واشنطن: في الثلاثين من إبريل أتم الرئيس الأميركي باراك أوباما مائة يوم في البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة. هذه الفترة وما حدث فيها كانت محل إهتمام كبير من جانب جميع وسائل الإعلام الأميركية خلال الأيام القليلة الماضية، عاد هذا الاهتمام ـ في جانب كبير منه ـ إلى أن هذه الفترة تُعتبر من أصعب الفترات التي مرت بها الولايات المتحدة الأميركية على مدار تاريخها، حيث كانت أبرز ملامحها الأزمة الاقتصادية العاصفة، التي جعلت الاقتصاد الأميركي يترنح في مواجهتها، وسببت له خسائر كبيرة سواء في صورة انهيار كبرى المؤسسات الاقتصادية والمالية، أَمْ خسارة ملايين الأميركيين لوظائفهم. لذلك ركزت وسائل الإعلام على تقييم أداء الرئيس الأميركي خلال هذه الفترة المتأزمة، ومدى نجاحه في أداء مهام وظيفته في مواجهة هذه الأحوال الصعبة.

استقطاب كبير تعيشه أميركا

أعد مركز جالوب لاستطلاعات الرأي، استطلاعًا للرأي بين الأميركيين في الفترة من 21 ـ 22 من إبريل الماضي، لرصد اتجاهات الرأي العام الأميركي تجاه الفترة التي قضاها الرئيس باراك أوباما في السلطة. أوضحت نتائج الاستطلاع أن حوالي 56% من الأميركيين يعتقدون بأن أوباما قد أدى مهامه بصورة ممتازة، بينما أكد 20% أن أداء الرئيس كان ضعيفًا، بينما رأى 25% تقريبًا أن أداءه لا بأس به.

وعند أخذ عامل الانتماء الحزبي في الاعتبار عند تقييم أداء أوباما خلال المائة اليوم التي قضاها في البيت الأبيض، أظهر الاستطلاع أن 88% من أعضاء الحزب الديمقراطي كان تقييمهم إيجابيًّا، حيث رأى 46% منهم بأن أداءه كان ممتازًا، في حين وصفت نسبة 42% أداءه بالجيد، ونسبة 9% قالوا إن أداءه لا بأس به، ونسبة 2% وصفته بالضعيف، ونسبة 1% وصفته بالمريع.

ويظهر الاستطلاع أن أعضاء الحزب الجمهوري كانوا أكثر انتقادًا لأداء وسياسات الرئيس الديمقراطي، حيث أكد 24% من الجمهوريين أن أداءه كان مريعًا، بينما وصف 16% أداء أوباما بالضعيف، وقال 35% عن أداء أوباما الرئاسي إنه لا بأس به ، و20% وصفوه بالجيد، و4% بالممتاز. أما المستقلون فقد أكد 14% منهم أن أداء الرئيس كان ممتازًا، و34% وصفوا أداءه بالجيد، ونسبة 29% قالت إنه جيد، وصف 10% بأنه أداءه لا بأس به، وقيمت نسبة 10% أداء الرئيس بالضعيف، في حين أكدت نسبة 11% من المستقلين أنه مريعٌ.

هل ينتهي عصر الحزبين؟

في برنامجه الشهير GPS ـ الذي يذاع على شبكة CNN ـ أعد المحلل الأميركي البارز فريد زكريا حلقة خاصة عن الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما، وكيف يمكن تقييم الفترة التي قضاها في البيت الأبيض منذ تنصيبه رسميًّا كرئيس للولايات المتحدة الأميركية في العشرين من يناير الماضي؟. في البداية استهل زكريا حديثة بالإشارة إلى الفوز الساحق الذي أتى بالرئيس أوباما إلى السلطة، نتيجة الدعم الكبير الذي حظى به ليس فقط من الناخبين المنتمين إلى الحزب الديمقراطي وإنما أيضًا من هؤلاء المنتمين إلى الحزب الجمهوري، والتوقعات الكبيرة التي صاحبت ترشحه للرئاسة ثم فوزه بها، هذه التوقعات التي كانت سببًا أساسيًّا في اقتناصه مقعد الرئيس من منافسه الجمهوري جون مكين.
quot;؟
لفت زكريا الانتباه إلى أن هذه الأحوال المحيطة بدخول أوباما إلى المكتب البيضاوي، جعلت كثيرًا يأمل في أن يتمكن الرئيس الجديد من التغلب على الانقسامات الحزبية التي شهدتها العاصمة الأميركية واشنطن خلال فترة حكم سلفه جورج دبليو بوش، وأن يستطيع تقديم مجموعة من السياسات العامة التي تحظى بقبول الجميع في الساحة السياسية الأميركية سواء من قبل الحزبين الكبيرين، أو من جانب جميع التيارات السياسية الأخرى في المجتمع الأميركي.

