بحث مع غول واردوغان التصدي لحزب العمال وتفعيل اللجنة المشتركة
المالكي يقطع جولته لتركيا وإيران وسط توقعات بزيارة لأوباما

أسامة مهدي من لندن: عاد إلى بغداد اليوم فجأة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قاطعًا جولة يقوم بها إلى تركيا وإيران وسط أنباء عن زيارة متوقعة للرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما إلى بغداد خلال الساعات المقبلة. وأبلغ مصدر عراقي مطلع quot;إيلافquot; أن المالكي عاد إلى بغداد فجأة قادمًا من انقرة التي زارها امس مؤجلاً زيارة مقررة لإيران اليوم، لكنه تم تأجيلها إلى السبت المقبل. وأشار إلى أنه يتردد في العاصمة العراقية أن عودة المالكي المفاجئة سببها زيارة منتظرة سيقوم بها إلى العاصمة العراقية خلال الساعات المقبلة الرئيس الاميركي المنتخب اوباما الى العراق لمشاركة جنود بلاده احتفالاتهم بأعياد الميلاد لكن ذلك لم يتم تأكيده بعد من قبل الحكومة العراقية حيث ان مثل هذه الزيارات تحاط عادة بسرية تامة حتى وصول الضيف الى الاراضي العراقية .

وكان اوباما زار العراق عام 2007 واطلع على اوضاع القوات الاميركية في العراق البالغ عديدها حوالى 145 الف عسكري وكان اعلن انه سيقوم بسحبها فور انتخابه رئيسًا خلال عام ونصف العام من انتخابه .

واعلنت القوات المتعددة الجنسيات انها قامت بتزويد الحكومة العراقية بقائمة المنشآت والمناطق التي تُستخدم من قِبل القوات الاميركية والتي سيتم تسليمها كما هو مطلوب بموجب الاتفاق الامني العراقي الاميركي في مطلع الاول من كانون الثاني (يناير) عام2009 المقبل كموعد نهائي .
واشارت الى انه تم فعلاً خلال الستة اشهر الماضية بتسليم قوات التحالف اكثر من 30 منشأة ومنطقة للحكومة العراقية .

وتم التخطيط على تسليم حوالى 20 قاعدة الى الحكومة العراقية خلال الستة اشهر المقبلة استجابة للتحسينات الامنية للوضع الامني وقدرات قوات الامن العراقية التي استلمت القيادة الان . ومن خلال اللجنة الوزارية المشتركة التي تقوم بترجمة وتفسير الاتفاق الامني ومتابعة اللجنة المشتركة والتي تقوم الان بمواصلة العمل في اجراءات الموافقة لإعادة المنشآت والمناطق للحكومة العراقية quot;تتم عملية التسليم على درجة عالية من التعاون والضمان حيث تشمل تسليم المنشآت والمناطق التي تريد الحكومة العراقية استخدامها بكل سهولة ويُسر، اضافة إلى ضمانها السيطرة الجيدة على المعدات والمواقعquot; كما قال بيان للقوات .

وهذه اللجنة المشتركة من الحكومة الاميركية العراقية هي لدعم الانسحاب التام للقوات القتالية التابعة للولايات المتحدة من المدن والقرى والبلدات بحلول 30 تموز (يوليو) عام 2009 . كذلك هذا التاريخ مهم لانه سيكون موعد تسليم القائمة الثانية للحكومة العراقية لتغطية الفترة الزمنية و التي ستستمر حتى نهاية الاتفاقية الامنية بحلول 31 كانون الاول (ديسمبر) لعام 2011 .

وفي اطار تنفيذ اتفاقية سحب القوات الاجنبية من العراق انهت الاجهزة الامنية العراقية استعدادتها لتسلم المنطقة الدولية quot;الخضراءquot; التي تضم مقرات الحكومة العراقية والسفارات الاجنبية من القوات الاميركية مطلع العام المقبل . واوضح الناطق باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا في تصريح امس أن اللجنة المشكلة في مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي حول هذا الموضوع قررت تسلم المسؤولية الأمنية في جميع مداخل ومخارج المنطقة الدولية من قبل القوات العراقية. واضاف ان القوات التي ستتسلم المهام الامنية داخل المنطقة الدولية ستجري تدريبات على كيفية استخدام اجهزة الكشف عن المتفجرات والسونار فضلاً عن التعايش مع القوات المشتركة التي كانت مكلفة بحماية المنطقة خلال الاعوام الخمسة الماضية بما يؤمن الاداء المتقن للقوات الامنية العراقية.

