موسكو: استغل الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف مقابلة مع صحيفة روسية معارضة نشرت اليوم الاربعاء في انتقاد فكرة مبادلة الرخاء بالحرية التي يقول البعض انها كانت العلامة المميزة لحكم الرئيس السابق فلاديمير بوتين. ويراقب المتابعون للكرملين والمستثمرون عن كثب العلاقة بين الزعيمين بعد تكهنات باحتمال حدوث تباعد بين الحليفين.

وفي مقابلة مع صحيفة نوفايا جازيتا أبدى ميدفيديف موقفا مغايرا عن موقف سلفه قائلا انه لم تكن هناك حاجة لتكييف الديمقراطية وفقا لاوضاع روسيا بعد الفوضى التي سادت في التسعينات.
ورفض ميدفيديف فكرة أن الروس كانوا سعداء بتخليهم عن حقوقهم مقابل الرخاء وهو رأي ساد في الاوساط الحاكمة في موسكو خلال سنوات الانتعاش تحت رئاسة بوتين.

وقال ميدفيديف في المقابلة وهي أول مقابلة مع صحيفة روسية منذ أدائه اليمين الدستورية لتولي الرئاسة في مايو ايار عام 2008 quot;لا يمكن وضع الاستقرار والحياة التي تتسم بالرخاء مقابل مجموعة من الحقوق السياسية والحريات.quot;لا يمكن وضع المؤسسة الديمقراطية مقابل الرخاء.quot;

وقال الكرملين ان ميدفيديف وافق على هذه المقابلة كلفتة تضامن مع الصحيفة التي قتل اثنان من صحفييها خلال السنوات الثلاثة الماضية. وكانت الصحفية انا بوليتكوفسكايا تعمل في نوفايا جازيتا عندما قتلت بالرصاص عام 2006. كما قتلت الصحفية اناستاسيا بابوروفا في يناير كانون الثاني. ومن المرجح أن يزيد اختيار صحيفة نوفايا جازيتا التي تنتقد المسؤولين بسبب الفساد وانتهاكات حقوق الانسان تكهنات بشأن التناقض بين ميدفيديف وبوتين الذي يشغل الان منصب رئيس الوزراء.

ومضى ميدفيديف يقول انه اختار هذه الصحيفة لانها لم quot; تتملقquot; أحد قط. ولامت الصحيفة بوتين على قمع الحريات ولم يجر معها أي مقابلة. وأجرت الصحيفة مقابلة مع سلف بوتين الرئيس بوريس يلتسين الذي استقال عام 1999. وقال ميدفيديف ان روسيا ليست في حاجة للتلاعب بالديمقراطية التي قال انها مفهوم عالمي.

وصرح بوتين مرارا بأن هناك حاجة لتعديل الديمقراطية تبعا للظروف الروسية كما قال فلاديسلاف سوركوف النائب الاول لرئيس موظفي الكرملين والعقل المدبر لشؤونه السياسية ان من الضروري أن quot;تديرquot; السلطات الديمقراطية. وقال ميدفيديف quot;لا أعتقد أننا في حاجة الى اصلاح الديمقراطية.quot;

ورفض ميدفيديف استدراجه لقضية المحاكمة الجديدة لرجل الاعمال الروسي ميخائيل خودوركوفسكي الذي يواجه اتهامات من الممكن أن تبقيه في السجن 22 سنة أخرى. ومزح ميدفيديف بشأن بيانات الدخل التي طلب من كبار المسؤولين الكشف عنها حين سأل رئيس تحرير الصحيفة ديمتري موراتوف عما اذا كان قد تمتع بقراءتها. وقال ميدفيديف الذي لم يذكر بوتين في المقابلة ان على كبار المسؤولين الاصغاء أكثر للمجتمع المدني.