ولكن الحقيقة الصادمة التي يلفت النظر إليها المحلل الأميركي الشهير، والتي أظهرتها عديد من استطلاعات الرأي خاصة تلك التي أجراها مركز بيو لاستطلاعات الرأي Pew، هي أن الرئيس الأميركي باراك أوباما من أكثر الرؤساء الأميركيين الذين أحدثوا حالة كبيرة من الاستقطاب بين مختلف أطياف المجتمع الأميركي، حتى إنه في هذا الأمر تجاوز نسبة الاستقطاب التي أحدثها بعض الرؤساء الأميركيين السابقين مثل جورج دبليو بوش وجيمي كارتر وريتشارد نيكسون، على الأقل خلال هذه الفترة التي قضاها في منصبه، حيث أظهرت هذه الاستطلاعات أن باراك أوباما يحظى بدعم كبير من جانب الديمقراطيين، ولكن في الوقت ذاته لا يحظى بمثل هذا الدعم وهذه الشعبية من جانب أعضاء الحزب الجمهوري.

ويضيف زكريا أنه بالنسبة للبعض فإن هذا الأمر، (أي ) الدعم الكبير الذي يحظى به أوباما من جانب الديمقراطيين هو جيد للغاية، يمكن الحزب الديمقراطي من إدارة الولايات المتحدة بعد فترة صعبة عاشتها البلاد في عهد الجمهوريين استمرت ثماني سنوات، لم تجلب سوى الكراهية والتدهور. ولكنه اعتبر أن هذا بالفعل قد يكون جيدًا على المدى القريب، أما على المدى البعيد فإن هذا غير جيد على الإطلاق؛ لأن نظام الحزبين الموجود في الولايات المتحدة الأميركية هو نموذج للديمقراطية الحديثة، والتي تحاول كثير من الدول الأخرى السير على نهجه، ولكن الولايات المتحدة في الوقت الحالي تشهد ـ على حد وصف زكريا ـ نظام الحزب ونصف الحزب؛ لأن أوباما خلال المائة يوم الأولى استطاع أن يسيطر على كثير من التفاعلات على الساحة السياسية، وأن يكون هو دون غيره مركز هذه التفاعلات.

الجمهوريون يبحثون عن مخرج

كتب جون فريتز في صحيفة USA Today عن المأزق الذي يعيشه الحزب الجمهوري في الوقت الحالي ـ بعد مائة يوم من تنصيب أوباما ـ نتيجة الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، حيث أكد الكاتب أنهم يبحثون في الوقت الحالي عن بوصلة تحدد لهم اتجاهات العمل في المرحلة القادمة، من أجل إعادة زمام المبادرة والقيادة لهم في الفترة القادمة، والعمل على الوصول إلى استراتيجية تمكنهم من مواجهة هذه الشعبية الكبيرة التي حصدها الحزب الديمقراطي خلال الفترة الماضية، وخاصة منذ وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض.