وكشف عن اتفاق الجانبين العراقي والاميركي على نقل جميع المعدات والاجهزة المتطورة ومباني السيطرات الالكترونية الى القوات العراقية مؤكدًا ان القوات العراقية ستلغي بعض المداخل غير الضرورية فور تسلمها المهام في المنطقة الدولية بما يؤمن انسيابية دخول وخروج المواطنين والعجلات المختلفة. وبشأن التفاصيل الأخرى المتعلقة بعملية تسلم القوات الامنية العراقية المهام الامنية في المنطقة الدولية اوضح عطا ان جميع التفاصيل سيتم الاعلان عنها خلال مؤتمر صحافي سيعقد خلال حفل انتقال المسؤولية مطلع العام المقبل 2009.

مباحثات المالكي في انقرة

وبحث المالكي في انقرة امس مع الرئيس عبد الله غول ورئيس وزرائه طيب رجب اردوغان تطوير علاقات البلدين السياسية والامنية والاقتصادية ونشاطات حزب العمال الكردستاني مؤكدًا حرص العراق على امن جارته تركيا وتفعيل نشاط المجلس الاعلى للتعاون الاستراتيجي المشكل بين البلديين.

وخلال الاجتماع قال الرئيس التركي مخاطبًا رئيس الوزراء quot;نهنئكم والشعب العراقي على توقيع اتفاق سحب القوات الاجنبية من العراق الذي يشكل الخطوة الاولى لإستعادة السيادة الوطنيةquot; . وأشاد بالجهود التي تبذلها الحكومة العراقية في تثبيت الامن والاستقرار في عموم البلاد . واعرب الرئيس التركي عن ارتياحه للمستوى الذي وصلت اليه العلاقات والتعاون القائم بين البلديين، مؤكدًا على ضرورة منع حزب العمال الكردستاني من الاضرار بهذه العلاقات. وجدد دعمه للحكومة العراقية وحرصه على تطوير العلاقات المشتركة التي تشهد تطورًا ملحوظًا.

ومن جهته اكد المالكي للرئيس غول ان الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلديين تعطي رسالة ايجابية لدول العالم . وقال ان العراق يسعى الى اقامة علاقات جيدة مع دول العالم وجيرانه وفي مقدمتهم تركيا مشددًا على ان الانشطة الارهابية لحزب العمال لا يمكن لها ان تؤثر على العلاقات القوية بين البلديين وان العراق حريص على امن تركيا خاصة بعد ان دخلت العلاقات المشتركة مرحلة جديدة ولن يسمح باتخاذ اراضيه ممرًا او مقرًا على الجارة تركيا .

واضاف المالكي قائلا quot;سنبذل جهودنا لتفعيل اللجان المشتركة التي انبثقت عن المجلس الاعلى للتعاون الاستراتيجي الموقع بين البلديين خلال الزيارة الاخيرة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اوردغان الى بغداد، كما نعمل على تفعيل عمل اللجنة الثلاثية المشتركة مع الولايات المتحدة لتكون اكثر جدية للتصدي للانشطة الارهابية لحزب العمال الكردستانيquot; .

ودعا رئيس الوزراء العراقي الى تنشيط الخطوط الجوية مع تركيا لتشمل المطارات الاخرى بين البلديين وجدد سيادته الدعوة للشركات التركية للعمل في العراق وتوسيع انشطتها في مجال البناء والاعمار وانشاء المستشفيات والمرافق الحيوية الاخرى لما تتمتع به من سمعة طيبة . واكد ان لدى العراق فرصة كبيرة للاتجاه نحو البناء والاعمار بعد توقيع اتفاق سحب القوات الاجنبية والنجاحات الامنية . وشكر المالكي تركيا لدعمها الكبير للعراق والعملية السياسية ولجهودها في مكافحة الارهاب ولوقوفها مع العراق في المحافل الدولية منذ سقوط النظام السابق . وجرى الاتفاق خلال اللقاء على فتح قنصلية تركية في محافظة البصرة .

