واشنطن: يعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما استراتيجيته لهزيمة القاعدة على قادة أفغانستان وباكستان يوم الاربعاء وسط قلق واشنطن المتنامي من خسارتها للحرب وتشككها فيهم كحلفاء يُعتمد عليهم. ومن المُرجح ان يحيط جو من الحذر باجتماعي أوباما في البيت الابيض مع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري والرئيس الافغاني حامد كرزاي بعد ان انتقدتهما بشدة ادارة الرئيس الأميركي واللذين يتشككان في بعضهما البعض أيضا.

وبالمثل لم تلق استراتيجية أوباما الجديدة لإلحاق الهزيمة بمتشددي القاعدة وطالبان النشطين في أفغانستان وباكستان ترحيبا كبيرا من الدولتين. ولقاء الاربعاء هو أول لقاء وجها لوجه بين أوباما وأي من الرجلين لمناقشة الاستراتيجية الاقليمية الجديدة وهو فرصة لينقل فيها الرئيس الأميركي قلقه من الفساد وسوء الإدارة. ومن أهم التحديات اقناع باكستان بالتعامل مع خطر التشدد الاسلامي بجدية أكثر ومنع طالبان من استخدام الاراضي الباكستانية لشن هجمات على أفغانستان وهي قضية شائكة بين اسلام اباد وكابول.

وفي إطار البحث عن حلفاء يعتمد عليهم في المنطقة يرسل المسؤولون الأميركيون في أحيان إشارات متضاربة ففي بعض الاوقات يمتدحون التعاون مع الجيش الباكستاني وفي أوقات أخرى يتهمون المخابرات العسكرية بمساعدة القاعدة. وقالت ميشيل فلورنوي وكيلة الوزارة لشؤون الدفاع في شهادة مكتوبة للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب quot;البعض أثار مخاوف من ان بعض العناصر داخل الجيش الباكستاني وأجهزة المخابرات قد تكون متعاطفة مع جماعات متشددة الأمر الذي أدى الى حذر من جانبنا.quot;

ووعدت إدارة أوباما بتقديم مزيد من الأموال لتعزيز التنمية في باكستان لكنها عبرت عن خيبة أملها من حكومتها المدنية. وفي الشهر الماضي اتهمت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية اسلام اباد بالرضوخ لطالبان بموافقتها على فرض الشريعة الاسلامية على وادي سوات بينما عبر أوباما عن قلقه الكبير من حكومة باكستان quot;الهشة جداquot; غير القادرة على توفير الخدمات الاساسية.

ويقاتل الجيش الباكستاني مقاتلي طالبان للسيطرة على وادي بونر وهي منطقة شمالية استراتيجية قريبة من العاصمة الباكستانية اسلام اباد لكنه فيما يبدو تنازل عن السيطرة على أجزاء كبيرة من شمال وغرب البلاد للمتشددين. وعلى الرغم من قول أوباما الاسبوع الماضي انه واثق من أمن الترسانة النووية الباكستانية إلا ان القضية قد تُثار خلال اجتماع الرئيس الأميركي مع زرداري.