ولفت فريتز

الانتباه إلى أن سير الأحداث خلال المائة يوم الأولى التي قضاها أوباما في السلطة، جعلت الجمهوريين يمرون بفترة من أصعب الفترات في حياتهم السياسية، في ظل عدم سيطرتهم على البيت الأبيض أو الكونغرس نتيجة سيطرة الديمقراطيين على هذه المؤسسات، ولكن الكاتب أكد أن الفرصة ما تزال سانحة أمام قيادات وأعضاء الحزب الجمهوري لإعادة تقديم أنفسهم مرة أخرى إلى الشعب الأميركي، حيث ينتظر أن تشهد ساحة الكونجرس نقاشات ساخنة وجدل حاد خلال الفترة القادمة حول كثيرٍ من الموضوعات الهامة، مثل الرعاية الصحية والتغير المناخي، ومن ثم فان على قيادات الحزب ـ كما يقول الكاتب ـ أن يستغلوا هذه الفرصة لاستعادة شعبيتهم المفقودة.

وفى هذا السياق لفت الكاتب الانتباه إلى محاولات عديدٍ من القيادات الجمهورية عدم إضاعة هذه الفرصة، خاصة السيناتور الجمهوري والمنافس السابق لباراك أوباما على مقعد الرئاسة جون ماكين، الذي تحول عقب هزيمته في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي إلى أحد المنتقدين الرئيسيين لباراك أوباما وسياساته، حيث استغلت هذه القيادات ـ كما يشير فريتز ـ الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الاقتصاد الأميركي، فضلاً عن مجموعة السياسات وبرامج الإنقاذ والدعم التي تسعى الإدارة الجديدة من خلالها إلى إنقاذ الاقتصاد الأميركية، وإخراجه من حالة الركود التي أدت إلى فقدان ملايين المواطنين الأميركيين لوظائفهم، فقد ركزوا انتقاداتهم على أن المبالغ المالية الفيدرالية الكبيرة التي تخطط الإدارة الأميركية لضخها في الأسواق سوف تسلب من الأجيال القادمة كثيرًا من حقوقهم، فهذه الأموال ـ من وجهة الحزب الجمهوري ـ تمثل تعديًا على حقوق هذه الأجيال في العيش الكريم.

وأشار الكاتب إلى الانتقادات الكثيرة التي وجهها الجانب الجمهوري إلى برامج إصلاح الرعاية الصحية التي قدمها الرئيس باراك أوباما إلى الكونغرس، فضلاً عن برامج خفض انبعاثات الكربون لمواجهة خطر التغير المناخي، حيث أكد الجمهوريون على أن تطبيق مثل هذه البرامج سوف يزيد من أعباء العائلات الأميركية، ويكلفها كثير من الأموال في وقت تُعاني فيه نتيجة الأزمة الاقتصادية الخانقة.

ويبدو أن هذه المحاولات قد أثمرت بعض النجاح الذي يصب في خانة استعادة الحزب الجمهوري لشعبيته، حيث أكد الكاتب أن استطلاع الرأي الذي قامت به الصحيفة بالتعاون مع مركز جالوب لاستطلاعات الرأي حول أسوأ السياسات التي اتبعتها الإدارة الأميركية الجديدة حتى الآن، أظهر أن ثلاثة من بين كل عشرة أميركيين يعتبرون أن خطط الدعم والإنقاذ الاقتصادي هي أسوأ السياسات التي أقدمت الإدارة الجديدة على تنفيذها.

ولكن رغم ذلك النجاح البسيط يؤكد فريتز أنه ما يزال هناك بعض التحديات التي تواجه قيادات الحزب الجمهوري، أهمها على الإطلاق أن يتمكن الحزب من تقديم بدائل للسياسات المقترحة من جانب الديمقراطيين، ويجب أن تكون هذه البدائل قادرة على التوفيق بين الاتجاهات المحافظة التي يتبناها الحزب من جهة، وبين تيارات الوسط من جهة أخرى، أما التحدي الآخر فهو مدى نجاح الحزب في أن يلفت انتباه الشعب الأميركي إلى هذه السياسات الجديدة، بحيث تكون في بؤرة اهتمامه ويراها صالحة لأن تكون بديلاً لما تطرحه الإدارة الديمقراطية.

