جايابورا: بدأ الناخبون في اندونيسيا الادلاء بأصواتهم يوم الخميس في انتخابات برلمانية رغم ان بداية الانتخابات التي ينظر اليها على انها مهمة لمواصلة الاصلاحات في أكبر اقتصاد في جنوب شرق اسيا شابتها اعمال عنف الليلة الماضية في اقليم بابوا. وخيم جو من التوتر على الانتخابات في بابوا الواقعة في اقصى شرق البلاد حيث فتحت مراكز الاقتراع ابوابها أولا.

وقالت الشرطة ان ستة اشخاص على الاقل قتلوا واحرقت عدة مبان من بينها جامعة في مدينة جايابورا عاصمة الاقليم بعد هجمات على عدة مواقع للشرطة شنها مسلحون وحشد يطلق السهام ويرشق قنابل حارقة. وقال باجوس ايكودانتو رئيس الشرطة في بابوا quot;المسلحون والمجموعات الاخرى حاولوا افشال الانتخابات.quot; ودعا الي الهدوء.

وتصاعد التوتر في بابوا -حيث تتأجج حركة انفصالية منذ عقود- في الاسابيع القليلة الماضية ودعا بعض سكان الاقليم الى مقاطعة الانتخابات. ووفقا لاستطلاع للرأي نشر مؤخرا فان من المتوقع ان يفوز الحزب الديمقراطي الذي ينتمي اليه الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو بمعظم المقاعد في الانتخابات البرلمانية ليرفع حصته من الاصوات من 7.5 في المئة في 2004 الي ما يصل الى 29 في المئة.

وسيمهد ذلك الطريق امام يودويونو -وهو جنرال سابق مؤيد للاصلاح- للترشح لاعادة انتخابه في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في يوليو تموز وهو ما سيعطيه على الارجح تفويضا أكثر قوة لمواصلة سياساته الداعمة للاستثمار واصلاح مؤسسات مثل الهيئة القضائية والجهاز الاداري والشرطة.

وينظر الي الانتخابات البرلمانية على انها استفتاء على اداء يودويونو خصوصا فيما يتعلق بالتصدي للفساد واستعادة النمو الاقتصادي. واشارت استطلاعلات للرأي مؤخرا الى ان يودويونو يتمتع بتأييد يتراوح بين 45 الي 52 في المئة.

ويودويونو هو أول رئيس لاندونيسيا ينتخب في انتخابات مباشرة والاول الذي يكمل فترة ولاية مدتها خمس سنوات منذ أن اضطر الرئيس الاسبق سوهارتو الى التنحي في 1998 . وجلبت ادارة يودويونو نموا اقتصاديا قويا وسلاما وهدوءا نسبيا الى أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان والتي يوجد بها اقليات دينية كبيرة.

لكن مكافحة الفساد المستشري في واحدة من أكثر دول العالم فسادا أظهرت انها أكثر صعوبة. والانتخابات البرلمانية في اندونيسيا ممارسة ضخمة للديمقراطية في وجود أكثر من 170 مليون ناخب لهم حق الاقتراع منتشرين في ارجاء ارخبيل واسع يتألف من حوالي 17 ألف جزيرة.