القاهرة: تقول جماعة الاخوان المسلمين في مصر التي يجري استبعادها بشكل متزايد عن التيار السياسي الرئيسي في البلاد انها لن تخاطر بالدخول في مواجهة مفتوحة مع الدولة بالخروج الى الشوارع في مظاهرات على نطاق واسع كي تسحقها قوات الامن. وقال محمد حبيب نائب المرشد العام لاقوى جماعة معارضة في مصر ان الاخوان المسلمين لن يخاطروا بخوض مثل هذا المسار بدون تمتعهم بالمزيد من التأييد الشعبي الملموس وفي وجود اهداف واضحة.

وتنتقد جماعات معارضة صغيرة في احيان كثيرة عدم رغبة الاخوان المسلمين الذين يقولون انهم يسعون لاقامة دولة اسلامية من خلال الوسائل الديمقراطية في استخدام مواردهم للدعوة بصورة انشط الى التغيير في اكثر الدول العربية تعدادا للسكان. وقال حبيب لرويترز في مقابلة جرت في الاسبوع الحالي ان خروج الاخوان المسلمين وحدهم ليسحقهم جهاز الامن او الجيش غير وارد.

وقال هذا كلام عن الفوضى وهذا ما لا يقبله احد بالاضافة الى حقيقة انه يمكن للغوغاء استغلال ذلك لتخريب الممتلكات العامة والخاصة. لكن حبيب الذي قامت جماعته بدور مهم في تطور الفكر الاسلامي والجماعات السياسية في انحاء العالم الاسلامي قال انه يرى البشائر في حركة احتجاج اجتماعي مزدهرة تعمل بشأن قضايا الفقر والعدل الاجتماعي.

وفازت جماعة الاخوان المسلمين بخمس مقاعد مجلس الشعب تقريبا في انتخابات عام 2005 لكن السلطات قامت منذ ذلك الوقت بتعويق جهودها لتدعيم مكاسبها الانتخابية. ودفعت الحكومة ايضا بتعديلات دستورية تمنع القيام بنشاط سياسي يستند الى الدين. وتحاشت جماعة الاخوان المسلمين العنف لعشرات السنين وامتنعت بصفة عامة عن استخدام العصيان المدني في مواجهة الدولة فيما عدا ضلوع الجماعة في الاحتجاجات التي طالبت بنظام قضائي اكثر استقلالا في عام 2006.

وقال حبيب ان الاقتناع ينبغي ان يولد بين الناس بان قضية الاصلاح والتغيير تعتمد عليهم اكثر من اعتمادها على القوى السياسية والوطنية. وقال حبيب ان حركات الاحتجاج الاجتماعية البازغة تتوفر لها امكانية النمو السريع تغذيها التوترات الناتجة عن الهوة العميقة بين رجال الاعمال الاثرياء المتحالفين مع الدولة وبين الاغلبية العظمى من المصريين الذين يعيشون على حافة الفقر.

وقال ان حركات الاحتجاج الاجتماعي قوية وتزداد حجما وهي مشحونة بالغضب حيث تركز على قضايا معينة مثل ارتفاع الاسعار وضعف الخدمات الصحية وليس التأييد العلني لتنظيمات سياسية. وقال انه اذا امكن للاخوان المسلمين تحقيق نوع من التنسيق بين حركات الاحتجاج الاجتماعية سيكونوا قد وضعوا اقدامهم على بداية الطريق.

وقالت جماعة الاخوان المسلمين انها تفضل التركيز على شبكاتها الممتدة للخدمة الاجتماعية ونشر قيمها بدلا من تنظيم مظاهرات لها قيمة محدودة. وقال حبيب ان ظهور حركات الاحتجاج كان من بين العوامل التي جعلته اقل وثوقا من ان جمال نجل الرئيس حسني مبارك سيخلف والده في منصب الرئاسة مثلما يتكهن كثير من المصريين.

وينفي كل من الرئيس ونجله وجود طموحات رئاسية لدى جمال. وقال حبيب ان الاخوان المسلمين لن يعارضوا سعي جمال الى المنصب اذا جاء ترشيحه مع اصلاحات مثل انهاء قانون الطواريء واعادة الحريات المدنية واجراء انتخابات حرة ونزيهة وهي شروط قال حبيب انه ليس من المرجح ان تفي بها مصر. ومن غير المعروف عدد اتباع جماعة الاخوان المسلمين في مصر لكن المحللين يشيرون الى 1.7 مليون صوت حصل عليها مرشحوهم في الانتخابات التشريعية في عام 2005. وفازوا بكل هذه الاصوات برغم جهود الحكومة لمنع وصول مؤيدي الجماعة الى مراكز الاقتراع.

وقال حبيب ان الاخوان المسلمين لن يكونوا قادرين على الاحتفاظ بعدد من المقاعد البرلمانية مماثل لما هو لديهم الان في ضوء حملات الحكومة الاخيرة لكنه مصمم على النضال من خلال صناديق الاقتراع.