وهناك تحدٍ آخر يشير إليه الكاتب هو أن يتفق الحزب على الشخصية العامة التي يمكن من خلالها أن يتواصل مع الرأي العام الأميركي، خاصةً وأن الرئيس الجديد للحزب مايكل ستيل ليس محل اتفاق من الجميع داخل الحزب، فهو على سبيل المثال قد أغضب كثيرين حينما تحدث في مارس الماضي عن أن قرار الإجهاض هو quot;قرار فرديquot;.

الاميركيون راضون عن أوباما وزوجته

تولى أوباما قيادة الولايات المتحدة بعد ثماني سنوات من تراجع الولايات المتحدة على الصعيدين الداخلي والخارجي، وقد كانت المائة يوم الأولى للرئيس الأميركي الجديد محل اهتمام من كافة الأوساط الأميركية، التي هدفت بالأساس إلى تقييم أداء الإدارة الأميركية الجديدة خلال المائة يوم الأولى لها في البيت الأبيض، وقد أكدت معظم التحليلات الأميركية على أن الرئيس الأميركي نجح في إعادة بناء الولايات المتحدة على الصعد كافة كما وعد في أول يوم له في البيت الأبيض. وقد كان هذا النجاح جليًّا في استطلاعات الرأي العام الأميركية التي أعطت الرئيس نسبة من التأييد تفوق الرئيسين السابقين quot;جورج دبليو بوشquot; وquot;بيل كلينتونquot;.

وقبل نهاية المائة يوم الأولى لأوباما في البيت الأبيض سعت عديد من مراكز استطلاع الرأي العام الأميركي للوقوف على تقييم الجمهور الأميركي لأداء أوباما خلال المائة يوم الأولى له في البيت الأبيض، ورؤيتهم للسيدة الأولى ونائب الرئيس. ومن تلك المراكز المهتمة باستطلاع الرأي العام الأميركي مركز بيو لأبحاث الرأي العام، الذي أجرى استطلاعًا على ما يقرب من 1.507 أميركي خلال الفترة من الرابع عشر إلى الحادي عشر من إبريل المنصرم.

أوباما يتفوق على بوش وكلينتون

تُظهر استطلاعات الرأي العام الأميركية أن نسبة التأييد والرضا عن إدارة الرئيس أوباما مع قرب انتهاء المائة يوم الأولى له في البيت الأبيض مرتفعة مقارنة بسلفه الرئيس quot;جورج دبليو بوشquot;. ولما يتمتع به أوباما من شخصية محبوبة لدى الأميركيين، حيث عَبَّرَ 73% من الأميركيين من بينهم 46% جمهوريين عن رؤيتهم الإيجابية لشخصية باراك أوباما. مقارنة بالانطباعات الإيجابية لما يقرب من 60% و61% للرئيسين quot;بيل كلينتونquot; وجورج دبليو بوشquot; على الترتيب في أيامهما المائة الأولى بالبيت الأبيض.

وقد أظهر استطلاع آخر لبيو تفوق أوباما على الرئيسين السابقين quot;بيل كلينتونquot; وquot;بوشquot; الابن. فقد وصلت نسبة التأييد لأوباما بين الجمهوريين في أول أيامه 30% مقارنة بالرئيس quot;كلينتونquot; التي وصلت إلى 25% في أولى أيام كلينتون. وكذلك نسبة تأييد الديمقراطيين لأوباما هي الأعلى عند مقارنتها بكلينتون، فالديمقراطيون يدعمون أداء أوباما الرئاسي بقوة فقد وصلت تلك النسبة 79% في حين كانت النسبة لكلينتون في أولى أيامه في البيت الأبيض (عام 1993) نصف نسبة الديمقراطيين المؤيدين لأوباما والتي وصلت إلى 39%. ونسبة الرضا لأعضاء حزب أوباما (الديمقراطي) مرتفعة أيضًا عن مقارنتها بنسبة الرضا لحزب بوش (الجمهوري) عن أدائه في إبريل من عام 2001 والتي كانت في ذلك الوقت 71%.