ثم اجتمع المالكي بعد ذلك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مؤكدًا ان العلاقات العراقية التركية قوية وستتعزز في المجالات الاقتصادية والتجارية والنقل والنفط والكهرباء والاعمار الى جانب التعاون الامني في مكافحة الارهاب والتصدي لحزب العمال الكردستاني، وكل ما يخدم مصلحة الشعبين الجارين وامن واستقرار المنطقة. واضاف ان التبادل التجاري مع تركيا وصل الى ثمانية مليارات دولار وان الشركات التركية تعاقدت على انشاء عشرة مستشفيات في العراق ونحن مصممون على المضي بالبناء والاعمار على الرغم من انخفاض اسعار النفط نتيجة الازمة المالية العالمية .

ومن جهته، اشاد رئيس الوزراء التركي باستتباب الامن وبسط سلطة القانون واستعادة السيادة الوطنية وتوجه الحكومة العراقية نحو البناء والاعمار. وجرى خلال الاجتماع استعراض شامل للعلاقات المشتركة وبحث تفعيل اللجنة الثلاثية، والاتفاق على توسيع التبادل التجاري ووضع اليات لمشتريات لوجستية للجيش العراقي كما تم الاتفاق على تسريع افتتاح القنصلية التركية في البصرة التي طرحت خلال زيارة اوردغان لبغداد الصيف الماضي كما قال بيان لمكتب اعلام المالكي الى quot;ايلافquot; . وقد اتفق الجانبان على تفعيل المجلس الاعلى للتعاون عبر تحديد اجتماعين في بغداد وانقرة سنويًا وان تقوم اللجان الوزارية المنبثقة بعقد اجتماعات متواصلة. وقد اجتمع رئيس الوزراء العراقي ايضا مع وزير الخارجية التركي علي باباجان.

وقال المالكي في تصريح صحافي لدى توجهه الى انقرة امس ان هذه الزيارة تاتي في اطار الاجتماعات الدورية للجنة العليا المشتركة بين العراق وتركيا لتعزيز العلاقات السياسية والامنية والاقتصادية بين البلدين . ويرافق المالكي في زيارته هذه وزراء النقل والتجارة والاعمار والكهرباء اضافة لوزير الدولة للشؤون الخارجية .

ومن المنتظر ان يبحث المالكي في طهران السبت المقبل العلاقات السياسية والامنية والاقتصادية ومساهمة ايران في اقامة مشاريع اعمار في العراق وتزويده بالطاقة الكهربائية . كما ستتضمن مباحثات المالكي الذي سيلتقي الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وكبار مساعديه اتفاقية سحب القوات بين العراق والولايات المتحدة التي يتحفظ عليها الايرانيون حيث سيؤكد quot; ان العراق لا يريد ان يكون ساحة حرب او منطلقًا للاعتداء على دول الجوار وانه لا يرغب في ان تتأثر علاقاته الاقليمية باي احداث جانبية كما قال مصدر رسمي. واوضح ان زيارة رئيس الوزراء الى ايران ستثمر عن تفعيل الاتفاقيات والبروتوكولات المشتركة المتعلقة بالتبادل التجاري والتعاون في مجالات الكهرباء والاعمار والبناء .

وكان رئيس الوزراء العراقي قد زار ايران ثلاث مرات منذ توليه لمنصبه عام 2006 فيما زار تركيا في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2007 . واعلن الرئيس التركي امس انه سيزور العراق الشهر المقبل في زيارة كانت مقررة اصلا اواخر الشهر الحالي لكنها تأجلت لاسباب صحية حيث ستكون الاولى لرئيس تركي للعراق منذ عام 2003.