تقارب متسارع بين القاهرة وبغداد وسفير مصر يعود قريباً
أبو الغيط يبحث مع أكرم الحكيم تطورات المصالحة العراقية

نبيل شرف الدين من القاهرة: وسط خطوات متسارعة في إيقاع اللقاءات المشتركة بين مسؤولين عراقيين ومصريين، بحث وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط يوم الأربعاء مع أكرم الحكيم وزير الدولة لشؤون الحوار الوطني العراقي تطورات المصالحة العراقية ومسار الأوضاع في العراق، فضلا عن العلاقات الثنائية بين البلدين. وعقب اللقاء كشف الوزير العراقي عن أنه من المقرر أن يقوم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بزيارة إلى مصر قريباً، بغرض التوقيع على اتفاق التعاون الاستراتيجي بين مصر والعراق. وعما إذا كانت المباحثات قد تناولت موضوع إعادة السفير المصري إلى العراق، قال الحكيم إن هناك مستلزمات في طريقها للإنجاز في بغداد، موضحا أن القرار بالتحالف الاستراتيجي بين مصر والعراق قرار اتخذ على مستويات عليا وأن هناك خطوات عملية لإعداد مبنى السفارة المصرية ومستلزمات تحرك كادر السفارة وهي في طريقها الى التحقق في القريب العاجلquot;، على حد تعبير الوزير العراقي.

وعقدت اللجنة المصرية -العراقية المشتركة سلسلة اجتماعات الشهر الماضي في القاهرة، بمشاركة ما يربو على ثلاثين مسؤولاً من وكلاء كافة الوزارات العراقية ونظرائهم من الجانب المصري. أما في ما يتعلق بمسألة أوضاع المصريين في العراق، فإن مصادر وزارة الخارجية المصرية تقول إن التقارير التي تلقتها مؤخرا أفادت بأن المصريين في العراق مستقرون، واندمج معظمهم في المجتمع العراقي، وتشابكت مصالحهم هناك، ومعظمهم يرفضون العودة الى مصر، وبينما قدر الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء عدد المصريين المقيمين في العراق بنحو 65 ألف شخص، فإن مصادر في منظمات حقوقية تقدرهم بنحو 150 ألف شخص، هم من تبقى من ثلاثة ملايين كانوا يعملون هناك قبل اندلاع حرب الخليج الثانية، وما أعقبها من حصار دولي على نظام صدام حسين حتى إزاحته عن حكم العراق على النحو المعروف للكافة.

مؤشرات التقارب

وصرح المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي بأن الوزير أبو الغيط أوضح خلال اللقاء طبيعة المساعي المصرية لتوطيد العلاقات الثنائية مع العراق والتأكيد على الطابع العربي له، مشيراً إلى ما قامت به القاهرة على هذا الصعيد وخاصة زيارة وزير الخارجية إلى بغداد في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي ثم انعقاد اللجنة المشتركة (المصرية ـ العراقية) بحضور ما يزيد على ثلاثين مسؤولا عراقيا في القاهرة منتصف آذار (مارس) الماضي، فضلا عن المشاورات الجارية للاتفاق على ترتيبات عودة البعثة المصرية الى بغداد.

من جانبه، أشار الوزير العراقي أكرم الحكيم إلى ما شهده العراق من تقدم في ميادين عدة، منوها بالمشاركة الكبيرة للعراقيين من مختلف مشاربهم في انتخابات المحافظات التي عقدت في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، حتى أن المحافظات التي كانت من الأكثر اضطرابا من الناحية الأمنية شهدت نسبة مشاركة أعلى من مثيلاتها في الوسط والجنوب.

وأضاف الوزير العراقي أن هناك دلالة كبيرة أخرى للتقدم بالعراق تتصل بنوعية الخطاب الذي طغى على الانتخابات الأخيرة، إذ رفعت خلالها شعارات أكثر واقعية ووطنية مما كان عليه في السابق. وردا على ما أعرب عنه وزير الخارجية المصري من قلق حيال ما شهده العراق خلال الأيام الماضية من عمليات عنف بل ومواجهات بين القوات الأمنية وبعض عناصر مجالس الصحوة فى بغداد، أشار أكرم الحكيم إلى أن هناك من يسعى إلى إرباك ما تحقق من تقدم على الصعيدين السياسي والأمني.

وقال أكرم الحكيم إن اللقاء تناول التطورات الأخيرة على الساحة العراقية، كما تطرق أيضاً إلى التجربة الناجحة لانتخابات مجالس المحافظات، وأشار إلى إمكانية الاستفادة من دروسها لتطوير نوع وطبيعة المشاركة فى الانتخابات النيابية والمقررة نهاية العام الجاري.

واختتم الحكيم تصريحاته بالإشارة إلى أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط زار بغداد منذ عدة أشهر وننتظر قدوم وفود أخرى، معربا عن اعتقاده في ضوء ما وعد به الوزير أبو الغيط بقدوم عدد من أركان الخارجية المصرية الى بغداد قريباً، وquot;نحن نسير على الطريق لإحداث تطوير كبير في العلاقات.. ومن يلاحظ طبيعة وحجم الوفود المتبادلة بين البلدين في الأشهر القليلة الماضية يمكنه ملاحظة هذا التطور الكبيرquot;.