إسلام أباد: فيما يحكم مسلحون ينتمون لحركة طالبان باكستان قبضتهم على المناطق التي استولوا عليها بالقرب من إسلام اباد، أرسلت السلطات الباكستانية الخميس القوات شبه الحكومية إلى تلك المناطق، بهدف حماية المدنيين وممتلكاتهم، وفقاً لما ذكره الجنرال آثار عباس، المتحدث باسم الجيش. وقالت السلطات إنه سيتم نشر قوات تابعة لفيلق الحدود شبه العسكرية في المنطقة، فيما تعرضت حافلة تقل عدداً منهم لنيران أسلحة مصدرها عناصر طالبان، ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة آخر.

وكشف نائب المفتش العام في شرطة مقاطعة بونر، أرسلان خان، أن المسلحين سيطروا على المحاكم وصادروا وثائقها. وكانت مليشيات quot;طالبان الباكستانيةquot; قد بلغت تخوم العاصمة الباكستانية، بعد إعلانها الأربعاء عن سيطرة مقاتليها على منطقة تبعد عن إسلام أباد 60 ميلاً، وفق مزاعم الحركة. وقال مولانا محمد خليل، إن عناصر الحركة سيطرت على مقاطعة quot;بونرquot;، بهدف ضمان التطبيق الكامل للشريعة الإسلامية.

وأضاف، وهو يشير لعناصر مدججة بالسلاح تقوم بدوريات أمنية في الشوارع: quot;مصدر قوتنا في هذه المئات.quot; ويأتي التوسع الجديد للحركة بعد الموافقة على تطبيق الشريعة في وادي quot;سواتquot; الأسبوع الماضي، في إطار اتفاق سلام مع الحكومة الباكستانية، في خطوة يرى خبراء أن إذعان إسلام أباد أدى لتعزيز موقف طالبان وتقويتها.

وكان الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري، قد سلم في فبراير/ شباط الماضي، بأن حكومته تخوض صراعاً من أجل البقاء في مواجهة طالبان، مقراً بتساهل حكومته في التصدي للحركة المتشددة، والإخفاق في تقدير التهديدات التي تمثلها. وفي أعقاب ذلك، حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، من أن باكستان في خطر محدق يتمثل في سقوطها في أيدي الإرهابيين، بسبب فشل سياسات حكومة إسلام أباد، داعية إياها بضرروة التصدي لذلك.

وأضافت الوزيرة أمام لجنة الشؤون الخارجية الكونغرس الأميركي، أنها quot;تعتقد أن الولايات المتحدة لا تستطيع التقليل من أهمية الخطر المصيري المحدق بباكستان، خاصة وأنها حركة طالبان أصبحت الآن على مشارف البلاد، حيث تسعى للإطاحة بنظام الحكم في إسلام أباد.quot;