في تقرير لمعهد الشرق الاوسط
مواقف أوباما من النووي الإيراني تضع الكرة في ساحة طهران

فالح الحمراني من موسكو:
ما هي العناصر الجديدة في سياسة الرئيس اوباما حيال ايران؟ وهل ستقبل طهران بالشروط التي تضعها الادارة الاميركية الجديدة التي تعترف بالبرنامج النووي الايراني كامر واقع وبحق ايران بتطوير البرنامج النووي لاغراض سلمية، ام ستفوت طهران الفرصة الذهبية وتعرض نفسها لمزيد من الصعوبات؟. هل سيلجأ اوباما مثل الرؤساء قبلة للتلويح بالقوة لارغام ايران على القبول بالحلول الوسط؟ هذه جملة من الاسئلة التي حاول تقرير لمعهد الشرق الاوسط بموسكو الاجابة عليها.
وقال التقرير ان ايران، وعلى خلفية صخب احتجاجات الوكالة الدولية لطاقة النووية وبعض اطراف الاسرة الدولية ومنظمة الامم المتحدة، تقترب أكثر فأكثر من عتبة الدخول الى نادي الدول النووية، وعمليا تضع العالم امام حقيقة ان البقاء عن هذه العتبة او تجاوزها quot; يعود فقط الى طهران والارادة الخيرة لقيادتهاquot;.ويرى التقرير ان مساعي طهران الرافضة للحلول الوسط نحو إنتاج الوقود النووي تمنحتها فرص مواتية لامتلاك السلاح النووي، الامر الذي يثير مخاوف الأعضاء القدماء في النادي النووي.خاصة وان إيران تتجاهل قرارات مجلس الأمن الدولي الداعية لوقف تخصيب اليورانيوم.وان واشنطن بدورها ترفض بشدة هذا التطور وتعمل على وقفه بشتى الوسائل.
وقال ان الضغوط التي مارستها واشنطن في زمن ادارة الرئيس جورج بوش، ودعوتها لفرض العقوبات الشاملة على ايران لم تؤتِ ثمارها بسبب تشرذم اعضاء مجلس الامن. وينبغي الاعتراف بان آفاق الحصار الاقتصادي والغزو العسكري لم تنجح في إرغام القيادة الايرانية القبول بحلول وسطية وتنفيذها مطالب مجلس الأمن. ولذلك فان عدم وجود افاق لضغط المقاطعة الاقتصادية يدفع القيادة الأميركية من حين الى آخر الالتجاء للتهديد باستعمال القوة ضد ايران، في حال اجتيازها العتبة التي تفصل بين ان تكون الدولة نووية او غير نووية.
الترهيب والترغيب

واشار التقرير الى ان مجمل تلك العوامل كانت وراء اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما سياسة جديدة حيال ايران تدعو الى استئناف الحوار مع طهران. ووصف الدعوة بانها quot;ثوريةquot; اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان العلاقات الدبلوماسية مقطوعة منذ عام 1979 . وقال التقرير ان الجديد في سياسة اوباما يقوم على سياسة quot; الترغيب والترهيبquot;. منوهة بان واقعية رئيس البيت الابيض تمنح البرنامج الايراني الفرصة لير النور، مشيرا الى تاكيد اوباما حق ايران بتطوير التكنولوجيات النووية لأغراض سلمية وان حل هذه المسالة ينبغي ان يكون في ظل احترام سيادة البلد.

وأوضح ان سياسة الرئيس اوباما تعترف بان البرنامج الايراني اصبح امرا واقعا ولاتدعو كما كانت الادارة السابقة لنسفه. وهذا البرنامج يؤهلها لانتاج 20 بالمائة من احتياجاتها من الوقود النووي وعليها التوقف عند هذا الحد والحصول على الباقي من روسيا لتامين تشغيل المفاعل لمحطة بوشهر الكهروذرية. وفي حال قبول ايران الشروط الاميركية هذه فان واشنطن مستعدة لإستئناف الحوار معها والتعامل معها كطرف هام ومتساوي الحقوق مع الاطراف الاخرى في المباحثات لحل المشاكل الاقليمية . واذا لن توافق ايران على الشروط الاميركية وتمضي بمضاعفة قدراتها النووية فان واشنطن ستعمل على تشديد عزتها الدولية, وتجر خلفها لتحقيق هذا الهدف روسيا والصين واللاعبين الاخرين في الساحة الدولية في اطار معادلة من التنازلات والصفقات السياسية والاقتصادية.

وحسب التقرر فان واشنطن تراهن على عقلانية شعب ايران بان ينتخب قريبا رئيسا جديدا من معسكر الاصلاحيين يمنح ايران الفرصة لتحسين مواقعها في العالم. وبعكسة فان الازمة الايرانية ستتفاقم اكثر , واضافquot; لان quot;رؤية اوباماquot; تظهر للعالم بجلاء القضايا التي تدرجها الولايات المتحدة ضمن اولوياتها . وان الجانب الاميركي اعتاد الدفاع عن اولوياته بكافة الوسائل المتاحةquot;. حسب التقرير.