وترتفع نسبة تأييد المستقلين لأداء أوباما والتي وصلت نسبة رضاهم 37% وهي نسبة مرتفعة عن نسبة رضاهم حيال الرئيسين السابقين كلينتون وبوش الابن والتي وصلت إلى 10% و29% على الترتيب. بينما لا يؤيد 27% من المستقلين أداء أوباما لمهام منصبه كرئيس للولايات المتحدة وهي قريبة من نسبة عدم رضاهم عن بوش الابن والتي قدرت بـ 26% ولكنها أقل من نسبة عدم رضاهم عن الرئيس الأسبق بيل كلينتون والتي وصلت إلى 35%.

أوباما كرئيس لأميركا

وعن أدائه كرئيس للولايات المتحدة وصلت نسبة الرضا عن أداء أوباما لمنصب الرئيس إلى 63% بينما وصلت نسبة عدم الرضا إلى 26%. ونسبة هذا الرضا مرتفعة بين أعضاء الحزب الديمقراطي، فالديمقراطيون يرضون عن أداء أوباما كرئيس لأمريكا بنسبة 93% مقارنة بالجمهوريين التي وصلت إلى 30%. بينما تراوحت نسبة رضا المستقلين بين نسبتي الجمهوريين والديمقراطيين والتي وصلت إلى 58% بينما نسبة عدم رضاهم عن أداء أوباما لمهامه كرئيس وصلت إلى 27%. وأظهر الاستطلاع أن 59% يرون أوباما رئيسًا قويًّا كما توقعوا بينما 25% قالوا إنه كان أقوى مما كانوا يتوقعون، في حين قالت الأقلية والتي تمثلها 12% كان على عكس طموحهم فقد كان ضعيفًا.

وعمَّا إذا كان أداء أوباما خلال المائة يوم الأولى يلبي طموح الأميركيين رأى 61% أن أداء أوباما يلبي طموحهم كما يتوقعون، في حين رأى 25% أن أداء أوباما كان أكثر من طموحهم، في مقابل 9% يرون أن أداء أوباما كان أسوأ من طموحهم. ومقارنة بين أداء أوباما وطموح الأمريكيين والرئيسين السابقين quot;كلينتونquot; وquot;بوشquot; تقدم أوباما على الرئيسين فقد وصلت نسبة أوباما 25% مقابل 22% لبوش و12% لكلينتون.

وأظهر استطلاع لـquot;إيه بي سي ABCquot; وصحيفة واشنطن بوست خلال 21 إلى 24 من إبريل أن 60% يرون أن أوباما وَفَى بكثير من وعوده، مقابل 16% أنه لم يفِ بوعوده، مقابل 8% يرون أنه وَفَى ببعض وعوده. وأظهر أن %77 يرون أوباما قائدًا قويًّا في مقابل 72 في استطلاع سابق في يناير الماضي أما من يرفضون أوباما قائدًا قويًّا فقد قدرت بـ 22 % في مقابل 18% في استطلاع آخر.

وأظهر الاستطلاع أن 54% يرون أن أوباما يؤدي وظائفه كرئيس للولايات المتحدة بصورة جيدة والتي تمثل ارتفاعًا عن استطلاع آخر لهما في 19 إلى 22 من فبراير والتي وصلت تلك النسبة إلى 46%. في حين رأى 18% أن أوباما يؤدي وظائفه كرئيس بصورة سيئة وهي نسبة مرتفعة عن استطلاع فبراير والتي وصلت فيه تلك النسبة 14%. وعن تقييمهم لما حققه أوباما خلال المائة يوم الأولى له في البيت الأبيض رأى 24% أنه حقق أشياء عظيمة في مقابل 39% رأوا أن أوباما حقق أشياء جيدة و21% يرون أنه حقق أشياء جيدة بعض الشيء، في حين يرى 15% أن أوباما حقق أشياء صغيرة أو لا تذكر.

