أسامة مهدي من لندن: بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية دوغلاس السكندر مساهمة بلاده في عمليات الاستثمار ومستقبل القوات البريطانية في العراق .. في وقت اعلنت وزارة الداخلية العراقية انها بدأت استعدادات لتسلم الملف الامني من القوات المتعددة الجنسيات في العاصمة بغداد.

وخلال اجتماعه مع الوزير البريطاني في بغداد اليوم اكد المالكي على اهمية تطوير العلاقات بين العراق وبريطانيا وزيادة التعاون في جميع المجالات . وقال quot;إن العراق وبريطانيا تعاونا في مجال مكافحة الارهاب واليوم نتعاون في التنمية والاستثماراتquot; . ودعا الشركات البريطانية للمساهمة في عملية الاستثمار في البصرة وباقي المحافظات كما نقل بيان صحافي عن المكتب الاعلامي للمالكي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه.

وجرى خلال الاجتماع بحث مستقبل القوات البريطانية في البصرة في إطار اتفاقية بين البلدين تنظم عملية الإنسحاب. ومن جهته جدد الوزير البريطاني quot;دعم بلاده للحكومة العراقية وللإنجازات التي حققتها في الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية واستعدادها للمساهمة في جهود البناء والاعمار التي يشهدها العراقquot;.

وكان مفاوضون عراقيون وبريطانيون قد بدأوا مؤخرا مباحثات تستهدف توقيع اتفاقية طويلة الامد بين البلدين حول وضع القوات البريطانية في العراق بعد انتهاء تفويض مجلس الامن لها بالتواجد على اراضيه مع نهاية العام الحالي وتحويل المهمات الامنية لها الى تدريبية واقتصادية وتجارية وطبية وثقافية وتعليمية مع بداية العام المقبل.

وفي وقت سابق أكد وزير الدفاع البريطاني الجديد جون هوتون أن قوات بلاده تتجه نحو أنهاء مهمتها في العراق أوائل العام المقبل بشكل سيسمح بإجراء سحب كبير من تشكيلاتها البالغ قوامها أربعة الاف فرد. وقال quot;لدينا مهمتان محددتان وواضحتان جدا في العراق وهما تدريب فرقة من الجيش العراقي وستستكمل تقريبا أوائل العام المقبل وكذا تسليم مطار البصرة الى السلطات العراقية بنهاية العام الحالي.

واشار الى انه يمكن توقع سحب كبير للقوات البريطانية من مدينة البصرة في جنوب العراق بحلول منتصف عام 2010 وهو الموعد النهائي لرئيس الوزراء البريطاني غوردون براون للدعوة إلى انتخابات عامة حيث كان براون قال في تموز (يوليو) الماضي إنه يتوقع quot;تغيرا أساسيا لمهمةquot; قوات بلاده في العراق أوائل العام المقبل.

وتعتبر بريطانيا الشريك الأكبر للولايات المتحدة الأميركية بحرب العراق في آذار (مارس) عام 2003 وكانت قواتها المشاركة في الحرب والبالغة 45 الف عسكريا هي الثانية من حيث الحجم بعد الاميركية ثم خفضت الى 7500 فرد بعد انتهاء الحرب كما تم سحب أكثر من نصفهم العام الماضي من جنوب العراق ولم يبق منهم سوى 4100 جندي في القاعدة البريطانية قرب مطار البصرة الواقع في شمال المحافظة.

ومن جهة اخرى بغداد: قالت وزارة الداخلية العراقية انها بدأت اليوم الخميس استعدادتها لتسلم الملف الامني لمحافظة بغداد من القوات متعددة الجنسيات، لتكون المحافظة 14 التي تتسلم ملفها الامني بعد واسط. وأوضح اللواء الركن عبد الكريم خلف مدير مركز القيادة الوطني في الوزارة ان وزاته ldquo;بدأت اليوم استعداداتها لتسلم الملف الامني في العاصمة بغداد من القوات متعددة الجنسيات لفرض سيطرة القوات الامنية العراقية على كافة مناطق واحياء العاصمةrdquo;.

وكانت محافظة واسط تسلمت الاسبوع الماضي ملفها الامني من القوات متعددة الجنسيات، حيث باتت السلطات العراقية تسيطر على اكثر من ثلثي المحافظات بعد اكثر من خمس سنوات ونيف على سيطرة القوات الأميركية، إذ لم يبق سوى العاصمة بغداد وديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى.

ولم يحدد خلف في تصريحه الذي بثته وكالة quot;اصوات العراقquot; موعد تسلم محافظة بغداد ملفها الامني الا انه قال أن quot;بغداد محافظة كبيرة من حيث المساحة والسكان، فضلا عن وجود كافة المؤسسات والمراكز الرسمية فيهاquot;. وأضاف ان ldquo;أمر تسلم الملف الامني يحتاج الى وقت، غير ان الوزارة بدأت استعداداتها بعد ان تسلمت عدد من الاحياء منها الكاظمية والصالحية والكرادة، فيما سيتم تسلم بقية المناطق بالتتابع لحين استلامها رسمياrdquo;.