أسامة مهدي من لندن: دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي القوات المسلحة إلى الاستعداد لتسلم الملف الامني في جميع المحافظات العراقية تمهيدا لانسحاب القوات الاجنبية. وقال المالكي في رسالة الى القوات اليوم لمناسبة نجاح الخطط الامنية في تحقيق امن المشاركين بمناسبة عاشوراء امس ان مراسم هذه المناسبة quot;جسدت هذا العام وحدة الشعب العراقي بجميع اطيافه ومكوناته حين وقف المسيحي الى جانب اخيه المسلم والسني الى جانب اخيه الشيعي وتوحدت المشاعر من اقصى العراق الى اقصاه في استذكار واقعة الطف الخالدةquot;.

وقال quot; وبهذه المناسبة اتقدم بالشكر الجزيل لقوات الجيش والشرطة والاجهزة الامنية والوزارات التي نجحت في تنفيذ الخطة الامنية والخدمية التي ساعدت ملايين الزائرين والمعزين بمناسبة ذكرى استشهاد ابي الاحرار الامام الحسين ( عليه السلام) من اداء مراسم عاشوراء هذا العام بأمان واطمئنان وحرية كما نخص بالشكر المواطنين والهيئات واصحاب المواكب الحسينية الذين ابدوا تعاونا كبيرا او تطوعوا لمساندة اجهزة الدولة وتقديم الخدمات للزائرين في محافظة كربلاء المقدسة وباقي المحافظات في عراقنا العزيزquot;.

واضاف quot;ان هذه النجاحات الكبيرة تأتي في ظل استتباب الأمن والاستقرار وهزيمة الجماعات الارهابية والخارجين عن القانون بعد زيادة اقتدار قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية وتعاون المواطنين معها والنجاح في اخماد نار الفتنة الطائفيةquot;. ودعا العراقيين الى quot;استلهام المعاني العظيمة للثورة الحسينية في تعزيز قيم الاخاء والمحبة والتسامح والسلام لتتظافر كل الجهود في حماية تجربتنا الفتية وبناء دولة المؤسساتquot;.

وطالب المالكي ابناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية الى مواصلة جهودها واستكمال استعداداتها لتكون قادرة على استلام الملف الامني في عموم المحافظات تمهيداً لانسحاب القوات الاجنبية وفق المواعيد التي اقرها اتفاق سحب القوات الاجنبية. وكان المالكي بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة قد شكل لجنة عليا لامن الاحتفالات تضم ضباطا من مكتبه ووزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني من اجل متابعة تنفيذ الخطط الامنية الموضوعة لهذا الغرض.

وقد احيا مليونا عراقي امس مراسم عاشوراء ذكرى مقتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب في مدينة كربلاء عام 61 للهجرة من دون اختراقات امنية. وشارك في مراسم احياء عاشوراء بكربلاء (110 كم جنوب بغداد) مليونا زائر بينهم حوالي 60 ألف زائر أجنبي من جنسيات مختلفة أوربية وآسيوية وخليجية وافريقية. كما اقيمت في مدن العراق المختلفة وخاصة في النجف وبغداد مراسم عزاء مشاهمة بمشاركة مئات الالاف من الاشخاص.

وجرت المراسم وسط اجراءات امنية مشددة حيث تم حشد 34 الف عسكري بينهم 400 قناص واحاطة المدينة بثمانية اطواق مسلحة للتفتيش والمراقبة بحماية الطائرات فيما انتشرت على جانبي الطرق الرئيسية المؤدية الى المدينة عشرات الخيم لاستقبال الوافدين الذين وصل معظمهم سيرا على الاقدام وتقدم لهم الطعام والماء وتسمح لهم بالاستراحة من عناء المسير.

وقد اتشحت مباني المدينة بالسواد وعلت اصوات الطبول والاذكار الحزينة التي تستعيد مشاهد واقعة الطف حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد ابن معاوية الامام الحسين و72 من انصاره وال بيته عام 61 لللهجرة الذي صادف عام 680 ميلادية. وانتشرت في شوارع المدينة عشرات المواكب التي احتشد حولها رجال يرتدون ملابس سوداء ويمارسون طقوس اللطم والضرب بالسلاسل على وقع اقوال حزينة. وتسير مواكب من الشبان في خطين متوازيين يلطمون بالزنجيل على وقع الطبول بينما يردد احدهم قصائد تروي مشاهد موقعة الطف.

كما تم نصب سرادقات واقامة مواكب وطهي الطعام وتوزيعه على الفقراء وهو تقليد اعتاد عليه الشيعة في يوم عاشوراء من كل عام. وسار في المواكب أشخاص يرتدون ملابس سوداء وتغطي رؤوسهم عصائب سوداء وخضراء ويضربون أجسادهم بسلاسل حديدية على وقع أصوات الطبول فيما قام آخرون بعروض مسرحية في الشوارع تحكي واقعة الطف وتحظى بتعاطف الناس المحتشدين في المدينة.