مدينة فراه: كان اللفتنانت كولونيل خليل نعمة الله القائد بالجيش الافغاني يجلس في مكتب محاط بأشجار الرمان في كامل ازهارها في اقليم فراه الصحرواي وتنهد عندما سمع الانباء.. فقد هاجم مسلحون نقطة تفتيش للشرطة الليلة السابقة وقتلوا شرطيا بالرصاص في شجار واسروا اربعة اخرين واخذوهم بعيدا واعدموهم. وتساءل الكابتن كريستوفر جارفين المدرب الأميركي لنعمة الله ما اذا كانت الشرطة قد غلبها النوم خلال حراستها مرة اخرى. لكن نعمة الله قال انها ربما بيعت لطالبان عن طريق ضابط غاب بشكل غامض عن موقعه. ورغم حدوث الواقعة فانها مألوفة للغاية.
وبعد سنوات من تركيز جهودهم التدريبية على الجيش الافغاني بدأ صانعو السياسة الأميركيون يدركون انهم أهملوا الشرطة تاركين قواتها فقيرة التدريب هدفا سهلا على خط المواجهة مع مسلحي طالبان. وقتل 1500 شرطي افغاني في القتال بين عامي 2007 و2009 فيما يبلغ ثلاثة امثال عدد القتلى في صفوف الجيش. وقال زماراي بشاري المتحدث باسم وزارة الداخلية quot;يعتبر العدو الشرطة الحاجز الاول بالنسبة له.quot;
واضاف quot;الشرطة لا تقوم بانفاذ القانون فهي حاليا تقاتل التمرد في الجبهة الامامية وتقاتل اباطرة المخدرات وتقضي على الخشخاش.quot; ومنذ عام 2002 تنفذ واشنطن برنامجا لتدريب الجيش الافغاني حجمه مليارات الدولارات يقف فيه الاف من القوات الأميركية الى جانب الجنود الافغان في القتال. وتركت مهمة تدريب الشرطة الى المانيا التي ارسلت بضع مئات من المدربين المدنيين وانفقت 80 مليون دولار في 2007 وحده.
ويترك ذلك الشرطة معرضة للخطر واقل تسليحا وقوة في منطقة للحرب. وقال البريجادير جنرال في قوة الشرطة علي شاه احمدزاي وهو نائب سابق لقائد شرطة كابول quot;لا ينبغي ان يكون الشرطي هناك من اجل الحرب. هو هناك من اجل ارساء القانون.quot; وتابع quot;كل يوم يلقى خمسة او ستة من رجال الشرطة حتفهم في قتال. وفي بعض المناطق لا توجد سوى الشرطة اذ لا يوجد جيش.quot;
وبدأ الجيش الأميركي منذ العام الماضي تحويل مدربيه العسكريين للعمل الى جانب الشرطة وهي عملية ستكتسب قوة عندما يبدأ اربعة الاف مدرب جديد ارسلهم الرئيس الأميركي باراك اوباما في الوصول خلال الاسابيع المقبلة. ويقدر بشاري ان الشرطة تتخلف عن الجيش بأربع سنوات فيما يتعلق بالتدريب. ويقول مدربون أميركيون ان حصول الشرطة على تدريب مناسب سيستغرق سنوات.
وقوة الشرطة الوطنية الافغانية قوامها نحو 80 الفا فيما يماثل تقريبا عدد قوات الجيش. واعلن عن خطط لزيادة حجم القوتين لقتال المسلحين بما في ذلك تجنيد 15 الف شرطي اضافي من اجل تأمين الانتخابات التي ستجرى في اغسطس اب. ويحصل مجند الشرطة على 120 دولارا شهريا وهو نفس ما يتقاضاه نظيره في الجيش. ويشكو الافغان بشكل عام من ان الشرطة تكمل رواتبها بالحصول على رشى عند نقاط التفتيس.
وقال احمدزاي quot;احدى المشكلات الرئيسية انخفاض الرواتب. هم بحاجة لتعويض مناسب.quot; واضاف ان المسلحين يدفعون 200 أو 300 دولار للمقاتل الذي ينضم اليهم. وخلافا للجيش الذي ينتشر جنوده في انحاء البلاد تخدم الشرطة عادة في المكان الذي تجند فيه. ومن شأن مطالبتهم بالقيام بعمليات مثل القضاء على الزراعات التي تستخدم في انتاج المخدرات في بلداتهم ان يقسم ولاءهم ويعرضهم للانتقام.
وقال نعمة الله القائد بالجيش الافغاني quot;عادة ما تواجه شرطة منطقة معينة مشكلات مع الناس هناك وتخشى من ان القضاء على الخشخاش قد يؤثر على عائلاتها او على مقاتلي طالبان الذين ينشطون بالمنطقة.quot; وتجنيد الاشخاص المؤهلين هو الجزء الاصعب في بلد بامكان ثلث سكانه فحسب القراءة. وترسل القوات الأميركية المجندين الى فصول لمحو الامية قبل ان يتمكنوا من العمل.
التعليقات