موسكو: توجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الأربعاء إلى العاصمة الاميركية، واشنطن، للتحضير للقمة المرتقبة في يونيو/تموز المقبل بين الرئيس باراك أوباما وديمتري ميدفيديف كجزء من تعهد البلدين إعادة إحياء العلاقات بينهما. وقالت وكالة الأنباء الروسية quot;نوفوستيquot; ان لافروف سيلتقي نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في واشنطن غداً الخميس في لقاء هو الثاني منذ لقائهما الأول في مارس/آذار في جنيف الذي ضغطا خلاله رمزياً على ما سمي زر quot;الإطلاقquot; لتحسين العلاقات التي ساءت إلى حد كبير خلال ولاية الرئيس جورج بوش.

ونقلت الوكالة عن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية أندريا نيستيرينكو ان لافروف سيلتقي في واشنطن أيضاً أعضاء كبار في الكونغرس وسيلقي كلمة حول العلاقات الروسية الأميركية في مركز كارنيغي للسلام. وأشارت الوكالة إلى ان مراقبة التسلح ستحوذ على الجزء الأكبر من زيارة لافروف إلى الولايات المتحدة مع تعهد البلدين بإعداد معاهدة جديدة لتقليص الترسانة النووية لتحل مكان معاهدة quot;ستارت 1quot; التي وقعها الاتحاد السوفياتي السابق مع الولايات المتحدة والتي تنتهي صلاحيتها في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

ومن المقرر أن تبدأ الجولة الأولى من المحادثات حول المعاهدة الجديدة في موسكو في 18 مايو/أيار بهدف وضع الخطوط العريضة للمعاهدة قبل لقاء ميدفيديف وأوباما في يونيو/تموز المقبل. ومن المقرر أن يرأس لافروف الإثنين المقبل جلسة لمجلس الأمن حول النزاعات في الشرق الأوسط، نظراً إلى ان روسيا ترأس المجلس في مايو/أيار.

ولكن من المتوقع أن تطغى على الزيارة التوتر الأخير في جورجيا، التي اتهمت روسيا أمس الثلاثاء بتدبير تمرد في قاعدة عسكرية وهي تهمة نفتها موسكو. وكانت جورجيا أعلنت أمس الثلاثاء الكشف عن مؤامرة لتنفيذ انقلاب داخل الجيش، واتهمت روسيا بالوقوف وراءها.

وقال لافروف لقناة quot;فستيquot; الإخبارية الروسية إن إعلان السلطات الجورجية عن إحباط محاول انقلاب عسكري في البلاد استفزاز جديد في المجالي الإعلامي والجيوسياسي. وأضاف quot;ليس من قبيل الصدفة أن يكون هذا الاستفزاز جرى عشية بدء مناورات الناتو على الأراضي الجورجية اليوم على الرغم من جميع التحذيراتquot;.

وقالت روسيا في وقت سابق ان إجراء المناورات التي تبدأ غدا الأربعاء في جورجيا بعد quot;الحرب على أوسيتيا الجنوبية quot; في آب/ أغسطس الماضي هو quot;استفزاز صريحquot; يمكن أن تكون له انعكاسات سلبية.

يشار إلى أن روسيا دخلت على خط النزاع بين جورجيا وأوسيتيا الجنوبية بعد يوم من اندلاعه في الثامن من أغسطس الماضي، تحت شعار الدفاع عن أهالي أوسيتيا الجنوبية، بعد هجوم جورجي سعياً لاستعادة السيطرة على الجمهورية الانفصالية. إلا أن روسيا أعلنت وقف عملياتها العسكرية، التي وصلت إلى قلب الأراضي الجورجية في 12 أغسطس/آب الماضي، وذلك بعد موافقتها على وساطة فرنسية، من دون أن يمنعها ذلك من الإعلان في 26 أغسطس/آب عن الاعتراف باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عن جورجيا، وصدقت على اتفاقيتي تبادل دبلوماسي معهما في سبتمبر /أيلول الماضي، الأمر الذي اعتبرته تبليسي احتلالاً لأراضيها.