مقديشو: القى متطوعون صوماليون القبض على 12 قرصانا مسلحا كانوا يستقلون زورقين، وذلك في اشارة الى ان سكان القرى الساحلية في الصومال قد ضاقوا ذرعا بالقرصنة وبدأوا في مقاومة المسؤولين عن هذه الظاهرة. فقد قال الزعماء القبليون في منطقتي الوله وبرجال الواقعتين في اقليم بونتلاند شمالي الصومال لبي بي سي إنهم قد شكلوا ميليشيات مكونة من صيادي الاسماك من اجل القبض على القراصنة.

وقال هؤلاء إنهم قرروا التصدي للقراصنة لأنهم قد ضاقوا ذرعا من قيام القراصنة بمهاجمة سفنهم. في غضون ذلك، اعلنت حكومة جزر سيشل إنها قد اعتقلت تسعة قراصنة مشتبهين يوم الاثنين بعد ان اعترضتهم فرقاطة اسبانية قرب ارخبيل سيشل في المحيط الهندي. ويتهم هؤلاء التسعة باطلاق النار على سفينة سياحية ايطالية كانت تقل اكثر من 1500 راكب في هجوم قوضه حرس السفينة الاسرائيليون.

وجاء في تصريح اصدره مكتب رئيس جمهورية سيشل جيمس ميشيل اليوم الثلاثاء: quot;ان القراصنة الآن رهن الاعتقال من قبل شرطة سيشل، وسوف يحاكمون في سيشل.quot; يذكر ان القراصنة الصوماليين قد احتجزوا 25 سفينة منذ بدء العام الحالي، ويحتفظون الى الآن باكثر من 260 بحارا في معاقلهم الواقعة قرب بلدة ايل في بونتلاند، حسب المكتب الدولي للملاحة.

الا ان الزعماء المحليين قرروا على ما يبدو الامساك بزمام المشكلة بانفسهم. فقد قال احدهم، ويدعى فارح محمد: quot;شكل سكان منطقتي برجال والولا لجنة امنية قررت مواجهة مسببي المشاكل في المنطقتين وعلى وجه الخصوص المتسببين في مشكلة القرصنة البحرية.quot; واضاف: quot;وقد اثمرت جهود اللجنة عن القاء القبض على 3 زوارق و12 قرصانا بكامل اسلحتهم، وقد تمكن زورق واحد من الفرار.quot;

وتقول الخدمة الصومالية في بي بي سي إنه يتعين الآن ان تسلم الميليشيات القراصنة للسلطات المحلية. يذكر ان اجراءات اعتمدتها مؤخرا الحكومة الصومالية تقضي بانزال عقوبة الموت بالقراصنة. يذكر ان قطعا بحرية من حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي وروسيا واليابان والصين والهند واليمن والولايات المتحدة وماليزيا وسنغافورة تسير دوريات في المحيط الهندي وخليج عدن في محاولة لردع القراصنة.

الا ان قادة بعض الدول الاقليمية يقولون إن هذه القوات البحرية الاجنبية انما تقوم بحماية سفن الصيد العائدة لدولها بينما تقوم الاخيرة بافراغ المياه الصومالية من الثروة السمكية التي كانت توفر للصوماليين رزقهم. ويقول هؤلاء الزعماء إن تجارة (الكركند) المربحة مع دبي قد انهارت بسبب الدمار الذي سببته شباك سفن الصيد الاجنبية للشعب المرجانية التي تقتات عليها. ويقول محلل الشؤون الافريقية في بي بي سي مارتن بلاوت إن هذه الخسائر ادت ببعض صيادي الاسماك الصوماليين الى امتهان القرصنة.