لندن: تواجه بريطانيا ارتفاع خطر تعرضها لهجوم ارهابي كيميائي او حتى نووي بحسب ما اعلن مسؤولون الثلاثاء، مما يضاعف تهديد المتطرفين في باكستان والصومال.
وكشف المسؤولون عن استراتيجية جديدة لمكافحة الارهاب، مؤكدين ان تنظيم القاعدة يشهد ضعفا، لكنهم حذروا من تفاقم خطر الناشطين quot;التلقائيينquot; والهجمات بالاسلحة الكيميائية والبيولوجية او حتى الذرية.
وقال وزير الداخلية جاكي سميث quot;الاحتمال موجود (بوقوع هجوم مماثل)، نظرا الى الوضع الدولي، ونعتقد ان بعض الارهابيين الدوليين لديهم تلك الطموحاتquot;.
ونشرت الاستراتيجية الجديدة في وثيقة من 174 صفحة هي الاولى الرسمية التي ؤفعت عنها السرية وتتضمن تقييما رسميا للخطر الارهابي الذي يهدد بريطانيا، وتسرد تاريخ التهديد وتوقعات تطوره.
وزادت بريطانيا الحليفة الرئيسية في الحرب الاميركية على الارهاب التي بدأت عقب اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، من مستوى الانذار على اراضيها منذ اعتداءات لندن الانتحارية في تموز/يوليو 2005 التي اودت بحياة 52 شخصا اضافة الى المهاجمين.
كما تم تكثيف الاجراءات الامنية بعد فشل هجمات بالسيارات المفخخة في لندن وغلاسكو بعد ايام على تولي رئيس الوزراء غوردن براون منصبه في العام 2007.
وشدد مسؤول رفيع في وزارة الداخلية على المخاطر التي تشكلها باكستان والصومال، بالاضافة الى اليمن ودول افريقيا جنوب الصحراء، معتبرا انها تطرح اشكالية بسبب انعدام استقرارها نسبيا.
وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه quot;باكستان موجودة في كافة نواحي هذه الاستراتيجية تقريباquot;، مشيرا الى quot;ضرورة ايلاء اهمية كبرى لحجم الجهود الضخمة التي نبذلها (في باكستان)quot;.
وقال quot;لدينا برامج تعاون واسعة مع السلطات الباكستانية، والحكومة الجديدة ... ونحن مهتمون كثيرا بالعمل معهاquot;.
وتعرضت باكستان لموجة واسعة من التطرف في الاشهر المنصرمة بما فيها عملية انتحارية امام مركز للشرطة في اسلام اباد الاثنين ادت الى مقتل شرطي وجرح ثلاثة اشخاص.
وشهدت باكستان، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، نحو 200 هجوم انتحاري وتفجيري اسفرت عن مقتل اكثر من 1600 شخص منذ هجوم القوات الحكومية على المسجد الاحمر في اسلام اباد في تموز/يوليو 2007.
وردا على سؤال حول اي دول اخرى نالت المزيد من الاهتمام من منظار مكافحة الارهاب منذ نشر الاستراتيجية الاخيرة العام 2006، اورد المسؤول كلا من الصومال واليمن ومالي والنيجر.
واضاف quot;لا اعتقد اننا انتهينا من القلق بشان العراق، وما زلنا بالتاكيد نخشى بشان افغانستانquot;.
وتوقعت الاستراتيجية انه وعلى الرغم من quot;ترجيح تفكيكquot; القاعدة نفسها، فان ايديولوجيتها ستدوم مما قد يزيد من عدد الجماعات الارهابية quot;التلقائية النشأةquot;.
وافاد النص ان quot;الشبكات والمجموعات المرتبطة بالقاعدة ستتمتع بالمزيد من الاستقلاليةquot;، مضيفا quot;مع تغير بنية القاعدة، قد يتجه الخطر الارهابي في بريطانيا وضدها نحو منظمات اصغر تلقائية النشأةquot;.
وحذرت الاستراتيجية الجديدة ايضا من ان quot;منظمات ارهابية معاصرة تسعى الى استخدام اسلحة كيميائية وبيولوجية ومشعة وحتى نوويةquot; مع تكنولوجيات حديثة اضافة الى تهريب تلك الاسلحة quot;ما يجعل تجسيد تلك المساعي الى افعال اكثر احتمالا مما كان عليه في الماضيquot;.