العراقيين الذين يتلقون دورة تدريبية على كشف الجرائم كما زار نصب الجندي المجهول و وضع اكليلا من الزهور عليه. كما التقى عددا من منتسبي وزارة الدفاع الاسترالية الذين خدموا في العراق quot;حيث أشاد بالتضحيات التي قدموها في مواجهة القاعدة والارهابيين والخارجين عن القانونquot;.

وكانت الحكومة العراقية وقعت مع نظيرتها الاسترالية نهاية العام الماضي اتفاقية لسحب القوات الاسترالية من العراق نهاية تموز (يوليو) المقبل . ووقع الاتفاقية وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي عن الحكومة العراقية فيما وقعها نيابة عن الحكومة الاسترالية سفيرها في بغداد روبرت جيمس تايسن . وكانت القوات الاسترالية بدأت العام الماضي عمليات انسحابها من العراق

بمغادرة اول دفعة من افرادها تبلغ 130 جنديا وصلوا إلى بريسبان في إستراليا فعلا .

وكانت الحكومة الاسترالية ارسلت في تموز (يوليو) عام 2003 حوالى 5180 من جنودها إلى العراق كانت تساعد في جهود إعادة الإعمار والتأهيل للمؤسسات العراقية في جنوب البلاد و توفير الأمن للمواطنين في جنوب شرق العراق وخاصة في محافظتي المثنى وذي قار. وسحبت
استراليا قوة قتالية قوامها 550 عسكريا في تموز الماضي وأبقت على قوة تضم الف عسكري من بينها قوة مهام وسفينة للمساعدة في الإشراف على العمليات البحرية وحماية المنصات النفطية في الخليج بالإضافة إلى قوة أمنية وثلاث طائرات نقل في بغداد.

ومن المنتظر ان يقوم المالكي الشهر المقبل بجولة خارجية ستقوده الى روسيا وفرنسا وبريطانيا في خطوة لتحسين علاقات العراق مع هذه الدول والانفتاح عليها . كما ينتظر العراق زيارات قريبة للامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء السوري ناجي عطري.