أظهرت استطلاع لمركز بيو بين يناير ومارس الماضيين استماع أوباما إلى الأعضاء الليبراليين بالحزب الديمقراطي أكثر من المعتدلين. فقد أظهر الاستطلاع الأخير أن 40% يرون أن الرئيس الأمريكي الجديد يستمع إلى ليبرالي الحزب الديمقراطي في مقابل 33% يرون أنه يستمع إلى معتدلي الحزب، في حين رفض 27% الإجابة. وفي استطلاع مارس رأى 68% من الجمهوريين أن أوباما يستمع أكثر إلى ليبرالي الحزب الديمقراطي في مقابل 20% يرون أنه يستمع إلى معتدلي الحزب. ويلاحظ الاستطلاع مقارنة باستطلاع مارس أن هناك تغيرًا طفيفًا في رؤية الديمقراطيين والجمهوريين حيال العلاقة بين أوباما وليبرالي ومعتدلي حزبه الديمقراطي.

سيدة أميركا الأولى تتفوق على نظيراتها

أظهر الاستطلاع أن نظرة الأميركيين قد تحسنت منذ يناير الماضي تجاه سيدة أمريكا الأولىquot;ميشيل أوباماquot;. فاليوم هناك 76% يفضلون ميشيل أوباما والتي ترتفع ثماني نقاط عن استطلاع آخر في بداية يناير الماضي. وارتفعت أيضًا نسبة من يرونها شخصية محبوبة جدًا بثماني نقاط أيضًا عن استطلاع يناير لتصل إلى 36% في الاستطلاع الأخير لبيو. وميشيل أوباما محبوبة أكثر من السيدتين الأوليتين السابقتين عليها، ففي يناير 2001 وصلت نسبة من يرون quot;لورا بوشquot; سيدة محبوبة 21% أما quot;هيلاري كلينتونquot; فوصلت نسبتها في مايو 1993 إلى 19%.

ولدى الجمهوريين لاسيما نساء الحزب رؤية إيجابية لسيدة أميركا الأولى فلدى 60% رؤية إيجابية عن ميشيل وهي تلك النسبة التي تمثل تفوقًا بأربع عشرة نقطة عن استطلاع شهر يناير الماضي. وبين نساء الحزب الجمهوري ارتفعت نسبة التأييد لميشيل باثنتين وعشرين نقطة لتصل إلى 67% مقابل 46 في استطلاع آخر. ونسبة تأييد الجمهوريين لميشيل تمثل تغييرًا جوهريًّا عن عدم تفضليهم ـ رجالا ونساء ـ لمشيل في استطلاع في سبتمبر الماضي (2008).

وترتفع نسبة تأييد ميشيل بين المستقلين والتي وصلت إلى 74% في مقابل 62% في شهر يناير الماضي. ويظهر الاستطلاع أن هناك فجوةً بين الرجال والنساء فتصل نسبة التأييد بين النساء 80% في مقابل 70 للرجال. وتتمتع ميشيل بنسبة تأييد مرتفعة بين أعضاء الحزب الديمقراطي والتي كانت في استطلاع يناير 90% وفي الاستطلاع الأخير تصل النسبة إلى 94%.

انخفاض نسبة التأييد لبايدن

بينما يتمتع الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما وسيدة أميركا الأولى نسبة تأييد مرتفعة في أوساط الشعب الأميركي انخفضت نسبة التأييد لنائب الرئيس الأميركي الجديد quot;جوزيف بايدنquot;، فنصف الأميركيين لديهم رؤية إيجابية عن بايدن مقارنة بـquot; آل جورquot; التي وصلت نسبة التأييد له إلى 55% في إبريل 1993 ونسبة 85% لنائب الرئيس السابق quot;ديك تشينيquot; في يونيو 2001.

فقد انخفضت نسبة التأييد له اثنتي عشرة نقطة عن استطلاع في شهر يناير فقد وصلت نسبة التأييد في هذا الاستطلاع لبايدن 63%. وتجدر الإشارة إلى انخفاض نسبة التأييد لنائب الرئيس الجديد بين الديمقراطيين فقد انخفضت النسبة من 87% إلى 76% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، كما انخفضت بين المستقلين من 58% إلى 46%، كما لا تتغير رؤية الجمهوريين لبايدن والتي كانت في شهر يناير 36% وحاليًا 32%. ويظهر الاستطلاع أن هناك فجوة بين رؤية الديمقراطيين والجمهوريين لنائب الرئيس.