أسامة مهدي من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان استذكار العراقييين لفاجعة حلبجة اليوم يؤكد الاصرار على رفض عودة الدكتاتورية وسياسات التمييز القومي والديني والمذهبي والاقصاء والتهميش في وقت وقف العراقيون في انحاء البلاد دقيقة صمت حزنا على ضحايا المدينة التي ضربت بالاسلحة الكيمياوية .

واضاف المالكي في كلمة له ان احياء العراقيين الذين عانوا من السياسات الوحشية للنظام البائد لذكرى مرور 21 عاما على جريمة قصف مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي عام 1988 وابادة الالاف من المدنيين العزل في فاجعة هزت ضمير الانسانية يؤكد الوجه القبيح للنظام الدكتاتوري البغيض . وقال quot;ان استذكار هذه الفاجعة الأليمة كل عام وفضح ممارسات ازلام النظام الصدامي يؤكد اصرارنا على رفض عودة الدكتاتورية وسياسات التمييز القومي والديني والمذهبي والاقصاء والتهميشquot; . وقال quot;وان شعبنا الذي يقف اليوم اجلالا للشهداء سيمضي قدما نحو بناء دولة المؤسسات على اسس الدستور الديمقراطية واحترام الرأي والرأي الاخر ويتطلع الى مستقبل ترسمه الاصابع البنفسجية وصناديق الاقتراع وتطوى فيه صفحة القمع والاستبداد والدكتاتورية الى الأبدquot; .

واشار الى ان الذين ارتضوا لأنفسهم ان يكونوا ادوات قتل وابادة وملأوا ارض العراق من شماله الى جنوبه مقابر جماعية يقفون اليوم امام العدالة لينالوا جزاء ما اقترفت ايديهم من جريمة قتل وابادة جماعية لم يشهد لها التاريخ مثيلا . واشار الى ان quot;تحقيق العدالة يمثل جزءا من الوفاء للضحايا الابرياء من النساء والاطفال والشيوخ من ابناء الشعب الكردي العزيز الذي عانى الأمرين على يد ازلام النظام السابقquot; .

وفي وقت سابق اليوم وقف العراقيون في انحاء البلاد دقيقة صمت حدادا على ضحايا مدينة حلبجة العراقية الكردية في الذكرى 21 لقصفها بالاسلحة الكيمياوية من قبل النظام السابق فيما دعت رئاسة اقليم كردستان الى تعويض سكان المدينة عن الأضرار البشرية والمادية والنفسية التي أصابتهم رجراء ذلك .

وقد دعت الامانة العامة لمجلس الوزراء العراقي المواطنين اليوم لاحياء ذكرى فاجعة حلبجة بالوقوف دقيقة صمت حدادا على ضحاياها في ذكراهم الحادية والعشرين حيث كانت قد قصفت بالكيمياوي عام 1988 .

وتؤكد المصادر الطبية في المدينة ان نسبة كبيرة من سكانها يعانون من مشاكل صحية منها امراض السرطانات وضيق التنفس وتشوهات خلقية الى جانب وجود نسبة كبيرة من النساء يعانين من مشكلة الاجهاض ويعاني الكثير من سكان المدينة. وتعرضت مدينة حلبجة (83 كم جنوب شرق السليمانية) في 16 آذار(مارس) عام 1988 للقصف بالأسلحة الكيمياوية من قبل النظام السابق ما أدى، بحسب الإحصاءات الكردية الى مقتل خمسة آلاف مدني وجرح عشرة آلاف آخرين من سكان المدينة.

وقالت رئاسة اقليم كردستان في بيان اليوم ان هذه الفاجعة التي أصبحت رمزا لمظلومية وصمود شعب كوردستان كما كانت في الوقت نفسه لطخة عار في جبين النظام الدكتاتوري السابق .

واضافت ان هذه الذكرى تمر هذا العام quot;في وقت تشهد حلبجة الشهيدة المزيد من الإعمار على يد أبنائها المناضلين وحكومتهم المنتخبة كما ألقي المجرمون الذين جروا تلك الكارثة على هذه المدينة البطلة وكانوا ينوون أن يفعلوا الأمر نفسه مع جميع مواطني كردستان ومدنها في مزبلة التاريخ حيث نال بعضهم العقاب الذي كانوا يستحقونه ويقف الآخرون أمام محكمة مستقلة أذلاء في قفص الاتهام، ينتظرون مصيرهم وحكم المحكمةquot;.

وقالت quot; أن حلبجة تشهد اليوم تطورا وإعمارا ملحوظا بعد الكوارث والدمار الذي شهدته إلا أنها مازالت تحتاج الى المزيد حتى يتم تعويضها عن الأضرار البشرية والمادية والنفسية التي أصابتها جراء هذه الفاجعةquot;.

وشددت رئاسة الاقليم على ضرورة حشد quot;جميع الطاقات لتقديم أفضل الخدمات للمدينة وكسب الدعم الاقليمي والدولي لقضيتها حتى يتم تعريفها كقضية إبادة جماعية وتعويض ذوي وعوائل الشهداء ومعالجة المصابين بالأسلحة الكيماويةquot; . واكدت انها تواصل جهودها لتقديم جميع الشركات والجهات التي ساعدت النظام السابق في تنفيذ الجريمة البشعة.

يذكر ان عددا من رموز النظام السابق يمثلون حاليا امام المحكمة الجنائية العراقية العليا حيث يحاكمون بتهمة المشاركة في الاعداد والتنفيذ لقصف حلبجة بالاسلحة الكيمياوية .